حاولت اسرائيل بعد الانسحاب من ارض سيناء الغالية ان تبقى على قطعة ارض مصرية مؤكدة انها ارض اسرائيلية ولن تقبل بتسليمها لمصر تلك الارض هى مدينة طابا آخر المعاقل لقوات الاحتلال الاسرائيلى الا ان الدولة المصرية استعادت ترابها من ارض سيناء لم تقبل ان تعود اليها منقوصة فأخذت على عاتقها إعادة تلك البقعة المهمة من ارض سيناء. .لقد جاءت ملحمة استرداد طابا تأكيدا لصلابة الارادة المصرية وقدرتها على صيانة التراب المصرى وعدم الخضوع للمزايدات التى كان يمكن الانسياق اليها الدخول فى متاهات تعرقل عودة هذا الجزء الغالى من أرض الوطن، كما أن الانتصار فى قضية استعادة طابا وعودة الحق لأصحابه يرجع الى كفاءة المفاوض المصرى وتكاتف كافة قيادات وأجهزة الدولة فى ادارة الأزمة والاحتكام الى الشرعية الدولية والقضاء الدولى واتباع أسلوب علمى ناجح لحل النزاعات الدولية بالطرق السلمية والتمسك باحكام القانون الدولى فى ظل توافر عناصر القوة . قصة استرداد طابا بذلت مصر لاسترداد طابا طريقا شاقاً، بدأ عندما جاء أول إعلان رسمى عن مشكلة طابا فى مارس 1982 ، قبل شهر من الانسحاب الإسرائيلى فى شبه جزيرة سيناء حينما أعلن رئيس الجانب العسكرى المصرى فى اللجنة العسكرية المشتركة المشكلة لاتمام الانسحاب الإسرائيلى من سيناء أن هناك خلافا بين مصر وإسرائيل حول بعض النقاط الحدودية وخاصة العلامة «91» وأثير النزاع مرة أخرى يوم اتمام الانسحاب الإسرائيلى من سيناء فى الخامس والعشرين من أبريل 1982، وحرصا من القيادة السياسية المصرية على اتمام الانسحاب الإسرائيلى فى موعده وعدم افساد فرحة الشعب المصرى بعودة سيناء اتفق الجانبان المصرى والإسرائيلى على تأجيل الانسحاب من «طابا» وحل النزاع بالرجوع لقواعد القانون الدولى وبنود اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية وفقا للمادة السابعة التى تنص على ما يلى : أولاً: أن يتم حل الخلافات بشأن تطبيق هذه المعاهدة عن طريق المفاوضات. ثانياً: فى حالة عدم إمكانية حل هذه الخلافات عن طريق المفاوضات تحل بالتوفيق أو تحال إلى التحكيم . ونص الاتفاق المؤقت الذى وقعه الطرفان فى حينه على عدم قيام إسرائيل ببناء أية إنشاءات جديدة فى المنطقة لحين فض النزاع، وبالرغم من ذلك فقد قامت إسرائيل بافتتاح فندق «سونستا طابا» فى 15 نوفمبر 1982 والاعلان عن بناء قرية سياحية هناك كما قامت أيضا بإجراء بعض العمليات الرمزية التى تشكل نوعا من فرض السيادة الإسرائيلية على منطقة طابا . التضليل الإعلامي حاول الجانب الإسرائيلى الاعتماد على فكرة التضليل الإعلامى والتزييف للحقائق خلال سيطرتهم على المنطقة من 1967 إلى 1982 فعمدوا إلى محاولات لتغيير ملامحها الجغرافية لإزالة علامات الحدود المصرية قبل حرب يونيو، وقاموا بإزالة أنف الجبل الذى كان يصل إلى مياه خليج العقبة وحفر طريق مكانه يربط بين مدينة إيلات الإسرائيلية ومدينة طابا المصرية وكان على المصريين أن يبحثوا عن هذه العلامات التى أزالتها إسرائيل من الوجود ولم نعثر على العلامة الأساسية رقم «91» وهى العلامة الأخيرة بل لم نعثر فى البداية «إلا على موقع العلامة قبل الأخيرة التى شاع لبعض الوقت أنها الأخيرة، ومن هنا فإن محاولة تزييف التاريخ بل والجغرافيا والتضليل الإعلامى كانت من الركائز التى اعتمدت عليها السياسة الإسرائيلية فى إدارة الصراع مع العرب فكان، رهانهم على عجز المصريين عن إثبات حقهم فى طابا، وكان رهان المصريين على الحقائق التاريخية والجغرافية والسياسية. حقيبة الوثائق المصرية فقد قررت مصر أن تكون معركتها لتحرير «طابا» قانونية دبلوماسية تستخدم فيها كافة الوثائق والمخطوطات التى تحصل عليها من دور المحفوظات العالمية لكى تثبت للعالم أجمع أن حق مصر لا شك فيه وغير قابل للتنازل. فى يوم 13 مايو 1985 صدر قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 641 بتشكيل اللجنة القومية العليا لطابا من أبرز الكفاءات القانونية والتاريخية والجغرافية، وهذه اللجنة تحولت بعد ذلك إلى هيئة الدفاع المصرية فى قضية طابا والتى أخذت على عاتقها إدارة الصراع فى هذه القضية مستخدمة كل الحجج لإثبات الحق ومن أهمها الوثائق التاريخية التى مثلت نسبة 61% من إجمالى الأدلة المادية التى جاءت من ثمانية مصادر، وقد نصت مشارطة التحكيم على أن المطلوب من المحكمة تقرير مواضع علامات الحدود الدولية المعترف بها بين مصر وفلسطين تحت الانتداب، أى فى الفترة بين عامى 1922 و 1948 وبالرغم من ذلك فإن اللجنة المصرية بدأت البحث فى الوثائق بدءا من ثلاثينيات القرن التاسع عشر والوثائق فى الفترة اللاحقة على عام 1948 حتى حرب يونيو ونتائجها . وتجدر الإشارة إلى أن مصر كانت قد دخلت فى صراع قانونى دولى صعب نتيجة للخلافات التى أثارتها إسرائيل حول علامات الحدود وبعد استنفاد كافة انماط المفاوضات كشكل من أشكال تسوية النزاعات طبقا لبنود معاهدة السلام، أبلغت مصر إسرائيل إصرارها على ضرورة اللجوء للتحكيم الدولى كوسيلة لحل النزاع، وكان الموقف المصرى شديد الوضوح حيث تم اللجوء إلى التحكيم بينما رأت إسرائيل أن يتم حل الخلاف أولا بالتوفيق . المخاطر.. وقوة المفاوض المصري فى البداية يؤكد اللواء عبد المنعم السعيد قائد عمليات القوات المسلحة ومحافظ سيناء الأسبق: أن الطريق لاستعادة طابا لم يكن سهلا، وانما كان الطريق صعبا ومحفوفا بالمخاطر وبالتالى كان لابد من تحكيم العقل والقانون لتعزيز عملية السلام وتثبيت ركائزها، فبعد انتصار أكتوبر 1973 وفض الاشتباك الأول فى يناير 1974، ثم فض الاشتباك الثانى فى سبتمبر 1975 تلاحقت التطورات الى أن وقعت معاهدة السلام فى 26 مارس 1979 وبعد انسحاب اسرائيل من سيناء نشأ الخلاف حول 10 كيلو مترات حاولت اسرائيل أن تظفر بها فى أخر لحظة كما هى عادتها . وفى ذلك الوقت أعلنت إسرائيل ضم منطقة طابا اليها بادعاء أنها داخلة فى نطاق فلسطين تحت الانتداب وكانت معاهدة السلام قد نصت على انسحاب إسرائيل من سيناء الى ما وراء الحدود الدولية وحددت المعاهدة أن هذه الحدود الدولية هى الحدود المعترف بها بين مصر وفلسطين تحت الانتداب . ومع اقتراب موعد الانسحاب