المصادفة والكلاب الضالة وحدها كانت السبب في استمرار الأمل لإنشاء الحديقة الدولية الجديدةبأسوان بعد أن كانت علي وشك أن تدخل ضمن المخصصات الرئاسية زمن الرئيس المخلوع نظرا لمواجهتها لاستراحة الرئاسة. .. والآن فإن المشروع يطلق صرخة من أجل ان يري النور قبل حلول ميعاد جلوس الرئيس القادم.. وهذه هي حكاية الحديقة الدولية. في عام1990 وبعد انتهاء العمل في مشروع انشاء محطة كهرباء خزان اسوان رقم2 تم تشوين مخلفات الحفر وطمي نهر النيل التي بلغ حجمها23 ألف متر مكعب مكونة شبه جزيرة بلغت مساحتها105 أفدنة, فأصدر المحافظ الراحل قدري عثمان قرارا بتخصيص هذا الموقع ليكون حديقة دولية وتم تخطيط وزراعة مساحة85 فدانا منها بالري بالرش بتمويل من جهاز شئون البيئة وهيئة تنشيط السياحة, باعتبار أن اقامة الحديقة الدولية يحقق هدف زيادة المسطح الأخضر كهدف استراتيجي يسهم في الحفاظ علي البيئة كما يعد إضافة للمزارات السياحية بأسوان, وقامت محافظة أسوان بمخاطبة السفارات الموجودة بالقاهرة معلنة عن تخصيص مساحات باسم الدول الصديقة التي لها سفارات في مصر كتعبير عن روح الصداقة بين الشعوب.. وقد استجابت بعض السفارات وقامت بارسال بعض النباتات والبذور التي تم زراعتها وغرسها في المساحة المخصصة لكل دولة وهذه السفارات هي سفارات دول الامارات العربية المتحدة والمكسيك ومنغوليا وتايلاند وبنما وايرلندا وبيرو, وأمام كل جناح وضع بيان للتعريف بهذه الدولة. وكانت المشكلة هي كيف يستطيع رواد الحديقة الدولية الوصول إليها وهي شبه جزيرة تحيط بها مياه النيل, واقترح المحافظ الراحل سمير يوسف انشاء كوبري صغير يربط الجزيرة من الناحية الشرقية بالبر, واستطاع اقناع الفنان فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق بتمويل انشاء الكوبري علي نفقة الثقافة بمبلغ4 ملايين جنيه, وطلب وزير الثقافة بعد زيارته للحديقة الدولية إعادة تصميم وتقسيم الحديقة علي أن يخصص جزء منها كحديقة للحيوان والطيور النادرة ومدينة للملاهي ومعرض دائم لبيع الزهور والنباتات العطرية والطبية التي تشتهر بها اسوان. وفي وسط حماس المسئولين لانشاء رئة جديدة تصبح من معالم اسوان, فجأة سكت الكلام.. وتوقف العمل وبالتحديد في نهاية عام2007 ؟؟ وقيل وقتها ان أمن رئاسة الجمهورية أعترض علي تشغيل الحديقة الدولية المواجهة لاستراحة السيد الرئيس في أسوان, وذلك علي الرغم من ان الرئيس المخلوع طوال مدة حكمه لم يقم في استراحة الرئاسة بالخزان إلا مرة واحدة وحدث ما جعله لا يعاود الاقامة بها.. فاثناء إقامة مبارك باستراحة الخزان استيقظ فجرا وفتح باب البلكون بحجرة النوم المطلة علي النيل والخزانات والحديقة الدولية الجديدة وفوجئ الرئيس بثلاثة كلاب شرسة تنبح في وجهه وتستعد للقفز عليه ومهاجمته ورغم انه تجمد للحظة مرعوبا الا انه استطاع اغلاق باب البلكونة قبل أن تهجم عليه هذه الكلاب الضالة! وقامت الدنيا ولم تقعد.. وكان السؤال المطروح وقتها كيف وصلت هذه الكلاب الضالة إلي شرفة غرفة نوم الرئيس؟! ومع أول ضوء للشمس تم تنظيم حملة بيطرية قضت علي جميع الكلاب المقيمة في دائرة تمتد2 كيلو متر من كل اتجاه حول استراحة الرئيس بخزان اسوان.. وبعد هذه الواقعة لم تخط قدم الرئيس مبارك هذه الاستراحة وكان يفضل الاقامة في فنادق اسوان الشهيرة. ورغم ذلك فإن مشروع إنشاء الحديقة الدولية امام خزان اسوان حكم عليه بالاعدام لاسباب أمنية رئاسية! المحافظ مصطفي السيد يؤكد أن مشروع الحديقة الدولية مستمر وقد أعدت المحافظة دراسة لاستثمار موقع الحديقة الدولية, وسيتم طرح فكرتها علي المستثمرين بعد تصديق الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء الذي يشجع كل مشروع استثماري يحقق اضافة للمحافظة ويوفر فرص عمل جديدة لابناء اسوان, وهو من المشروعات الحيوية والمهمة التي تحتاجها أسوان في ظل تكدس زوار حديقة النباتات التي ضج المسئولون عنها بالشكوي من جراء زحف المواطنين الاسوانيين اليها في كل المناسبات والاعياد, بالإضافة إلي زيارة الافواج السياحية يوميا.. عندما كان هناك نشاط سياحي. فهل يري مشروع حديقة أسوان الدولية النور أم أن أمن رئاسة الجمهورية والرئيس القادم سوف يضعون العراقيل امام فتح الحديقة أمام الزوار؟