تكشف جملة الاتصالات واللقاءات داخل حلف شمال الأطلنطى (ناتو) عن توجه يجرى إعداده على قدم وساق للترتيب لقوة عسكرية شاملة فى مواجهة الدعوة المصرية لانشاء القوة العربية التى دعت إليها مصر، وسوف تعرض بالتفصيل فى القمة العربية المقبلة، وقد اتضح الموقف الأوروبى من التخطيط لتشكيل القوة الاوروبية من التجهيز الاستراتيجى العاجل لقوات تتبع حلف الاطلنطي، وتنسق بين قطاعاته، لما يعرف بقوة رأس الحربة للحلف للتحرك فى مناطق عربية تمثل خطراً على الأمن الوطنى الأوروبى. ويتطلب المخطط الاستراتيجى الواضح لدول الحلف ضرورة التعامل مع مسرح عمليات محاورمتعددة، ومناطق محددة للدول الأوروبية وتحديداً فى جنوب المتوسط، والمخطط أن تصل هذه القوة المقترحة إلى 30 ألف جندى بعد أن أقر اجتماع وزراء دفاع الحلف مخطط تحديد عدد القوات ومهامها فى مسرح عمليات دول عربية مباشرة، وستشمل هذه القوات قوات بحرية وجوية وقوات صاعقة نخبوية فى إشارة إلى أن القوة المخطط لها لن يقتصر دورها على التعامل مع الأزمات المثارة أوروبيا (حرب أوكرانيا نموذجاً) بل أيضاً حدود أوروبا مع الدول العربية. والواضح أن وزراء دفاع حلف الاطلنطى صاغوا مؤخرا أولويات استراتيجية ملحة وعاجلة خلال الفترة الأخيرة منها ضرورة التعامل مع الأزمات قبل اندلاعها وابتكار وسائل دفاع مباشرة وتحديد أرضية عسكرية للتعامل مع الأزمات المتوقعة خاصه، أن القوة العسكرية المقترحة ستكون بالفعل جهازا عسكريا متعددا والمجالات والأهداف والأغراض والمهام الاستراتيجية، ومن ثم سيكون التعامل مع أزمات فى الشرق الأوسط على رأس الأولويات منها ما هو متعلق لاحقا بالصراع العربى الإسرائيلى ،أو الأزمة المندلعة فى ليبيا أو استمرار المواجهات فى العراق أو فى مناطق مختارة فى الخليج العربي، وستتعامل القوة الأوروبية مع الحكومات الحالية العربية فى ظل شرعية وجودها، وإن كان يمكن أن تنطلق لمواجهة خطر تنظيمات أو جيوش القطاع الخاص، ومن ثم يحتاج للتعامل مع هذه القوة الاوروبية إستراتيجيات ورؤى أمنية لن تقتصر على دول حلف الناتو وإنما أيضاً دور مباشر لدول عربية فى إشارة لسعى أمريكى أوروبى لطرح إطار عام لهذه القوة مع تباين كل حالة على حدة. فى هذا السياق يمكن تفهم تعامل حلف الناتو مع فكرة تشكيل قوة عسكرية للحلف فى دول الشرق الأوسط والعالم العربى فى القلب منه خاصة التهديدات القادمة والمحتملة من العالم العربى ومناطق تماسه مع النطاقات الاوروبية كما يرى وزراء دفاع حلف الناتو سيكون جزءا من المناورة المركزية والأساسية للحلف هذا العام وستكون دول جنوب أوروبا مسرحا وهدفا لهذه المناورات، وسينشر الحلف وفقا لما أعلنه وزراء الدفاع لحلف الناتو عشرات الآلاف من الجنود فى المناورات والتى ستتضمن كلا من إيطاليا وأسبانيا والبرتغال، ودولا أخرى وذلك بدءا من يونيو القادم، والمعلن والمتاح وفقا للمواقف الاوروبية المختلفة أن هناك دولا عربية ستشارك فى هذه المناورات فى إطار ما يعرف باسم اتفاقيات التعاون والشراكة الأمنية والاستراتيجية بين الدول الاوروبية وبعض الدول فى مناطق مختلفة، وقد بدأت دول الحلف الأساسية (فرنسا - بريطانيا - المانيا - بولندا - إيطاليا - وغيرها ) تشكيل القوة على أرض الواقع والتى ستشكل خلال 6 أشهر لتكون جاهزة للعمل وستترأس القوة بريطانيا فى المرحلة الأولى من التشكيل والتى ستتخذ من المرحلة الأولى 2015/ 2017، وهى بداية عمل القوة على الأرض بالكامل إذ ستتخذ الخطوات لمدة 24 شهراً تكون جاهزة للعمل والانطلاق. ولحين ذلك ستتشكل قوة بديلة مؤقتا من المانيا وهولندا والنرويج لتكون القوة البديلة العاجلة من الآن فى حال مواجهة أزمات أو تهديدات لدول أوروبية على أن يتحدد دورها فى إطار الردع المباشر لأية تهديدات وقد حدد وزراء الدفاع لحلف الناتو مهمة القوة الجديدة والتى ترتكز على فكرةالردع بكل معناه الاستراتيجي، ولن يقتصر على القتال فى أزمة أوروبية (أوكرانيا) وانما على تخوم أوروبا - العالم العربى - وسيتطلب الأمر إنشاء قواعد عسكرية فى بعض الدول ومنها بولندا ورومانيا وغيرهما، ومن ثم فإن الرسالة أن أوروبا ستكون جاهزة بقوة للتعامل مع أى مشهد عاجل عربياً أوإقليميا. والسؤال: هل توقيت إعلان تشكيل القوة والمهام العاجلة لهيكلها وعتادها له علاقة بما أعلنته مصر بطرح مبادرة إنشاء القوة العربية لمواجهة التحديات التى تواجه الدول العربية.. مجرد سؤال وإجابته قد ترتهن بما يجرى فى دوائر الناتو وعواصم كبرى فى أوروبا والأمر يتجاوز المصادفة أو مجرد طرح التصور. لمزيد من مقالات د. طارق فهمى