من واشنطن إلى الرياض مرورا بباريس وبروكسل ودول العالم والإقليم توحدت العواصم لإدانة الهجوم الإرهابى، الذى نفذه مسلحان تونسيان فى متحف باردو فى تونس أمس الأول، وأسفر عن مقتل 19شخصا، بينهم 17 سائحا أجنبيا، وإصابة 44 آخرين، مؤكدة دعمها لتونس. يأتى ذلك فى وقت، أكد وزير الداخلية التونسى محمد ناجم الغرسلى أن الجريمة الإرهابية على متحف باردو لن تثنى المؤسستين الأمنية والعسكرية على مواصلة جهودهما فى خدمة البلاد وفى مقاومة الإرهاب، وأقر الوزير، بأن هذه العملية الإرهابية ستكون لها تداعيات سلبية على الاقتصاد التونسى وعلى الموسم السياحى بصفة خاصة، موضحا أنه رغم مشاعر الحزن والألم التى تغمر كل التونسيين، فإن هذا العمل الجبان يتعين أن يشكل مناسبة للم الشمل وللوقوف صفا واحدا فى مواجهة الإرهاب. ودعا الوزير كل التونسيين والأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدنى والقيادات الأمنية والعسكرية ورجال الأمن بمختلف فروعهم للتجند من أجل الدفاع عن البلاد، مشددا على المضى قدما فى تدعيم المسار الديمقراطى وفى تثبيت أسس الجمهورية الثانية. ومن جانبه، دعا رئيس مجلس نواب الشعب التونسى "البرلمان" محمد الناصر إلى تنظيم يوم وطنى للتضامن ومقاومة الإرهاب تشارك فيه الأحزاب والمنظمات الوطنية والمجتمع المدني. وحث الناصر - خلال جلسة استثنائية للبرلمان الليلة قبل الماضية على تنظيم مسيرة شعبية للتعبير عن وحدة التونسيين لمقاومة الإرهاب، وطالب الشعب التونسى بأن تعكس هذه المسيرة تضامن كل التونسيين ووحدتهم صفا واحدا فى وجه الإرهاب والاستعداد لمقاومته بأكثر نجاعة ومزيد من الإمكانيات. ودعا كل الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية إلى تجاوز الخلافات وترك التجاذبات، مشددا على الوحدة الوطنية من أجل الوقوف صفا واحدا فى محاربة ظاهرة الإرهاب واجتثاثها من تونس نهائيا، كما طالب الحكومة بمزيدمن تعزيز رجال الأمن والعسكريين بالمعدات ووسائل العمل الضرورية حتى يقوموا بدورهم على أكمل وجه فى درء المخاطر عن البلاد. وفى هذه الأثناء، زار الرئيس التونسى باجى قائد السبسى جرحى الهجوم، والتقى السبسى عددا من المصابين وبطاقم المستشفى، ومن بين القتلى فى الهجوم رعايا من اليابان وإيطاليا وكولومبيا وإسبانيا وفرنسا وبولندا وأستراليا. فيما دعت صحف تونس أمس إلى الوحدة الوطنية لمواجهة الإرهاب، وقالت صحيفة "لابريس" الناطقة بالفرنسية إن "التعبئة يجب أن تكون عامة، والتماسك كليا، والشعور بالمسئولية مشتركا بين الجميع". وأضافت أن "مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى ووسائل الإعلام والمواطنين مدعوون إلى التصرف كشخص واحد لوضع مصالح الوطن فوق أى اعتبارات سياسية، حزبية، خاصة أو أيديولوجية"، وتحت عنوان "المنعرج الجديد لحرب الإرهاب على تونس" قالت جريدة "المغرب" دخلت المجموعات الإرهابية فى منعرج جديد فى حربها على تونس: استهداف المدنيين وبداية بالسياح وإسقاط أكبر عدد ممكن من القتلى وتخريب الاقتصاد ممثلا فى السياحة"، ومن ناحيتها قالت جريدة الشروق "هذه المرة استهدفوا متحف باردو برمزيته الثقافية والسياحية وموقعه المحاذى لمركز السيادة: مجلس نواب الشعب (البرلمان)، وفى المستقبل لا قدر الله قد يستهدفون المدارس والمعاهد والكليات والمراكز التجارية الكبرى ولن تنجو بلادنا إلا بالوحدة الوطنية". وفى غضون ذلك، تواصلت الإدانات الدولية للحادث، حيث عبر بان كى مون الأمين العام للامم المتحدة عن إدانته "بأشد العبارات"، معربا عن "تضامنه مع الشعب التونسى والسلطات التونسية"، ومن جانبه، أدان ينس ستولتنبرغ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي" الهجوم، مؤكدا أن "حلف شمال الأطلسى سيواصل العمل مع تونس وشركائه فى إطار حوار المتوسط لمكافحة الارهاب"، و اعتبرت فيديريكا موغيرينى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبى أن "المنظمات الإرهابية تستهدف مرة جديدة دول منطقة المتوسط وشعوبها"، مؤكدة أن "هذا الأمر يزيدنا عزما على التعاون بشكل أوثق مع شركائنا للتصدى للتهديد الارهابي"، ومن جهته قال دونالد توسك رئيس مجلس أوروبا إن "الاتحاد الاوروبى يدعم تونس فى التزامها من أجل السلام والديمقراطية لن نسمح لمثل هكذا همجية بأن ترهبنا". كما أدانت السعودية "بشدة الهجوم الإرهابي، معتبرة أنه "يؤكد مجدداً أن هذه الآفة الخطيرة تتطلب تعاوناً دولياً وثيقاً لمحاربته وتخليص المجتمع الدولى من شروره، وأن الإرهاب لا دين له"، ومؤكدة "وقوفها إلى جانب أشقائها فى الجمهورية التونسية حكومة وشعباً"، وأدانت المغرب "الاعتداء الإرهابى الغادر" مؤكدة استنكارها "بأشد العبارات هذا العمل الإرهابى المقيت الذى يريد النيل من النموذج الديمقراطى التونسى والمساس باقتصاد تونس عبر الإضرار بقطاع السياحة" مجددة "مرة أخرى تضامنها التام ووقوفها الكامل مع الجمهورية التونسية الشقيقة"، كما أدانت الجزائر "الهجوم الإرهابى الجبان مؤكدة "تضامنها الكامل واللامشروط مع تونس رئيسا وحكومة وشعبا أمام هذه العملية اليائسة،و أدانت منظمة الشعوب والبرلمانات العربية العملية الإرهابية، وأدانت المديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" ايرينا بوكوفا الهجوم ، كما أعرب رئيس الاتحاد البرلمانى العربى ورئيس مجلس الأمة الكويتى مرزوق على الغانم عن إدانته الهجوم .
.. والأزهر يدين كتبت - مروة البشير: أدان الأزهر الشريف بشدة الهجوم الإرهابى "الآثم" على متحف باردو بالعاصمة التونسية، وأكد فى بيان أمس تضامنه مع تونس حكومة وشعبا فى التصدى لهذا الإرهاب الخبيث الذى لا دين له ولا وطن ، وبات خطرا حقيقيا يهدد حياة المواطنين الأبرياء، ويستهدف زعزعة أمن واستقرار الأوطان، ولايمكن القضاء عليه إلا بتضافر الجهود وتوحد الشعوب العربيةوحكوماتها. كما أعرب عن خالص تعازيه ومواساته للشعب التونسى وقياداته فى ضحايا هذا العمل الإرهابى الغادر.