نحن المصريون مولعون بالخوف المفرط من ضياع الفرص .. وهذا نوع واحد من أنواع كثيرة من الخوف نعانى منها، مما يجعلنا نأخذ قرارات متسرعة قد تضرنا ولا تنفعنا رغم حرصنا الشديد على تحقيق المنفعة من هذه القرارات قبول أى عريس لأى فتاة مهما كان غير مناسب لها لضمان عدم إصابتها بمرض مرعب أسمه "العنوسة"، فتصاب بعدها الفتاة بمرض أخطر بكثير هو "المطلقة" .. وقتها لايكون لها أى علاج فى مستشفياتنا الأجتماعية لأنها منهارة من الأساس ولاتقدم علاجا لأى مريض بالمجتمع . فتجد أعداد المطلقات فى زيادة رهيبة وفى جميع المراحل العمرية ، يركضن فى المجتمع خلف الحصول على حقوقهن وحقوق أولادهن بصعوبة شديدة وقد لا يحصلن فى النهاية إلا على سراب .. اما الشاب أو الرجل فى أى مرحلة من مراحل عمره عندما يتأخر زواجه أو يطلق أو حتى يترمل، لايجد أدنى صعوبة فى الزواج مرة أخرى من فتاة جميلة وتصغره فى السن بسنوات طويلة، لأن مجتمعنا لايجد أى عيبا يلصقه بالرجل، بينما يتفنن الناس بإلصاق آلاف العيوب فى الفتاة التى تأخر زواجها أو المرأة المطلقة .. مثلا .. ما أخر فتاة حتى هذا العمر بلا زواج ؟! قد يكون بها عيبا تخاف أن ينكشف بزواجها، أو أنها مغرورة، أو مادية !! وما الذى دفع تلك المطلقة لأن تتجرأ وتطلب الطلاق من زوجها وتخرب بيتها بيدها ؟! قد تكون "مفترية" أو " شافت لها شوفة" !! ثم لايأتى لأذهان الناس أبدا الظنون الطيبة التى قد تكون من نوع، أن هذه الفتاة تأخر زواجها لأنها تنتظر إنسانا يناسبها ويناسب تعليمها ومستوى أسرتها لتحقيق مبدأ التكافؤ. أو أن هذه المطلقة ليست "مفترية" ولا "شافت شوفة" بينما هى فقط لم تستطع الحياة مع زوج أختارته بنفسها وبكامل إرادتها، لكنها أكتشفت أنه بخيل أو يضربها بسبب عصبيته المفرطة أو يشتمها ويهينها بأستمرار. هذه الشريحة المظلومة إجتماعيا تقع تحت وطأة شعارات قاسية تشبه أحكام الأعدام دون محاكمات عادلة. فتجد الأمهات ينصحن أولادهن الشباب بعدم الزواج من الفتاة التى تخطت الثلاثين مهما كان بينهما من حب وتفاهم. أما المطلقة، فلن تقبلها أسرة شاب لم يسبق له الزواج بل وستحاربها حتى لاتتزوجه، بينما لن يتركها المجتمع أيضا ترتبط برجل متزوج بسبب المشاكل المعروفة، رغم عدم حرمانية الحالتين، لكننا لانطبق لا الدين ولا حتى الرحمة.. طيب ما العمل ؟! العمل هو ألا تسكت المرأة على حقها فى "صناعة" سعادتها وأقول صناعة وليس بحث ، ولحديثنا بقية. [email protected] لمزيد من مقالات وفاء نبيل