«موقف الإسلام من الحسد والعينين في ضوء القرآن والسُنة»، عنوان كتاب جديد يناقش انتشار الحسد بين كثير من الناس، ويتعرض لخطورة هذا المرض الخبيث على الإنسان فقد يدفعه إلى الكفر، وانهماك الناس في التنافس على الدنيا، ومدى تأثير العين في الإنسان. الكتاب من تأليف الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم عميد كلية أصول الدين والدعوة بأسيوط، الذي له العديد من المؤلفات الإسلامية، ومكون من أربعة أبواب، ويتحدث في الباب الأول، عن النصوص الواردة في الحسد والتي ذكرها القرآن الكريم، واشتمل هذا الباب على ثلاثة فصول، وأوضح بهذا الباب أقسام الحسد ومراتبه وحكمه، ثم تحدث عن محاسبة الله للناس على بعض أعمال القلوب، ومنها الحسد المذموم والحسد المحمود، ومراتبه الأربع، الأولى، زوال النعمة عن المحسود وهي غاية الخبث، والثانية، زوال النعمة على أن تأتي له، وهي مكروهة، والثالثة أن لا يشتهي عينها لنفسه، بل يشتهي مثلها، والرابعة أن يشتهي لنفسه مثلها، فإن لم تحصل فلا يحب زوالها عن المحسود، ثم انتقل بعد ذلك إلى «حكم الحسد» وكيف يتبين لنا أنه لا خلاف في حرمة الحسد. ثم انتقل الكاتب بعد ذلك إلى «المحاسبة على أعمال القلوب» وهي كالمحاسبة على أعمال الجوارح، معتمدا على قوله تعالى: «قل إن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله»، كما بين أن وصفة الحسد تبعث في نفس الحاسد. وتحدث الكاتب في الباب الثاني عن أسباب الحسد وعلاجه، مثل الحقد والعداوة والبغضاء، واستدل على ذلك بأقوال أبى حامد الغزالي وبعض العلماء، وحذر تحذيرا شديدا من الذين يبدون الإيمان ويبطنون الكفر، وأشار إلى السبب الثاني من الحسد هو «الكبر والتعزز» واستدل على ذلك بالإمام الغزالي، محذرا من التكبر على الناس أو استصغار الناس، وشارحا معنى التعزز وهو أن يقل على الإنسان أن يرتفع عليه غيره، وألا يحتقر أحد الآخر، واستدل في ذلك بكفر المشركين بسبب الحسد تكبرا وعنادا، ثم تطرق إلى أهم أسباب الحسد وهو الخوف من فوت المقاصد، وهو مثل تحاسد الضرات من التزاحم على مقاصد الزوجية، وتحاسد الأخوة في التزاحم على المنزلة في قلب الأب، وأكد الكاتب أن من أسباب الحسد أيضا هو حب المنزلة، وضرب بذلك مثلا بتفرق أهل الكتاب حسدا بينهم أن يعلو بعضهم بعضا في العلم كل واحد يحسد صاحبه الرياسة أن تكون له دونه، كما ادعى من قبل بعض العرب للنبوة حسدا للنبي صلى الله عليه وسلم، وذكر الكاتب السبب الأخير وهو خبث النفس وشحها بالخير على العباد، وأفاض الكاتب في علاج الحسد لأنه من أمراض القلوب، مؤكدا أن العلم النافع بأن يعرف الحاسد نتائج الحسد التي تعود عليه بالضرر، وأنها تضر قلبه أولا، ويتحسر، وأن يعرف الحاسد أن وبال الحسد يعود عليه في الدنيا والآخرة، وأوضح أن من علامات زوال الحسد صفة الإيثار. وفي الباب الثالث، تحدث الكاتب عن الحسد المحمود وهو الغبطة، ويشير إلى أن الإسلام حث على الحسد المحمود وهو ما يعرف بالغبطة أو المنافسة في الخيرات، وأوضح الفرق بين المنافسة والحسد، قائلا: المنافسة فسرت بالمبادرة إلى كمال تشاهده في غيرك فتنافسه فيه حتى تلحقه فتكون أنفس منه أو مثله، وهو من شرف النفس وعلو الهمة، واستدل بكلام الله تعالى: (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون). وأوضح أن الغبطة ترفع إلى أعلى الدرجات وربما تنزل به إلى أسفل الدركات. وختم مؤلفه بالباب الرابع، الذي تحدث فيه عن موقف الإسلام من العين واستدل على ذلك بالقرآن والسُنة، وأكد أن العين حق، والإصابة بالعين شيء ثابت وموجود، واستدل بخشية يعقوب على أبنائه من الإصابة بالعين، ومحاولة المشركين أن يضروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعينهم، ثم التعوذ بالله من شر الحسد والعين، ثم ختم بنصوص السنة النبوية الشريفة التي أثبتت صحة أمر الإصابة بالعين.