استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس عددا من القادة العرب الذين وصلوا إلى مطار شرم الشيخ لحضور القمة العربية السادسة والعشرين، التى ستنطلق اليوم، وستستمر على مدى يومين. وكان الملك حمد بن عيسى آل خليفة ، ملك البحرين، أول الزعماء العرب الذين وصلوا لحضور القمة، كما استقبل السيسى، أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح و رؤساء اليمن والعراق والسودان وتونس وفلسطين وموريتانيا والصومال وجيبوتى. وأكد الرئيس السيسى خلال لقاءاته مع القادة العرب أن ما تتعرض له دول المنطقة يستدعى إقامة قوة عربية موحدة، يكون هدفها الأساسى الدفاع عن الدول العربية ومصالح شعوبها، وفقاً لأحكام ميثاق جامعة الدول العربية واتفاقية الدفاع العربى المشترك، وبما يتوافق مع ميثاق الأممالمتحدة. ونوَّه الرئيس إلى أن قوة العرب تكمن فى تكاتفهم وتعاونهم وتوحيد صفوفهم، لمواجهة المخاطر الجسيمة التى تهدد أمن واستقرار الشعوب العربية. وشدد على ضرورة تفويت أى محاولات لبث الفرقة والتشرذم بين الدول العربية، حيث تستهدف تلك المحاولات البغيضة إضعافها والحيلولة دون وحدتها. وأشار السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية الى أن الرئيس استعرض مع القادة العرب التطورات وآخر المستجدات المتعلقة بعملية «عاصفة الحزم» التى تستهدف إعادة الامن والاستقرار إلى اليمن، حيث أشاد الرئيس بالتقدم المحرز على صعيد العمليات العسكرية ، منوها إلى أنه لم يكن من الممكن الصمت إزاء ما يتعرض له اليمن وشعبه الشقيق من تهديد لمقدراته، خاصةً عقب التطورات الأخيرة وتوسع الحوثيين ومحاولتهم السيطرة على عدن بعد صنعاء. وقد استهل الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى لقائه بالرئيس السيسى ، بالتأكيد على المكانة التى يُكنها اليمن وشعبه لمصر، التى تلعب دورا رائدا على الصعيد العربى فى شتى المجالات، واعرب عن خالص الشكر والتقدير للمشاركة المصرية العسكرية فى عملية «عاصفة الحزم»، فضلاً عن الدعم السياسى المصرى المقدم لبلاده، متمنياً ألا يلقى اليمن مصير عدد من دول المنطقة التى تعانى شعوبها ويلات المواجهات المسلحة وأعمال العنف الطائفي، كما اعرب عن امله فى تعاون مصر وجميع الدول الشقيقة لتحقيق الأمن والاستقرار فى اليمن وبسط الدولة سيطرتها على كامل الأراضى اليمنية. ولَفت الرئيس اليمنى إلى محاولات بعض الأطراف الاقليمية التدخل فى الشئون الداخلية لليمن، واستغلال الاختلاف المذهبى كوسيلة لبث بذور الفرقة والانقسام بين أبناء الشعب الواحد. وأشار المتحدث الرسمى إلى أن الرئيس السيسى، اكد أن مصر لم ولن تتقاعس يوما عن الوقوف بجوار أشقائها، ولم تأل جهدا إزاء تأييدهم ومساندتهم فى أوقات المحن والشدائد، متمنيا أن تكلل الجهود العسكرية فى إطار عملية «عاصفة الحزم» بالنجاح وأن تحرز أهدافها المرجوة، بما يسهم فى عودة الاستقرار والهدوء إلى الشعب اليمني. وكان ملك البحرين قد استهل لقاءه بالرئيس السيسى بتأكيد المكانة الرائدة التى تحظى بها مصر على المستويين الاقليمى والدولى، مشيراً إلى ان مصر جمعت العالم فى مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصرى؛ وها هى تجمع العرب فى مرحلة فارقة تمر بها المنطقة. وأضاف أن هناك حالة من التفاؤل تسود الأوساط العربية باِستعادة مصر مكانتها ودورها على المستويين الاقليمى والدولى وأكد العاهل البحرينى أن مصر لم تقصر يوماً إزاء أشقائها العرب، منوهاً إلى أن اتخاذ قرار القيام بعمل عسكرى عربى مشترك لإنقاذ اليمن أعاد الأمل إلى نفوس الشعوب العربية، وأكد قوة وقدرة الدول العربية على صون أمنها والدفاع عن شعوبها. وأشاد الملك «حمد» بدور مصر وقيادتها فى لم الشمل العربى وتوحيد الصف لمواجهة المخاطر المحدقة بالدول العربية. كما استقبل الرئيس السيسى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، الذى أشار إلى أن هذه القمة تعد من القمم العربية المفعمة بالأمل والتى تنتظر الشعوب العربية نتائجها لتساهم فى تحقيق آمالها فى الوحدة والتضامن، وهو الأمر الذى أكده الرئيس معرباً عن ثقته فى أن القادة العرب سيعملون جاهدين على خروجها بالنتائج المرجوة لما فيه صالح الأمة العربية. وأشاد الرئيس برئاسة دولة الكويت للقمة العربية فى دورتها الخامسة والعشرين، موجهاً الشكر لأميرها على رؤيته الحكيمة والجهود الكويتية الدءوبة التى تم بذلها فى أثناء رئاسة الكويت للقمة العربية والتى مثلت إضافة مهمة ومُقدرة للعمل العربى المشترك. كما استقبل الرئيس السيسى الرئيس السودانى عمر البشير، الذى أشاد بتوقيع إعلان المبادئ الخاص بسد النهضة فى الخرطوم أخيرا، معتبرا إياه حدثا تاريخيا. و أكد الرئيس أن الاتفاق منح لشعوب الدول الثلاث بارقة أمل فى أن الاتفاق والتعاون يمكن أن يكونا بديلا عن الخلاف والمواجهة، ومن ثم فإنه يتعين الشروع دون تأخير فى إبرام اتفاقيات تفصيلية تطبق إعلان المبادئ المتفق عليه حتى يعم الخير والرخاء على شعوب الدول الثلاث. واستمع الرئيس خلال استقباله الرئيس العراقى فؤاد معصوم إلى لتطورات الأوضاع فى العراق، حيث اشار معصوم إلى التقدم الذى تحرزه قوات الجيش الوطنى العراقى فى مواجهة تنظيم داعش الارهابي، لا سيما فى تكريت. وأوضح أن الشعب العراقى يساند بكل وطنية وفعالية جيش بلاده الوطنى ضد التنظيمات الارهابية المتطرفة. ومن جانبه، أعرب الرئيس السيسى عن خالص تمنياته للعراق باستعادة الأمن والاستقرار ليعود قويا موحدا ويساهم فى تعزيز مسيرة التضامن والعمل العربى المشترك. وقد اعرب الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبو مازن) عن سعادته بعقد هذه القمة المهمة فى مصر، مشيرا إلى ما سيتضمنه جدول أعمالها من موضوعات حيوية سيكون لحسمها أكبر الأثر فى تعزيز التضامن العربى وحماية الأمن القومى العربي. وأكد أن القضية الفلسطينية ستظل هى قضية العرب الأولى إلى أن يتم الإعلان عن قيام الدولة الفلسطينية، واشاد بوقوف مصر بقوة إلى جانب الشعب الفلسطينى حتى يحقق آماله وطموحاته المشروعة، لا سيما أن تسوية القضية الفلسطينية سيكون لها أكبر الأثر فى إحلال السلام وتحقيق الأمن والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط ككل. وجدد الرئيس السيسى لدى استقباله الرئيس التونسى الباجى قائد السبسي، إدانته للحادث الارهابى الذى استهدف متحف «باردو».