بعد ساعات من القصف الإسرائيلي الوحشي علي شمال غزة كانت زيارة وفد البرلمان العربي والإعلام للقطاع حاملين الدفعة الثالثة من المساعدات والمعونات الإنسانية للمعاقين واليتامي من أبناء الشهداء. ورغم الحزن الذي يغلف القطاع من جراء استمرار الهجمات الإسرائيلية إلا أن اللقاء بمعبر رفح الفلسطيني البري شهد فرحة عبر عنها الدكتور أحمد بحر رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بأن زيارة الوفد في هذا التوقيت حملت الكثير من مشاعر الأخوة وكانت أكبر من أي كلمات تلقي. وفي الطريق لمقر المجلس التشريعي الذي أمر ببنائه جمال عبدالناصر عام1958 وافتتحه نيابة عنه أنور السادات ثم دمرته بعد ذلك إلا أن الإرادة الفلسطينية أعادت بناءه كما أعادت بناء العديد من المنشآت التي دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية. ومابين المعبر ومقر المجلس تابع الوفد حجم المأساة اليومية التي يعيشها أبناء غزة وآخرها حصار الوقود والذي أدي إلي انقطاع دائم للكهرباء نتيجة نقص حاد في السولار اللازم لتشغيل محطات توليد الكهرباء. وهو ما أدي إلي شلل الحياة بمختلف جوانبها إلي جانب ندرة البنزين والسولار بمحطات الوقود ووقوف السيارات بالأيام أمامها للحصول علي لتر أو10 لترات علي أقصي تقدير. وانعكس نقص الوقود علي توقف عمل مولدات الكهرباء بالمنازل والمحلات نتيجة عدم توافر البنزين والكيروسين والسولار الذي يأتي مهربا من مصر عبر الأنفاق والتي دمرت معظمها إسرائيل لتواصل حصارها البري والبحري وبالطبع الجوي من أجل تحقيق موت بطيء لشعب يناضل ويكافح من أجل تحرير أرضه والتمسك بها وهو ما يدعونا جميعا من المحيط للخليج وغالبيتنا دول نفطية إلي الإسراع بإرسال شحنات من الوقود لإنقاذ شعب غزة من الظلام والبرد القارس وتجميد الحياة علي أرضه المحتلة. ومابين العديد من المنازل والمصانع والطرق التي دمرتها آلة الحرب الإسرائيلية في غاراتها المستمرة علي غزة وازدحام المستشفيات بالجرحي والمرضي الذين يعانون نقصا في الأدوية والمعدات الطبية ووسط المأساة وفرحة اللقاء كان الحوار مع إسماعيل هنية الذي استقبلنا بسماحته وابتسامته الهادئة التي تحمل الكثير من علامات الصمود واستمرار الشعب في تحرير أرضه وقال إن الزيارة هي مشهد عربي عملاق في هذا التوقيت الحرج لغزة التي هي جزء من الدولة الفلسطينية المحررة وعاصمتها القدس وهي تتعرض لموجات جديدة ومستمرة من العدوان والحصار تتحطم علي صخرة صمود الشعب الفلسطيني. وأشاد هنية بالموقف البطولي لمجلس الشعب المصري في إدانته العدوان ودعوته لطرد السفير الإسرائيلي وهو ما كان له أثر كبير في تراجع القرار الإسرائيلي باستمرار العدوان ودعا البرلمانات والشعوب العربية للوقوف مع الشعب الفلسطيني. المهم أن الزيارة كشفت عن الكثير من معاناة شعب عربي محاصر بكل شيء وآخرها حصاره بالوقود وهو ما يدعو لسرعة تحرك قوافل النفط العربية لإنقاذه وألا نتركه يموت حصارا وجوعا وإظلاما. [email protected] المزيد من أعمدة أمين محمد أمين