رغم أهمية المزارع السمكية الخاصة بمحافظة كفر الشيخ وتبلغ مساحتها أكثر من400 ألف فدان بمراكز الحامول والرياض وسيدي سالم والبرلس في توفير الاسماك اللازمة لأبناء محافظة كفر الشيخ. وعدد كبير من المحافظات الأخري علي مستوي الجمهورية, خاصة القاهرة وطنطا والمحلة الكبري والمنصورة, حيث يتم بيع انتاج هذه المزارع في أكثر من51 محافظة بالإضافة إلي تصديره إلي الخارج لعدد من الدول العربية.. إلا أن هذه المزارع تعاني خلال هذه الفترة من مشكلة خطيرة جدا تمثل خطرا شديدا علي الصحة العامة للمواطنين بسبب العلف الذي يقدم للاسماك داخل هذه المزارع السمكية. يقوم أصحاب هذه المزارع أو المستأجرون لها باستخدام مخلفات الصرف الصحي ومخلفات المجازر ومحلات بيع الدواجن المذبوحة والسبلة ومخلفات العديد من المطاعم والمخابز وروث الماشية, ومنها المصابة بالأمراض في تغذية الأسماك, وكذلك استخدام أنواع من الهرمونات والأدوية التي تساعد علي نمو الأسماك بشكل سريع نظرا لارتفاع اسعار العليقة الخاصة بتربية الاسماك بشكل جنوني خلال هذه الفترة التي تشهد انفلاتا في أسعار جميع السلع والخدمات. يقول الدكتور عادل طولان الأستاذ بالبحوث والثروة السمكية بكفر الشيخ ان بعض المزارع السمكية الخاصة تعتمد علي مياه مصرف كتشنر, وهو( مصدر التلوث) بمحافظة كفر الشيخ, وهو ما يتسبب في تغير البيئة البيولوجية للمياه وزيادة نسبة الامونيا والأملاح والكيماويات والسموم بمياه هذه المزارع مما يؤدي إلي تلوث الاسماك, وتغيير طعمها, وتأثيرها الضار علي الصحة العامة للإنسان في ظل غياب الرقابة علي هذه المزارع الخاصة بخلاف الاشراف علي مزارع هيئة الثروة السمكية التي يتم ريها بمياه نقية, بالإضافة إلي خطورة السبلة ومخلفات وروث الماشية, خاصة خلال هذه الفترة بعد ظهور وانتشار مرض الحمي القلاعية في العديد من القري والمراكز علي مستوي المحافظة والعديد من المحافظات الأخري. ويصبح الأمر في غاية الخطورة حين يتم استخدام هذه السبلة في تسمين الأسماك بالمزارع الخاصة واستخدام هذه المواد في تغذية الأسماك نظرا لخطورتها الشديدة. وتضيف الدكتورة فريدة عبده وكيلة نقابة الصيادلة بكفر الشيخ أن غياب الاشراف والرقابة من مسئولي هيئة الثروة السمكية علي المزارع الخاصة قد أدي إلي العديد من المشكلات, وقيام البعض من معدومي الضمير باستخدام مواد مخالفة في تربية الاسماك مثل السبلة ومخلفات المجازر, وكذلك مخلفات محلات بيع الدواجن المذبوحة الناتجة عن ذبح الدواجن من أحشاء ودماء وريش, وهي مواد خطرة إلا أنهم يقومون باستخدامها علي نطاق واسع في تسمين الأسماك بهذه المزارع الخاصة نظرا لارتفاع أسعار العليقة الطبيعية, وأوضح خالد فتحي عبد الله رجل أعمال بأنه يوجد العديد من المزارع السمكية المخالفة بدون تراخيص قانونية, ويبرر أصحاب المزارع السمكية الخاصة تربية الأسماك علي المخلفات والسبلة بالارتفاع الجنوني في أسعار الأعلاف الخاصة بالأسماك وزيادة أسعار الدقيق والمكرونة التي تتغذي عليه الأسماك الطوبارة والبوري, حيث يلجأ البعض إلي شراء حصص الدقيق البلدي المدعم والمهرب من المخابز البلدية, وذلك من أجل تحقيق الثراء السريع علي حساب صحة المواطنين, ولكن هناك العديد من الشرفاء من أصحاب المزارع الذين يلتزمون بوضع الاعلاف السليمة. وطالب يوسف أبو زيد من أبناء بلطيم بضرورة وجود رقابة صارمة من الأجهزة الامنية علي سيارات النقل المحملة بالسبلة ومخلفات الماشية التي تنبعث منها رائحة كريهة لضبط هذه السيارات, واتخاذ الإجراءات القانونية تجاه أصحابها.