كنت أظن ان الكذب عادة مؤقتة حتى اكتشفت أنها عادة متأصلة عند الاخوان وأن الكاذب يمكن إن يستخدم نصف الحقيقة ليشرع فى بناء كذبة اكبر تخدم اهدافه ولكن كتائبهم الإلكترونية لا تستحى وتبدع فى الكذب الكامل وهم يمارسون الان كل انواع الدجل والكذب على مواقع التواصل الاجتماعى وللاسف يجدون من يصدقهم ويمرر أكاذيبهم بهدف تدمير ثورة يونيو والتشكيك فى أى إنجاز لها وكان الشاطر قد أسس تلك المليشيات ومولها لتكون منصة للهجوم على معارضيهم وتشويههم وفى نفس الوقت تشكلوا لجنة فى النظام الخاص للرصد والمتابعة وبعد وقائع يناير مباشرة بدأت تلك المليشيات فى الاغتيال المعنوى وتصفية حسابات الماضى مع معارضيهم وبدأت فى التعليق على المقالات ولم تكن تناقش المحتوى أو القضية ولكن بالطعن فى صاحب الرأى وتشويهه وتجريحه ووفر الفيس بوك وتويتير منبرا للاغتيال السياسى ووصل الاسفاف للدرك الأسفل ممن يرفعون لافتات الدعوة بالتى هى أحسن منها وكشفت الأيام ان الثورة المصرية استخرجت من الاخوان وكثير من النشطاء أسوأ مافيهم وأصبحنا نعرف الان ان تلك المليشيات تتكون من كتائب وكل فرد منهم يمتلك عدة حسابات لارسال التعليقات المنحطة لكى يبدو سبابهم وكأنه رأى عام ولم يتوقف نشاطهم على الحط من الكتاب والسياسيين ولكن مع كل وجهة نظر لاتؤيدهم ووصل بهم السفة لحد أن كل مخالف لهم أصبح (كافرا وملحدا وأمنجيا وصهيونيا وجبانا وجاهلا ورعديدا وفلولا ومأجورا وعبدا للبيادة). وكما وصف القيادى على عشماوى فى كتاب التاريخ السرى ( من أراد ان يلحق بِنَا فهو مسلم ومن وقف ضدنا فقد حكم على نفسه بالكفر) وبدأنا نسمع ونقرأ ونشاهد البلطجة الإلكترونية وهى ذات المهمة التى يقوم بها أقرانهم من داعش فى العراق وليبيا وسوريا وإذا كان الدواعش يعذبون ويذبحون المعارضين فإن تلك المليشيات الإعلامية يشوهون ويغتالون معارضيهم معنويا وربما بأكثر من الذبح ويطلقون على القتل وسفك الدماء ظلما وعدوانا جهادا فى سبيل الله ويصبح من يتصيد لهم من الطواغيت ويمكن رصد الغل الوطنى لدى تلك الكتائب فى كم الاكاذيب التى نشروها قبل المؤتمر الاقتصادى والشائعات التى اطلقوها والتى وصلت لتهديد الدول المشاركة وكانت المفاجآت النجاح والمشاركة المبهرة ومع انتهاء المؤتمر روجت المليشيات أن المؤتمر باع مصر فى مزاد والحقيقة أن المؤتمر كان بمثابة اعتراف دولى بشرعية النظام وسقوط الاخوان للأبد وهو ما أصابهم بسعار فى مواقعهم وقنواتهم ولأن كل حسنة لمصر تسؤهم لم يتصورا نجاح القمة المصرية الاثيوبية فسارعوا بالهجوم والسخرية ونسوا الاجتماع السرى الهزلى الذى كان على الهواء وعرض مصرللسخرية فى المحافل الدولية واستغلته اثيوبيا بذكاء فى الإصرار على بناء سد النهضة واعتبرته بمثابة كرامة وطنية وكان أن ذهب السيسى لاصلاح ما أفسدوه ويكفى تلك الشماتة حين يخسر المنتخب مباراة أو حين يقع حادث سيرويكفى انحطاطهم فيما قاموا به فى حادث عنتيل المحلة عندما سارعوا برفع الفيديوهات الاباحية زاعمين أن الساقطات هن زوجات خصومهم من القضاة والضباط بمعنى انهم مستعدين لارتكاب أى كبيرة مادامت تخدم اهدافهم لان الغاية عندهم تبرر الوسيلة وفق فتوى مفتى الجماعة عبد الرحمن البر بالاستحلال لأعراض وأموال المعارضين وعلى طريقة باسم يوسف فى انتقاء جمل ومقاطع والبناء عليها تقوم قنواتهم بذات الوسيلة فى الانتقام من الصحفيين والمذيعين ليظهروهم وكأنهم كفار أو منافقين وواضح أن كل خطوة تخطوها مصر للأمام تصيبهم بالوجع لأنهم فى نهاية الامر وجبة إمريكية-إسرائيلية جهزتها تركيا ومولتها قطر وأكلتها العراق وسوريا ووقفت فى زور تونس وتقيأتها مصر أما أخطر من ميلشيات الاخوان الإعلامية هو من يصدقهم ويردد تغوطاتهم فى بعض المواقع والقنوات ووكالات الإعلان وبعض المحسوبين ظلما على مهنة الاعلام. ببساطة نفس الذين يتمسكون بالحل العسكرى لسوريا يفضلونه سلميا فى ليبيا. لاشرعية لشرعية لاتعرف حماية شرعيتها. كل الأطراف المتصارعة بالمنطقة تحارب بالسلاح الامريكي. تحت أى مبرر لا أتعاطف مع أى تحالف يضم تركياوقطر. العدو الناعم أشد ضراوة من العدو الغاشم. ستحرق إيران ورقة الحرب اليمنية بعد اتفاقها مع الغرب. مشكلة العرب انهم يتكلمون اكثر مما يفعلون وياريت بيتكلموا العربية صح. لايزال مكرم محمد أحمد يعلمنا ان الصحفى ابقى من رئيس التحرير. اتضح ان الواقع اكثر خصوبة من خيال هيكل. مهما كان الاختلاف مع المستشار زكريا عبدالعزيز فإنه يظل نموذجا للقاضى الوطنى الشريف. واضح ان مستقبل المنطقة يقرره العسكريون وينفذه السياسيون وليس العكس. لمزيد من مقالات سيد علي