بدأت اسرائيل منذ بداية عام 1982 المناورات للمساومة على اتمام الانسحاب الذى يتم الاتفاق عليه مقابل تنازلات فى مسألة طابا من جانب مصر، وحينها جاء الكسندر هيج وزير الخارجية الأمريكى وقتها إلى القاهرة ليعرض عقد اتفاق آخر مع اسرائيل يتضمن شروطا جديدة ورفض الرئيس المخلوع مبارك المساومة على اى شبر من سيناء وبشكل قاطع . وهكذا مضت فصول الملحمة على مدى ست سنوات بعد الانسحاب الاسرائيلى من سيناء فى 25 ابريل 1982 وخاضتها مصر بنفس الروح العظيمة التى خاضت بها حرب أكتوبر، فبعد المناورات الاسرائيلية وقعت مصر واسرائيل اتفاقا يقضى بحل الخلاف عن طريق التفاوض فإن لم تصل الى حل يكون عن طريق التوفيق أو التحكيم وفشلت المفاوضات وحاولت اسرائيل أن يكون الحل عن طريق التوفيق ولكن مصر رفضت بقوة لأن التوفيق عادة ماينتهى بتنازل كل طرف عن بعض مطالبه وقبول حل وسط وصممت مصر على التحكيم الدولي. وأوضح اللواء عبد المنعم السعيد إلى أن إسرائيل كانت تهدف من وراء المماطلة والمراوغة فى إعادة طابا لمصر الى أمرين الأول وضع مبدأ أن إسرائيل لا تنسحب من كل الاراضى العربية المحتلة حتى وإن كانت كيلو مترا واحدا، وبذلك يتحقق لها سابقة يمكن أن تستغلها فيما بعد وتطبقها على الأراضى المحتلة بعد يونيو 1967، والأمر الثانى تحقيق توسع استراتيجى فى المنفذ الاسرائيلى الوحيد على خليج العقبة بحيث يمتد شاطيء ايلات الضيق الى شاطيء طابا ،ويعتبر المتنفس السياحى لها بعد أن ضاقت بسكانها . وفى سياقا متصل يرى اللواء على حفظى محافظ سيناء الأسبق: أن طابا كانت أصعب مراحل المفاوضات مع اسرائيل، لأن اسرائيل حاولت أن تجعل مهمة هيئة التحكيم بحث الحدود بين مصر وفلسطين، ولكن مصر أصرت على أن تحصر مهمة هيئة التحكيم فى سؤال واحد محدد وهو، أين الموقع الحقيقى لعلامات الحدود المتنازع عليها وعددها 14 علامة وأهمها العلامة 91 وهل قامت اسرائيل بتحريك هذه العلامة للتلاعب فى حقائق الأرض أم لا ، وبعد مفاوضات مضنية نجح فريق القانونيين فى وضع مشارطة التحكيم فى صياغة دقيقة لا تعطى اسرائيل فرصة للتحايل، وتشكلت اللجنة القومية العليا للدفاع عن طابا فى 13 مايو 1985 من خيرة القانونيين والدبلوماسيين المصريين والعسكريين وخبراء المساحة الذين وضعوا رصيد خبرتهم وجهدهم من أجل استرداد الجزء الغالى من أرض الوطن. ويؤكد حفظى أنه بشهادة الجميع كان أداء فريق الدفاع المصرى على أعلى مستوى من الكفاءة والمقدرة، ونجح فى أن أصدرت هيئة التحكيم الدولية حكمها فى 27 سبتمبر 1988 بأحقية مصر فى ممارسة السيادة على كامل ترابها وامتد عمل هيئة الدفاع المصرية بعد صدور الحكم ومراوغة اسرائيل فى التنفيذ الى جولات أخرى من الاجتماعات لتنفيذ حكم التحكيم وتسليم طابا بمنشآتها الى مصر حتى وصلت الملحمة الى المشهد الأخير بتسليم طابا فى 15 مارس 1989 ورفع العلم فى 19 مارس . ويرجع نجاح مصر فى استرداد طابا كما يرى اللواء حفظى الى الحنكة فى ادارة الأزمة باقتدار والاعتماد على النفس الطويل فى مواجهة المناورات الاسرائيلية، ووضع أسس