قصفت طائرات دول "عاصفة الحزم"، أمس، موقعا للحوثيين، بالقرب من قصر الرئاسة فى عدن، والذى يسيطر عليه جماعة "أنصار الله"، كما قصفت أهدافا تابعة للجماعة وقوات موالية للرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح فى العاصمة صنعاء. وذكر شهود عيان، أن القصف استهدف معسكر "الصباحة" للحرس الجمهورى، ومعسكر الصواريخ فى "فج عطان"، ومعسكر "جبل نقم"، ومعسكرى "الخرافى والصمع" للحرس الجمهورى، بينما وقع انفجار ضخم هز وسط مدينة صنعاء لم يعرف مصدره، وسمع دوى المضادات الأرضية، التى تتصدى لطائرات دول التحالف. ومن ناحية أخرى، قتل جنديان يمنيان ومسلح قبلى فى اشتباكات عنيفة اندلعت أمس مع مسلحين من جماعة "أنصار الله"، فى محافظة مأرب شرقى البلاد. وقالت مصادر قبلية، إن الاشتباكات اندلعت عقب قيام مسلحى الحوثى بنصب نقطة تفتيش فى المنطقة، كمحاولة للسيطرة عليها، قبل أن يقوموا باستهداف مركبة عسكرية تابعة لقوات الجيش، مما أدى إلى قيام الجنود ومسلحى القبائل بمواجهتهم". وأشارت المصادر، إلى أن الاشتباكات استمرت لفترة بين الطرفين، وأن قتلى وجرحى من طرف الحوثيين سقطوا، دون معرفة عددهم". وقال مصدر طبى يمنى، أمس، إن غارات شنتها مقاتلات التحالف العسكرى، الذى تقوده السعودية ضد جماعة الحوثيين، أسفرت عن مقتل ثمانية مدنيين فى مدينة تعز. واستهدفت الغارات موقعا يسيطر عليه جنود موالون للرئيس اليمنى السابق، الذى تحالف مع الحوثيين المدعومين من إيران، للإطاحة بالحكومة فى صنعاء، وقتال الجماعات المسلحة المحلية فى الجنوب. وعلى الصعيد السياسى، عبر وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس، فى الرياض، أمس، عن "دعم" فرنسا للسعودية فى حملتها ضد المتمردين الحوثيين. وقال "فابيوس"، قبيل بدء محادثاته مع كبار القادة السعوديين، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز : "جئنا لنعبر عن دعمنا، خصوصا السياسى، للسلطات السعودية". وقالت مصادر قريبة من "فابيوس"، إنه سيؤكد للسعوديين أن "فرنسا تقف بطبيعة الحال فى صف شركائها فى المنطقة، لإعادة الاستقرار إلى اليمن". ومن ناحية أخرى، أكد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء الباكستانى نواز شريف، استعدادهما للرد بقوة على أى انتهاك لوحدة الأراضى السعودية، وذلك خلال اتصال هاتفى جرى بينهما، مساء أمس الأول. وفى سياق متصل، نشرت رئاسة الوزراء الباكستانية، بيانا، قالت فيه، إن المكالمة استغرقت 45 دقيقة، وأن البلدين اتفقا على ضرورة تكثيف الجهود الرامية إلى حل الأزمة اليمنية عبر الطرق السلمية. ولفت البيان إلى أن "أردوغان" و"شريف" "لديهما اتفاق وقناعة بأن الحوثيين ليس من حقهم الانقضاض على الحكومة الشرعية فى اليمن، وأنهما مستعدان للرد بقوة على أى انتهاك لوحدة الأراضى السعودية". وفى غضون ذلك، تفاقمت حدة الأزمة الاقتصادية فى اليمن، بسبب انعدام المواد النفطية فى كل المحافظات، وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وأهمها القمح والدقيق، مع استمرار عمليات "عاصفة الحزم"، وطلب الحكومة اليمنية من السفن المتوجهة إلى اليمن الحصول على إذن مسبق منها. وقال جمال عايش رئيس موانئ البحر الأحمر فى اليمن، إن العديد من السفن المحملة بالمواد الغذائية والوقود تم منعها من دخول الموانئ اليمنية ، ومن بينها ميناء الحديدة، بعد قرار وزارة الخارجية اليمنية عدم السماح بدخول السفن للموانئ اليمنية إلا بعد الحصول على موافقة الحكومة. وأضاف "عايش"، أن السفن كانت قد اقتربت من ميناء الحديدة، وفوجئت بإبلاغها بعدم السماح لها بالدخول، لأن الميناء عسكرى، محذرا من حدوث كارثة إذا استمر هذا المنع. وفى المقابل، قال عبد العليم الدرويش مدير مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة الحديدة، التى تسيطر عليها جماعة "أنصار الله الحوثي"، إن الوضع بات صعبا للغاية على مستوى اليمن كله، لأن منع دخول السفن المحملة بالمواد الغذائية والوقود سيترتب عليه مجاعات.