الارهاب وتداعياته وكيفية مكافحته محور اهتمام نخبة من السياسيين والمتخصصين بفرنسا كما تصدر مناقشات منتدي نظمته –مؤخرا- جامعة "ديد رو"الباريسية بهدف محاربة التطرف الفكري المؤدي للارهاب والوقوف علي الأسباب التي تدفع بعض الشباب الفرنسى للالتحاق بالجماعات الجهادية المتطرفة في سورياوالعراق وليبيا. وشارك في هذا المنتدي لفيف من المختصصين في الاسلام وتاريخ الجماعات الجهادية فضلا عن قانونيين وباحثين اجتماعيين وعلماء نفس .وخلص النقاش إلى ضرورة التصدي لآفة الارهاب. ويرى بعض المراقبين ان القضاء علي الارهاب ياتي بتطهير جذري لمنابعه عن طريق حرب عالمية ثالثة لمكافحة الجماعات المتطرفة وفي مقدمتهم"داعش"، فمن ناحيته يري النائب جان كريستوف لاجارد ان الحرب علي "داعش" لابد وان تكون بالتدخل العسكري البري داعيا الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند للتدخل بقوات برية للتخلص من ما اسماه «البربرية الفاشية» ل «داعش»..وهاجم لاجارد، رئيس" اتحاد الديمقراطيين المستقلين UDI،السياسية الفرنسية والرئيس الفرنسي علي وجه التحديد لموقفه مما يحدث من ابادة في العراق وليبيا وسوريا دون تدخل.. مضيفا ان هذه البربرية والتوحش التى يقوم بها مقاتلو "داعش" تعني فرنسا قبل غيرها من دول العالم فهي ضد علمانيتنا ومبادئنا وحضارتنا،متسائلا لماذا لا تشارك فرنسا بريا كما فعلت بالتدخل عسكريا في مالي وافريقيا الوسطي..حتي لو كان هذا التدخل بدون الغطاء الشرعي لمجلس الامن او توافق واجماع لدول الاتحاد الاوروبي من منطلق ان مخاطر هذا التنظيم الارهابي علي فرنسا جغرافيا وسياسيا اخطر واقرب بكثير مما كانت عليه مخاطر الإرهابيين في مالي وافريقيا الوسطي. -وهاجم لاجارد مرة اخري سياسية الرئيس فرانسوا اولاند الذي يعلن استعداده لمحاربة هذا التنظيم الارهابي في العراق ولا يرغب في مكافحة التنظيم ذاته" داعش" في سوريا متهما اولاند بانه يبدي اهتماما لمحاربة الرئيس السوري بشار الاسد في اشارة ضمنية بانها عملية شخصية.ويرى النائب ان يكون ذلك في مرحلة لاحقة تتم بالتوافق الدبلوماسي مع القوي المجتمعية والحزبية السورية ليتخلي الاسد عن الحكم فيما بعد. اما فيما يتعلق بتكهن البعض بقيام حرب عالمية محتملة فقد استخلص من إقدام الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند على الاعلان عن حجم ماتمتلكه فرنسا من رءوس نووية،حيث كشف للمرة الاولي عن امتلاك بلاده حوالى 300 رأس نووي،و ثلاث دفعات من 16 صاروخا محمولة على غواصات و54 صاروخا تحملها مقاتلات،وكان ذلك تحت شعار الشفافية. كما دعا الدول الاخري إلى الكشف عن حقيقة ترسانتها النووية. و يرى البعض ان كشف الرئيس الفرنسي عن الترسانة النووية في هذه الفترة بالذات قد يكون خطوة استباقية لشن حرب جديدة،كما فعل سالفه نيكولا ساركوزي في 2008 قبيل تدمير ليبيا، وعلي صعيد متصل تعقد باريس اجتماعا ضخما في ابريل المقبل من أجل تقييم نتائج الخطة الأمنية التي وضعتها فرنسا وشركاؤها في محاربة التطرف على الإنترنت وسيحضره مسئولون عن شركة "تويتر" و"جوجل" و"فيس بوك".. وفي نفس الاطار وللمرة الاولي قامت السلطات الفرنسية بسحب جوازات السفر وبطاقات الهوية من ستة فرنسيين كانوا يتأهبون للتوجه إلى سوريا،وهي خطوة فريدة من نوعها منذ إقرار هذا الإجراء نوفمبر الماضي ضمن قانون مكافحة الإرهاب..هكذا نلمح ان فرنسا تمضي بخطي سريعة وجادة للحفاظ علي مواطنيها من مغبة الارهاب والتطرف..وقد تكون الخطوة القادمة مشاركة بقوات برية!.