بات واضحا أن فيروس «التطرف الدينى» و«عدم التسامح» يهاجم الأمة العربية بضراوة، وأدركت القيادة السياسية المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى أن مصر لابد أن تقود معركة التسامح، وأن تقدم نموذجا أصيلا للتآخى والمودة والتعايش بين عنصرى الأمة. وبالتأكيد فإن كسب معركة التسامح، والقضاء على الأفكار المتطرفة بمواجهتها بأفكار أكثر تسامحا، وأقرب إلى المنطق والعقل لهو «الشرط الضرورى» لهزيمة الارهاب الذى يهدد المنطقة والعالم. وبالأمس استقبل الرئيس السيسى رئيس اساقفة بالمملكة المتحدة كانتبرى جاستن ويلبى، وذلك فى إطار التواصل المصرى مع جميع المؤسسات الدينية فى العالم من أجل «تعايش أرحب» بين أصحاب الديانات، ويعكس حرص رئيس اساقفة كانتبرى على زيارة مصر تقديره لدورها، وتعبيرا عن تضامنه معها فى، معركتها ضد عدم التسامح والارهاب. وفى الوقت ذاته حرص الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر على زيارة البابا تواضرس الثانى وتقديم التهنئة «بعيد القيامة»، وأكد شيخ الأزهر «إننا جئنا لنقدم التهنئة، ولنبرهن على أن الشعب المصرى بكل عناصره شعب واحد، ونسيج واحد يستعصى على أى أحد أن يمزقه منذ القدم. وكشف شيخ الأزهر عن شكره الشعب المصرى لتنبهه للفتن التى ترد من الخارج والتى يقف لها بالمرصاد»، وفى المقابل قال البابا تواضروس الثانى إن زيارة شيخ الأزهر يوم عيد، وندعو الله أن يحفظ مصر. ولا تقتصر جهود مصر على داخل البلاد، بل انها تشارك فى معركة تصحيح صورة الاسلام بالخارج، والتعاون مع كل قوى الاعتدال فى العالم. ومن هنا تأتى زيارة مفتى الديار المصرية الدكتور شوقى علام إلى هولندا وفرنسا. ويبقى أن المعركة ضد التطرف. وكسب معركة التسامح والاعتدال هى معركة طويلة بالفعل، وتتطلب التكاتف وعدم السماح للمتطرفين، وأصحاب «الأجندات السياسية المتطرفة» والمشبوهة أن يختطفوا الحاضر والمستقبل فى مصر والعالم العربى. ولابد من تلاحم القوى العربية لكسب معركة التسامح حتى يكون هناك مستقبل. لمزيد من مقالات رأى الاهرام