ثابتة للتفاوض أهمها لاتنازل عن قطعة من أرض الوطن أيا كانت مساحتها ولامساومة على السيادة المصرية أيا كانت المبررات ، ولامناقشة للحدود الدولية لمصر . وأضاف اللواء حفظى ان ذكرى استرداد آخر بقعة من أرض مصر الغالية تدعونا إلى الفخر والاعتزاز بجيش مصر العظيم الذى خاض ملحمة العبور التاريخى فى عام 1973 وأشار قائلاً: فعلى الرغم من أن طابا منطقة صغيرة لا تتجاوز مساحتها 1020مترا مربعا، فإن مصر كانت ترى دائما، ولاتزال، أن أرض الوطن لا تقبل التجزئة ولاتقبل المساومة. وكما يرى المراقبون فان الدروس المستفادة من استرداد أرض طابا العزيز متعددة يأتى فى مقدمتها أنه لا يضيع حق وراءه مطالب، وأنه لايكفى أن تكون صاحب حق بل تحسن الدفاع عن هذا الحق وبالأسلوب الذى يفهمه الآخرون ومسلحا بعناصر القوة اقتصاديا وعسكريا وقانونيا وكذلك حتمية الاعتماد على الخبراء والمتخصصين، لقد كانت ملحمة طابا مكملة لملحمة أكتوبر . رواية الشاهد الأول وكان اللواء بحرى محسن حمدى رئيس الوفد المصرى فى اللجنة العسكرية المشتركة قد أشار من قبل كشاهد على تلك الملحمة الوطنية إلى عدة حقائق يأتى فى مقدمتها أن المادة الثانية من معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية المنعقدة فى 26 مارس 1979 قد نصت على (أن الحدود الدائمة بين مصر وإسرائيل هى الحدود الدولية المعترف بها بين مصر وفلسطين تحت الانتداب ويقر الطرفان بأن هذه الحدود مصونة لاتمس) وقد تضمنت أن تنشأ لجنة مشتركة لتسهيل تنفيذ هذه المعاهدة وبدأ العمل فى تحديد مواقع العلامات فى أبريل 1981 وتم الاتفاق على تحديد العلامات حتى العلامة 90 ثم توقفت اللجنة لتحديد موضع العلامة التالية 91 وكان أعضاء اللجنة المصرية يعلمون من خلال الوثائق والخرائط والأدلة التى فى حوزتهم بمكان العلامة الأخيرة على سلسلة الجبال غير أن الإسرائيليين أخذوا الفريق المصرى إلى أسفل فى الوادى ليروا ما أسموه بقايا العمود الأخير، وإلى جوار أشجار الدوم أشار الإسرائيليون إلى بقايا مبنى قديم قالوا هنا موضع العلامة 91 . ونوه إلى أن الوفد المصرى لم يقبل بهذا الموقع وأصروا على الصعود لأعلي، وهناك وجد المصريون بقايا القاعدة الحجرية للعلامة القديمة، ولكنهم لم يجدوا العمود الحديدى المغروس فى القاعدة والذى كان يحمل فى العادة رقم العلامة وقد اندهش الإسرائيليون عندما عثروا على القاعدة الحجرية وكانت الصدمة الكبرى لهم حين نجح أحد الضباط المصريين فى العثور على العمود الحديدى على منحدر شديد الوعورة حيث نزل وحمله لأعلى ، وطول هذا العمود متران وعرضه 15 سم، ووزنه بين 60 إلى 70 كجم، وكان موجوداً عليه رقم 91 وأمام هذا الموقف لم يتمالك أحد أعضاء الوفد الإسرائيلى نفسه قائلاً، إن الطبيعة لا تكذب أبداً واتضح فنياً أن العمود والقاعدة قد أزيلا حديثاً ،ورغم ذلك فقد رفضت إسرائيل الاعتراف بهذه العلامة . مؤرخون فى المشهد وكان المؤرخ المصرى الراحل الدكتور يونان لبيب رزق قد أشار من قبل إلى أن أهمية طابا تكمن بالنسبة للإسرائيليين فى أنها هى تلك الشرفة