ياماهر.. لم يكن هذا وقت الرحيل.. سبحان ربي العظيم يأخذك وقت أن يشاء وكعادة المصريين يأتيهم تذكر الأحباء ليصدمهم الرحيل.. منذ أيام وأنا أفكر في الاتصال لنتواصل فقد افتقدت ودك وابتسامتك وقفشاتك وتعبيراتك وعباراتك النافذة حول ما يحدث حولنا.. افتقدت حبك للمهنة كاتبا ومخرجا فذا للصفحات.. افتقدتك مثالا لا يجود الزمان بمثله في الوحدة الوطنية.. هل تذكر ياماهر وأنت حر الآن في عليائك.. هل تذكر كم من البشر ساعدت؟ هل يذكر هؤلاء الذين تعلموا منك كم كنت كريما وماهرا في تعليمهم... طردنا2011 بكل ما حصدت من أعباء وإذا بنا نستقبل2012 بلطمة قوية هزت الوجدان رحيلك المفاجئ راحة لك وتليق بفارس القلم وتليق بزينة المجالس لكن كم هي موجعة ياماهر كم اكرم الوداع. لكن أعلم جيدا أنك معنا بروحك المرحة في أحلك الاوقات.. ومعنا في كل صفحة تم رسمها جيدا في الأهرام ونصف الدنيا حين بدأت عملك بها نائبا لرئيس التحرير.. أحسست بأنك لن ترحل دون وداع وفكرت أكثر من مرة في الاتصال بك وبشلتك الذين سوف يفتقدونك عميق الافتقاد. حولت عملك إلي سعادة وبساطة ولم تشعر من حولك بأي موقف مررت به. وعلمت بموقف الجحود الذي قوبلت به عند خروجك من عملك لكن علمت ايضا أنك لم تتوقف عند هذا الموقف فأنت ذهبي مثل اسمك لا تقبل أي معدن صدئ فأنت ذهبي طارد لأي ملوث لتكوينك وأنت ماهر في تخطي صفاق الناس وقساة القلوب.. تذكر ياماهر حينما مات الشيخ الذهبي واعتقدنا أنه قريبك وتقبلت العزاء وقلت لي وقتها إن يانعم دي كارثة علينا كلنا كارثة قهر رجل دين يقتل بهذه الطريقة!! يحزنني ويحزن قلبي أننا افتقدناك رمزا للوحدة الوطنية ما أحوجنا أن تبقي هنا في هذا الوقت الذي تشق فيه مصر بجبل الطائفية. يا ماهر وجدت صعوبة شديدة في الكتابة عنك من باب الرحيل وأنت مازال عبق كلماتك وقوة حضورك يملؤني اصبحت منذ سماعي الخبر اعيش بأثر رجعي مع حواراتنا مع مكالماتنا أطارحك الاعجاب بلمساتك في الأهرام الدولي وقدرتك علي فهم الغرباء وتغييرك لفهم الاخراج الصحفي لاحبائنا الذين ينتظرون الأهرام الدولي بشكل يطفئ غربتهم وفي نفس الوقت لا يقاطع وجودهم خارج حدود الوجدان المصري يا ماهر أنت كثير جدا وحضورك لن ينهيه غياب الجسد ويبقي لنا في الذاكرة متعة بأثر رجعي وذكريات لاتنتهي لم يستطع أحد أن يملأها سواك لعلك مستريح الآن ولعلك كاشف في عليائك لكل ما سوف يحدث لمصر مما يجعلك أكثر راحة منا.. وإن الله سبحانه وتعالي كان أكثر رحمة بك منا إلي لقاء ياماهر. فقد جفت بعدك الاقلام وطويت الصحف.