بعد أن أصدرت رئاسة الجمهورية قرارًا بتعيين الدكتورة صفية القبانى عميدًا لكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان , أصبحت أول سيدة تشغل ذلك المنصب خلال تاريخ عمادة الكلية. فالفنون الجميلة ذلك الصرح الكبير بكوادره الإبداعية فى المجال التشكيلى ومنذ إنشائها عام 1908, شغل منصب عمادتها نحو 24 عميدًا بدءًا من غاليوم لابلان «1908 1918» وحتى الدكتور السيد قنديل «2011 2014»، واليوم نستعرض أهم المحطات والأفكار والرؤى المستقبلية لتطوير الكلية من قبل عميدتها الجديدة. محطات فى حياتى المهنية تقول الدكتورة صفية القبانى: بدأت حياتى المهنية منذ أن تخرجت من قسم التصوير بفنون القاهرة, ورغم حصولى على المرتبة الأولى عند تخرجى لم أعين بالكلية, وعينت كمعيدة بفنون المنيا ومكثت هناك فترة, ومنذ نحو 18 عامًا رجعت إلى فنون القاهرة بعدما حصلت على الدكتوراه لأعمل كأستاذ مساعد ثم أستاذ. وخلال تلك الفترة أقمت العديد من المعارض التشكيلية . وقد تتلمذت على يد كبار أساتذة فن الجداريات كأحمد نبيل, زكريا الزينى, حامد ندا، وصلاح عبد الكريم . ازدادت علاقتى قوة بطلبة جدارى حينما توليت بمفردى مسئولية تدريس مجموعة منهم . ومنذ عام 2009 ولمدة فترتين متتاليتين عينت وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة , وفى أكتوبر 2014 أضيف إلى عملى منصب القائم بأعمال العمادة . منظومة للرجال بالطبع واجهت بعض المشاكل أثناء عملى وذلك بحكم مجتمعنا الشرقى الذى لايزال البعض فيه ينظر للمرأة على أنها غير قادرة على تولى المناصب وإدارة الأمور.. وهى بالتأكيد نظرة خاطئة وظالمة. فكانت المنظومة بالكلية وعلى مدى 105 سنة للرجال , حيث قد شغل منصب العمادة رجال فقط . وبتكليفى هذا أصبحت أول سيدة تشغل ذلك المنصب . التقييم وعن طريقة الاختيار فأنى أرى أن التكليف من قبل رئاسة الجمهورية هى الطريقة الأفضل عن إجراء انتخابات بين الأستاذة داخل الكلية لاختيار عميدها . وقد جاء ذلك بعد التدقيق من قبل لجنة مشكلة من المجلس الأعلى للجامعات تضم خمسة أساتذة كبار . يتم التقدم إليها وتقديم السيرة الذاتية وخطة التطوير والرؤى المقترحة, ومن خلال تلك اللجنة يتم المناقشة والتقييم. إنما الانتخابات فهى لعبة سيئة لا أجيدها, ولا يحدث فى أى مكان بالعالم انتخابات للعمادة . بين الأستاذ والطالب أما عن المشاكل التى تواجه أساتذة وطلاب الكلية, فبحكم التغيرات التى طرأت بالمجتمع وخاصة بعد الثورة. فلم يعد الطالب يحترم ويحرص على أساتذة كما كان من قبل , ليس فقط بالفنون الجميلة وإنما فى جميع الكليات. أيضا نقص الإمكانيات تجعلنا لم نستطع مواكبة العصر. فمشكلة تجديد الآتيليهات وإحضار موديلات أفضل من المشاكل التى تؤرق الطالب, ولكننا نستعيض بذلك بالمجتمع المدنى فى دعم الكلية وإعادة رونقها من جديد. خطة التطوير وفى الفترة المقبلة سوف نقوم بتطوير الموارد الذاتية وتطوير مبانى الكلية وإعادة استخدام المسطحات المهدرة وإقامة مبنى جديد والذى من شأنه استحداث برامج خاصة تدر دخلا فيرتفع معدل الدخل للأساتذة وللكلية وللوحدات ذات الطابع الخاص . أما عن الاعتماد والجودة فنحن فى اصرار على اعتماد الكلية وبالفعل سوف تحضر الهيئة القومية لضمان الجودة الأسبوع المقبل لاعتماد الكلية لتكون أول كلية فنون جميلة معتمدة فى الشرق الأوسط . فضلا ًعن تطوير اللوائح ودخول المناهج المستحدثة. ونحن نقوم حاليًا بعمل رفع كفاءة الكلية من حيث تجديد الجناين والحمامات والمداخل, وخلال الشهر المقبل سوف يفتتح متحف كلية الفنون الجميلة, تأتى مشكلة ازدياد أعداد الطلبة والتى تشكل عبئا على الكلية, وسوف نتحكم فى ذلك الشأن عن طريق منظومة القبول. فلم يكن هناك أعداد متزايدة من العام المقبل. وقريبا سوف يتم تفعيل اتفاقية مع شركة كمبيوتر متخصصة فى تدريب الطلبة وإعطائهم أحدث البرامج لتربطهم بسوق العمل, وسوف تعمل بعد أوقات الدراسة وبأسعار مخفضة لتدر دخلا للكلية ولترفع مستوى أداء الطلاب.