أكد إبراهيم الجعفرى وزير الخارجية العراقي- فى حديث خاص ل«الأهرام» – أن بلاده تنتظر دورا مصريا أكبر فى العراق كما أنها تتطلع للاستفادة من خبرة الجيش المصرى فى التدريب، وتحدث الجعفرى عن الوضع الداخلى وتقدم الجيش العراقى على حساب تنظيم داعش، كما اكد ان العلاقات مع المملكة العربية السعودية ثابتة، اما ايران فقد اشار الجعفرى إلى أنها دولة جوار ولا يمكن أن ينسى العراقيون وقوفها مع بلادهم وقت هجوم داعش على الموصل، مؤكدا أن السيادة فى العراق ستبقى للعراقيين فقط. ما هى حقيقة الوضع الميدانى فى العراق الان وهى هناك حقا تقدم للجيش العراقى على حساب تنظيم داعش الارهابى ؟ الوضع الان أفضل بكثير مما سبق فقد عانت البلاد من حالة فراغ أمنى كبير فى الربع الأخير من عام 2014 بعد سيطرة داعش على الموصل، وقامت الحكومة العراقية بعد ذلك بالتحرك على أكثر من صعيد سياسيا و أمنيا ودينيا، ودعت المواطنين إلى المشاركة فى التعبئة الشعبية عن طريق الجيش وتحت إشرافه، تجنبا لتحولها الى مليشيات مسلحة فيما بعد، الأمر الذى أدى الى تقدم القوات العراقية على الأرض وخاصة بعدما انضمت إليها قوات البيشمركة وتدخلت قوات التحالف الدولى جوا، كذلك العشائر التى ضمن ممثلين من كافة المحافظاتالعراقية وهو ما أدى فى النهاية الى تقهقر واضح وصريح للتنظيم فى عدة مناطق أهمها سامراء وديالى التى تحررت بالكامل من قبضة التنظيم. هل يبالغ الاعلام فى وصف المشهد العراقى الداخلى بوصفه مشهدا دمويا؟ هناك تقصير كبير من الإعلاميين تجاه العراق، فالاعلامى لا يكلف نفسه عناء المجئ الى العراق ليشاهد الامر على حقيقته ويكتفى بمتابعة ما يحدث هناك من خلال وسائل إعلامية أخري، من يريد أن يعرف ما يجرى فى العراق عليه أن يذهب إليها بنفسه، وكما يحمل الجندى بندقيته يحمل الاعلامى " كاميرته"، وهناك عشرات الإعلاميين العراقيين يسقطون فى الداخل لانهم أختاروا أن ينقلوا الحقيقة كما هى دون تزييف،الوضع الان أكثر استقرارا وامانا والجيش العراقى يحكم سيطرته، مازال التنظيم يسيطرعلى بعض المناطق، ولكن المواجهة الشعبية تشهد حشدا كبيرا فكل مكونات الشعب العراقى تضررت من داعش مسلمين وغير مسلمين، التليفزيون يصور أن العراق شوارع من الدم وهو ما ليس حقيقيا كما أن البعض يكتب حسب أهوائه، من يريد أن يعرف الحقيقة عليه أن يحضر إلى الميدان حتى ينقل التجربة العراقية ليستفيد منها الجميع، فتحقيق أى انتصارعلى الإرهاب لا يصب فى صالح العراق وحده بل أنه لخدمة العالم اجمع. كيف ترى رد الفعل الدولى على ما يجرى من ممارسات داعش فى العراق؟ فى البداية أريد التحفظ على لفظ الحرب العالمية الاولى والثانية الذى أطلقه العالم على حربين شاركت فيها عدد قليل من الدول ولم يشارك فيها العالم أجمع، إنما ما يجرى الأن هى الحرب العالمية بالفعل حيث أن الإرهاب يستهدف الانسان والمدنيين فى كل قارات ودول العالم ، فالعراق ليس الهدف الوحيد بل أن العالم كله مستهدف من تلك الجماعات الإرهابية. كيف يمكن إذن التصدى الى تلك الجماعات؟ التصدى يجب أن يشمل عدة محاور، أولا يجب إزالة الأسباب الحقيقة لنشأة تلك الجماعات كما يجب أن تتصدى كل القوى الدولية لها بكل حزم، ولعلنا نرى ما حدث فى العراق من تنامى لقدرات داعش بسبب تأخر الأممالمتحدة والقوات الدولية فى التدخل حيث كان عليها التدخل فى وقت مبكر، فالكل مهدد وأكبر دليل ما حدث فى كندا وفرنسا من عمليات أرهابية مؤخرا، ثانيا: يجب عمل حملات لتعبئة الرأى العام ضد تلك التنظيمات، كما يجب تعويض الدول التى تضررت من الإرهاب بإعادة بناء البنية التحتية لتلك الدول، كما فعلت الدول الأوروبية مع المانيا بعد الحرب لعالمية الثانية، أما المحور الثالث فهو الثقافة ، فداعش لا يؤمن بأى نظام ولا يؤمن إلا بثقافة الدم ويزرع ثقافة الاستفزاز وذلك بعد مزاعمه أن عملياته الإرهابية الاخيره جاءت ردا على الرسومات المسيئة للرسول ( ص ) ، لذلك علينا التصدى لتلك الثقافة وخلق ثقافة بديلة تبنى على صحيح الإسلام المتسامح. وتابع إن الإرهاب طال الكثير من الدول بالمنطقة بعد العراق وسوريا, واستمراره ليس فى صالح أحد, والأخطار التى تجمعنا وتتطلب تعاونًا لمواجهتها كثيرة وتحقق مصالح الجميع فى تجنب خطر الإرهاب, ولذلك يجب تكاتف الجميع لمواجهة الإرهاب . هل وجود داعش هو جزء من مخطط الشرق الوسط الجديد؟ داعش تستغل الوضع الامنى المتدهور فى المنطقة التى تملك العديد من المكونات ،الموقع الاستراتيجي، ثلثى النفط الموجود فى العالم فى الشرق الأوسط ، كما أنها ممرات عبور العالم ، الثروة البشرية، وكلها عناصر تدل على أهمية تلك المنطقة ، كما أن هناك من يريد للمنطقة الا تتوحد، لذلك علينا أن ندعو الأممالمتحدة أن ترتقى بدورها وتعبر عن إرادة الأمم، فالامم لا تتحارب بل أن الرؤساء والحكومات هم من يفعلون ذلك. - ما مدى تأثير سيطرة داعش على بعض المناطق التى تحتوى على نفط على أسعاره؟ خاصة وهم يبيعونه بأسعار أقل كثيرا من الاسعار العالمية؟ الكمية التى يبيعها داعش من النفط ليست بكبيرة حتى أن الأماكن التى سيطر عليها لا تنتج كميات كبيرة منه، نحن بلد منتج للنفط الذى يخضع أسعاره فى النهاية الى قانون العرض والطلب، كما أن هناك عوامل أخرى تؤثر على أسعاره مثل الوضع الامنى والاقتصادي. - ما هو حجم التدمير الذى أحدثته داعش للاثار العراقية وكيف يمكن التصدى لهجماته على الاثار؟ العراق يملك ارث حضارى كبير هو الأول حيث يرجع تاريخه الى 6 الاف سنة، وتلك الاثار ليست وثنيه بل هى تعبير عن قدرات الانسان التعبيرية عن الفن، والعراق يواجهة هجمات همجية من تنظيم مسطح الفكر حتى أن قبور الأنبياء مثل قبر يونس وايوب عليهما السلام لم تسلم منهم و الإسلام برئ من تلك الاعمال ، فالامة التى لا تاريخ لها لا حاضر ولا مستقبل لها . ما مدى التزام أربيل بالجدول الزمنى للنفط مع الحكومة المركزية؟- حاليا لا يوجد مشاكل ولكن نطالب بالمزيد من التعاون و الحوار الوطنى العراقى للتغلب على ما يستجد من مشاكل. -هناك كلام كثير عن النفوذ الإيرانى فى العراق، ما حقيقة ذلك؟ ايران دولة جوار جغرافى ولنا مصالح تجارية مشتركة معها، ووقفت الى جانبنا عندما تعرضت الموصل الى هجوم داعش قبل ان يتحرك الوضع الدولي، ولكن هذا لا يمنع أن تظل السيادة على الاراضى العراقيه، للعراقيين فقط. - ما هى طبيعة العلاقات العراقية مع السعودية الآن ؟ العلاقات مع دول الجوار ثابتة ثبوت الجغرافيا بغض النظر عن الفوارق، فالسعودية دولة جوار ولنا معها علاقات ونتطلع الى تقويتها، فقد سمعت الملك عبدالله «رحمه الله» بنفسى وهو يصدر قرار فتح السفارة العراقيه فى الرياض و حديثه عن أن «داعش» عدوه الأول، ونحن نؤمن ان كلما توسعت تلك العلاقات زادت قوتنا. - كيف ترى القيادة العراقية دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى لدعم العراق وانشاء قوة عربية مشتركة؟ دعوة الرئيس السيسى لدعم العراق موضع احترام وارتياح ونحن نقدر تلك الدعوة، فمصر حريصة على وحدة العراق كما هو الحال مع العراق التى تحرص على وحدة مصر ، اما ما يتعلق بإنشاء قوة عربية مشتركة فهو أمر يحتاج لتبادل ودراسة مستفيضة من قبل أصحاب الاختصاص وقتها ستكون هذه المبادرة قابلة للتطبيق. - ماذا تنتظر العراق من مصر خلال الفترة القادمة؟ ننتظر من مصر أن تأخذ دورها كأكبر دولة عربية وننتظر دعما عسكريا ولم أقصد هنا تدخلا عسكريا بل نريد أن نستفيد من خبرات الجيش المصرى فى مجال التدريب، الطريق العراقى مفتوح أمام مصر، كما نريد تفعيل اللجنة المصرية العراقية لخلق فرص أكبر للاستثمارات العراقية داخل مصر.