قد يكون النجم الارجنتينى انخل دى ماريا من اغلى اللاعبين فى العالم، لكن ابن روزاريو لم يكلف فريق بدايته سوى 20 كرة فى سيرة تعكس كيف بامكان هذه اللعبة ان تغير حياة الناس وتنتشلهم من الفقر المدقع. ومع اقتراب موعد انطلاق كوبا اميركا المقررة فى تشيلى من 11 يونيو الى 4 يوليو المقبلين، تتحضر اميركا الجنوبية لعودة الكثير من اللاعبين الذين عاشوا حياة كروية مشابهة لتلك التى اختبرها دى ماريا. »لم يكن الوضع مشابها (لانتقاله) لريال مدريد (الاسبانى) او مانشستر يونايتد (الانجليزى)، لقد بعنا دى ماريا مقابل 20 كرة لروزاريو سنترال«، هذا ما قاله مارسيلو بافون مدرب ال توريتو، الفريق الذى بدأ فيه نجم مانشستر يونايتد الحالى مشواره الكروبى قبل الانتقال الى روزاريو سنترال عام 1992 حين كان فى السابعة من عمره. امضى دى ماريا اكثر من عقد من الزمن مع الفرق العمرية لروزاريو سنترال قبل ان يتم ترفيعه الى الفريق الاول عام 2005 حيث لعب حتى 2007 قبل ان يفتح امام الجناح البالغ من العمر 19 عاما حينها باب الانتقال الى القارة الاوروبية من بوابة بنفيكا البرتغالى الذى اشتراه مقابل اكثر من 5 ملايين يورو. واعتقد بنفيكا الذى توج بلقب الدورى المحلى مع دى ماريا عام 2010، انه ربح جائزة اليانصيب عندما باع اللاعب الارجنتينى للعملاق الاسبانى ريال مدريد مقابل 25 مليون يورو لكن من المؤكد انه يشعر بالندم الان بعدما حصل النادى الملكى فى اغسطس الماضى على اكثر من 80 مليون يورو من مانشستر يونايتد لكى يتخلى عن خدمات هذا الجناح الذى اصبح صاحب اغلى صفقة فى تاريخ انجلترا، متفوقا على المهاجم الاسبانى فرناندو توريس الذى انتقل من تشلسى الى ليفربول مقابل 60 مليون يورو فى يناير 2011. روزاريو، المدينة التى تقع على بعد 185 ميلا شمال بوينس ايرس وانتجت نجوما كبارا اخرين على رأسهم ليونيل ميسى، تتذكر دى ماريا الذى عرف فى صغره ببنيته الجسدية النحيلة التى لم تتغير مع تقدمه فى العمر. كانت والدته ديانا تضعه على دراجتها الهوائية وتذهب به لمسافة 10 كلم من اجل ان يتمكن من خوض التمارين مع روزاريو سنترال، ولم تكتف بذلك بل كانت تساعده فى ملء اكياس الفحم فى مؤسسة والده لكى يتمكن من ترك العمل باكرا والذهاب الى التمارين. فى مقاطعة روزاريو الجميع يقدر موهبة ميسى لكنهم اوفياء لدى ماريا الذى اطلق عليه لقب ال«نودل«، اى المكرونة بسبب بنيته الجسدية النحيلة، والغالبية العظمى ترتدى قميص الارجنتين مع اسمه والرقم 7 كما هناك رسما له على احد الجدران وهو يحتفل بطريقته الاعتيادية بعد التسجيل مستخدما يديه على شكل قلب. وبدوره بقى دى ماريا وفيا لاصدقاء الطفولة من شارع بيردييل اذ قام بوشم اسماء خمسة من اصدقائه المقربين على ذراعه اليسرى كما تولى النجم الدولى جميع المصاريف من اجل ان يتمكنوا من حضور المباراة النهائية لمونديال البرازيل 2014 حيث خسرت الارجنتين امام المانيا. «انه من هذا النوع من الاشخاص»، هذا ما قالته الجارة كلاوديو غالات عن دى ماريا الذى فرض نفسه من ابرز نجوم كرة القدم فى العصر الحالى بعد ان توج مع ريال مدريد بلقب الدورى المحلى عام 2012 ومسابقة دورى ابطال اوروبا والكأس السوبر الاوروبية عام 2014 والكأس الاسبانية عامى 2011 و2014 والكأس السوبر الاسبانية عام 2012، اضافة الى قيادته بلاده للفوز بكأس العالم لدون 20 عاما فى 2007 وذهبية اوليمبياد بكين عام 2008.