سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«النيل للجميع».. الرئيس أمام البرلمان الإثيوبى: لا يمكن لشعب تحقيق سعادته على حساب الآخر الفرصة سانحة لبناء مستقبل أفضل وعلينا تخطى سلبيات الماضى
عازمون على عودة مصر لمكانتها والتصدى لمشكلات إفريقيا
فى سابقة تاريخية، هى الأولى لرئيس مصرى، تفتح أبواب التفاهم والتعاون، وتزيح ظلال الشك عن مسار علاقات الدولتين، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى رسالة «محبة ومودة» من الشعب المصرى إلى الشعب الإثيوبى أمس، خلال كلمته بالبرلمان الإثيوبى المنعقد بمجلسيه، بحضور كامل هيئته والرئيس الاثيوبى تشومى ورئيس الوزراء ديسالين. فى مستهل خطابه، قال الرئيس: إنها لحظة تاريخية فارقة أن أقف فى بيت الشعب الإثيوبى، لأحمل لكم رسالة أخوة صادقة ومحبة خالصة، وأياد ممدودة بالخير، تنشد التعاون، من أجل التقدم والرخاء، تجسيدا لإرادة سياسية متبادلة للحوار والتواصل والتعاون على جميع المستويات. وأشار إلى أن المصريين والإثيوبيين سيظلون أشقاء، تجرى مياه النيل دماء فى عروقهم، ولن يسمحوا لأى خلاف أن ينال من قوة الصلات التى تجمعهم، صلات زادت قوة بانتمائنا لعائلة واحدة هى قارتنا الإفريقية التى تستضيف أديس أبابا رمز وحدتها، مذكرا بأن مصر كانت من أشد المتحمسين لتكون هذه المدينة مقرا لها. وشدد الرئيس على أنه لا بديل عن تلبية نداء التعاون والفهم المشترك، لمجابهة التحديات الجسيمة والمعقدة، قائلا: أدعوكم اليوم لكتابة صفحة جديدة فى تاريخ العلاقات المصرية الإثيوبية، نستلهم فيها أفضل ما فى تاريخنا من قيم سامية، ومواقف مشرفة، لتخطى سلبيات الماضى، وبناء جسور الثقة وسد فجوات الشك والريبة، دون أن تضع قيودا على الحاضر أو تعوق تطلعنا للمستقبل. وأضاف أن الواجب يملى علينا معا أن نترك لأجيالنا الجديدة ميراثا أفضل مما آل إلينا، لافتا إلى أن الفرصة سانحة لكسر قيود التخلف والنأى عن الصراعات التى تستنفد الطاقات والموارد الثمينة، داعيا إلى بناء ركائز مستقبل أفضل، تضاء فيه فصول المدارس فى إثيوبيا، ويشرب فيه كل أطفال مصر من النيل، كعهد آبائهم وأجدادهم. وأكد السيسى أنه لا يمكن أن يبنى أحد مستقبله دون الآخر، أو يقيم رفاهيته على حساب أخيه، فكما لبلدكم الحق فى التنمية واستغلال موارده، فإن لإخوتكم المصريين الحق ليس فقط فى التنمية، إنما فى الحياة ذاتها والعيش بأمان على ضفاف النيل الذى أسسوا على شاطئه حضارة امتدت آلاف السنين دون انقطاع. وتطرق إلى الجفاف الشديد فى الصحراء التى تمثل 95% من مساحة مصر وارتباط حياة 90 مليون مصرى بشريان النيل، وأنه برغم زيادة معدلات السكان فإن مواردها من المياه لم تشهد أى زيادة، موضحا أننا عازمون على التعاون لتحقيق النماء والازدهار فى حوض النيل بأكمله، وأن القاهرة منفتحة على أشقائها فى إفريقيا. ودعا الرئيس إلى اغتنام الفرصة السانحة لصياغة رؤية طموح للمستقبل، وأن نقدم مثالا يحتذى فى التعاون المثمر، من خلال إنفاذ الإرادة السياسية التى أنجزت اتفاق المبادئ الموقع فى الخرطوم، منبها إلى أن العبرة ليست بالكلمات والشعارات، ولا بتوقيع الوثائق والاتفاقات، لكن بتنفيذها بصدق وإخلاص والانحياز إلى المستقبل، على أساس الثقة المتبادلة، واستغلال القواسم المشتركة بين مصر وإثيوبيا والسودان وجنوب السودان، لتجاوز الخلافات والنقاط العالقة فى الاتفاقية الإطارية لحوض النيل، وتلبية احتياجات جميع دول الحوض، فالموارد متوافرة ولا ينقصنا سوى توظيفها واستقطاب الفواقد، لإنجاز التنمية. واستشهد الرئيس بمقولة رئيس الوزراء الإثيوبى الراحل ميليس زيناوى إن النيل «حبل سرى» يربط بين مصر وإثيوبيا، وما يعنيه ذلك أن تدفق مياه النهر من المنبع إلى المصب ما هو إلا حصص إلهية قدرها الله لنا جميعا. وقال السيسى: إننا عا زمون على عودة مصر إلى مكانتها والإسهام الفاعل مع بقية دول القارة فى مواجهة التحديات المتربصة بنا، لاسيما الإرهاب والجريمة المنظمة والأوبئة وتدهور البيئة والتصحر.. مشيرا إلى أنه لا بديل لمصر وإثيوبيا كقطبين فى قارتهما سوى التعاون وتحمل مسئوليتهما التاريخية، مؤكدا «أننى بينكم اليوم لنكسب معا، ونصنع مستقبلا واعدا وحياة مزدهرة لنا جميعا»، ووصل الرئيس إلى أرض الوطن بعد زيارة ناجحة لأثيوبيا والسودان.