الصغيرة من الأرض المطلة على رأس خليج العقبة والممتدة على شاطئ طابا بين سلسلة الجبال الشرقية وربوة جرانيتية قليلة الارتفاع ملاصقة لمياه الخليج والتى تبلغ مساحتها 1020م2، وهى لهذا ذات أهمية بالغة لمدينة إيلات، ولذلك فإن طابا كانت تحظى بالكثير من الاستثمارات السياحية الإسرائيلية فى فترة الاحتلال بين عامى 1967 و1988 وكانوا بذلك يحاولون تأكيد على أن المدينة يصعب عودتها إلى السيادة المصرية. شاهد سياسى ودبلوماسى وتأتى شهادة الراحل الدكتور عصمت عبد المجيد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية فى أثناء أزمة طابا كموقف من المواقف التى لا تنسى فى مفاوضات طابا، حيث نوه إلى أن العمل كان بروح الفريق ويبذل فيه أقصى جهد، وجاء ضمن رواياته الشهيرة أن شامير رئيس وزراء إسرائيل فى ذلك الوقت كان فى أثناء حضوره عمليات التحكيم الدولى بالمحكمة التى كانت تضم خمسة محكمين هم: ثلاثة محايدون من السويد وفرنسا وسويسرا ومحكم من مصر وهو الدكتور حامد سلطان ثم محكمة إسرائيلية، وأعيدت طابا لمصر بأربعة أصوات للمحكمين ضد صوت واحد وهو بالتأكيد المحكمة الإسرائيلية، ونوه إلى أنه عندما سئل شامير بعد الحكم: كيف تحضر التحكيم الدولى فى قضية موقفكم فيها ضعيف وموقف مصر قوى جدا، رد قائلا: كنت أظن أن المصريين سيخطئون قانونيا أو يهملون القضية كالعادة ولكن لم يحدث هذا وبذلك نرى أن إسرائيل تكسب بعض المواقف لا عن شطارة، ولكنها تستفيد من أخطاء العرب. جلسة تاريخية لمحكمة جنيف فى يوم 29 سبتمبر 1988 عقدت الجلسة التاريخية الشهيرة فى جنيف، وبينما كانت تعقد جلسات المحكمة دخلت هيئة المحكمة يتقدمها رئيسها القاضى السويدى جونار لاجرجرين لتنطق بالحكم لصالح مصر وعودة الحق لأصحابه فى حكم تاريخى بأغلبية 4 أصوات واعتراض وحيد من القاضية الإسرائيلية وجاء الحكم فى 230 صفحة حيث انقسمت حيثيات الحكم إلى ثلاثة أقسام ، الأول إجراءات التحكيم ويتضمن مشارطة التحكيم وخلفية النزاع والحجج المقدمة من الطرفين، والثانى أسباب الحكم ويتضمن القبول بالمطلب المصرى للعلامة 91 والثالث منطوق الحكم فى صفحتين جاء فيه فى الفقرة رقم 245 « النتيجة على أساس الاعتبارات السابقة تقرر المحكمة أن علامة الحدود 91 هى فى الوضع المقدم من جانب مصر والمعلم على الأرض حسب ما هو مسجل فى المرفق (أ) لمشارطة التحكيم» .وتمثل منطوق الحكم فى تأكيد «أن منطقة وادى طابا» بأكملها وبما عليها من منشآت سياحية ومدنية أرض مصرية خالصة، وكان يوم 19 مارس 1989 شاهدا على ذلك الحدث التاريخى أيضاً عندما رفع الرئيس الأسبق حسنى مبارك علم مصر ليرفرف فى عزة وكرامة على آخر بقعة من أرض سيناء ليتم تحرير كامل الأرض المصرية المحتلة فى ذلك الوقت، والاحتفال بهذه الذكرى الوطنية الغالية هو تكريم للإرادة المصرية الصلبة والصمود البطولى بل هو عيد للوفاء والاعتراف لكل من بذل دمه وروحه من أجل بلوغ هذا الهدف والوصول الى هذه النهاية المشرفة لصراع دام طويلا وليجبر إسرائيل لأول مرة فى تاريخها على الانسحاب من كل شبر على أرض سيناء.