لا شك أن خطر الأمية في مصر أصبح يشكل تهديدا مستمرا لمسيرتها الجادة في طريق التنمية، في الوقت الذي أصبح فيه العالم مشغولا بالمعرفة، يتنافس من اجل إنتاجها وامتلاكها، وأصبحت سمة العصر أنه لا مكان في هذا العالم لجاهل أو متخلف عن السير قدما في طريق العلم والمعرفة. وتسعى الحكومة من الخطة الطموح التي يجري تطبيقها حاليا تهدف الى القضاء على الأمية وتجفيف منابعها وتطوير برامجها، من خلال ارتكازها على جانبين أساسيين هما الجانب الوقائي ويركز على سد منابع الأمية من خلال تحقيق الاستيعاب الكامل لجميع الأطفال الملزمين في التعليم الابتدائي. والجانب العلاجي الذي يتمثل في محو أمية الذين فاتتهم فرص التعليم وأصبحوا يكونون فئة محرومة ثقافيا لتمكينهم من مهارات القرائية وإكسابهم المهارات الحياتية الأساسية. و تبذل وزارة التربية والتعليم جهودا متواصلة لتجفيف تلك المنابع المختلفة من خلال رفع نسبة الإتاحة ومواجهة التسرب بالتعليم الأساسي ، عن طريق تنفيذ حزمة من الآليات أهمها تطبيق مشروع القرائية بالمرحلة الابتدائية ، والتوسع في التعليم المجتمعي كأحد الفرص البديلة للتعليم بالمجتمع المصري ، الى أن إستراتيجية برنامج التعليم المجتمعي تقوم على إلحاق الأطفال خارج منظومة التعليم والمتسربين بمدارس التعليم المجتمعي، كما أن الوزارة تستهدف إتاحة ألف مدرسة تعليم مجتمعي سنويا في المناطق المحرومة، والتي لا تتاح فيها المدارس النظامية بالشكل المناسب ، وذلك بمساعدة المنظمات غير الحكومية ورجال العمال والمشاركة المجتمعية، مما كان له أبلغ الأثر في خفض أعداد المتسربين من التعليم الأساسي لتصل الى أقل من 6% حاليا . وتسعى في الوقت الحالي الى تحقيق التحرر من الأمية من خلال تنفيذ مجموعة من الأهداف منها : تحقيق شراكة فاعلة بين الوزارة ومؤسسات المجتمع المدني لمواجهة مشكلة الأمية في مصر، تحفيز شباب الجامعات للمشاركة في مواجهة الأمية وجعل هذه المشاركة شرطا من شروط الحصول على شهادة التخرج، التنسيق مع الوزارات والجهات الرسمية لمواجهة الأمية والتغلب عليها، وتعزيز قدرات الكوادر البشرية العاملة في مجال تعليم الكبار، وتعبئة الرأي العام لمواجهة مشكلة الأمية . وأرى أن مشكلة الأمية تشكل خطراً جسيماً على المجتمع مما يتطلب معه تضافر الجهود للقضاء على هذه الآفة التى تصيب التنمية الحقيقة فى مقتل والتعاون بين الجهات المعنية لتحفيز الأميين على الإلتحاق بفصول محو الأمية . [email protected] لمزيد من مقالات نيفين شحاتة