قد يبدو عاديا أن يتم تجديد منشآت أحد الأندية وقد يبدو عاديا أن يتم تكريم أبناء النادى ورموزه وكل من ساهم فى وضع لبنة لبناء هذا النادى أو رفع إسمه عاليا خفاقا فى المجالات والأنشطة الرياضية الدولية والقارية. لكن المدهش والمثير أن يتم تكريم رموز الأندية المنافسة . نعم حدث هذا فى نادى الزمالك و أكثر فلقد سعدت كثيرا حين رأيت رئيس النادى وفى حضور المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء والمهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة يقوم بتكريم إسم الراحل صالح سليم فى حضور السيدة زوجته التى قامت بتسلم شهادة التقدير و الهدية التذكارية كما تم تكريم الكابتن طارق سليم الذى لم يحضر لظروفه الصحية وكذلك كابتن عادل هيكل والشيخ طه إسماعيل ومصطفى يونس ومجدى عبدالغنى صاحب هدف مصر فى كأس العالم كما تم تكريم كابتن حسن جمعة الشاذلى نجم الترسانة وزميله كابتن مصطفى رياض صاحب العشرة أهداف فى دورة طوكيو 1964 منها ثمانية أهداف فى شباك كوريا الجنوبية , وكذلك تكريم فاكهة الكرة المصرية على أبوجريشة نجم الدراويش كما كان يطلق عليه شيخ النقاد الرياضيين نجيب المستكاوى . الرائع فى ذلك أن يتم هذا فى بلدنا الحبيب مصر بعد أن كرهت الكرة بسبب التعصب الأعمى والهوس الذى إجتاح الشباب بسبب روابط المشجعين { الألتراس } ومجزرة بورسعيد ثم مأساة ضحايا مباراة الزمالك و إنبى بملعب الدفاع الجوى إلى جانب مناواشات تلك الروابط التى جعلت الملاعب خالية بدون جمهور وكأنها مقابر أو مدن خاوية غير مأهولة بالسكان لتسكنها الأشباح . أتمنى أن تدوم هذه اللفتات الجميلة وأن تسود روح المحبة والوئام الملاعب الرياضية وأن يكون التشجيع مثالى من أجل المتعة والترفيه والترويح عن النفس لأن الرياضة جعلت من أجل التنافس الشريف فقد تعلمنا قديما شعار كان يكتب فى الملاعب " إبتسم عند الهزيمة وتواضع عند النصر " وكان شيخ المعلقين الرياضيين كابتن محمد لطيف يطالب اللاعبين بعد نهاية المبارايات بتحية بعضهم البعض والفائز يقول للمهزوم " هارد لك " والمهزوم يقول للفائز "جود بلاى " وكان دائما يحث على التشجيع المثالى ونبذ التعصب وروح الفرقة وأن اللاعبين أصدقاء خارج الملعب ويلعبون بإسم منتخب مصر وجميع لاعبى الأندية أخوة أشقاء يتنافسون فى جو رياضى صحى يعيد البطولات للأندية والمنتخبات هكذا تكون الرياضة ونرجو إستثمار هذا الحدث فى عودة الحب والسعادة والبناء والإنجازات والتحلى بالروح الرياضية شكلا وموضوعا وكفى هدما للأخلاق والرياضة والمبادئ . ترى هل ما رأيته كان حلما سعيدا ؟ شكرا لكل من شارك فى تحقيق هذا الحلم الوردى وشكرا لرئيس نادي الزمالك الذى جعل يوم 17 إبريل ليس عيدا لناديه فقط بل جعله عيدا للرياضة المصرية .