كنت ومازلت مؤيدا لعدم اطالة فترة توقف النشاط الكروي المحلي, لان الخسائر المادية والفنية, تتضاعف وتتراكم يوما بعد يوم لتضاف إلي الفاتورة الباهظة التي تدفعها الكرة والرياضة المصرية جراء ذلك العمل الاجرامي البشع الذي شهده استاد بورسعيد. لكنني مازلت غير مصدق أن مرور أكثر من أربعين يوما منذ وقوع هذه المذبحة, لم تكن كافية لان تعلن النيابة قائمة المتهمين لتبدأ المحاكمات والتي بدورها قد تستغرق شهورا, كل ذلك دون أن تتخذ الادارة الكروية أو الحكومية أيضا, أي اجراء في الشق الرياضي من المذبحة التي راح ضحيتها 74 شابا مصريا من مختلف المحافظات, إثر هجوم متعمد ومدبر من بعض جماهير النادي المصري! ولاشك أن طول المدة, أتاح للمغرضين أن يخلطوا الاوراق, مابين مجموعات منحرفة متعصبة من جماهير المصري, سلكت سلوكا اجراميا وقتلت هؤلاء الشباب بدم بارد, وبين أهالي بورسعيد الشرفاء تلك المدينة التي تحتل مكانة أثيرة في قلوبنا.. كما خلطوا ويخلطون إلي الآن عن عمد بين الشرطة والنادي المصري كهيئة رياضية مسئولة تتحمل وفقا لكل القوانين واللوائح المحلية والدولية تبعات ما ترتكبه جماهيرها تجاه الفريق الزائر وجماهيره, وتكون العقوبة تبعا أيضا لكل هذه اللوائح علي النادي المضيف, وهو المسئول عن سلوك جماهيره, فكيف اذا كان هذا السلوك هو القتل العمد لجماهير النادي المضيف؟! نعم الأمن ايضا مسئول وقد تقاعس عن حماية جماهير الأهلي, لكن هذا لايلغي مسئولية النادي ولا يخفف منها, بل يضاف إليها. وللاسف تم تعميم المشكلة علي الساحة الاعلامية والصحفية السياسية والبرلمانية, ودخلت علي خط الأزمة وفقا لذلك التعميم أصوات وأقلام وشخصيات تجهل الحقائق الرياضية والخلفيات التاريخية, التي جعلت عداء جماهير بورسعيد وكراهيتهم للاهلي أشد من عدائهم للعدو الصهيوني, وهو ما عبر عنه المتظاهرون الذي حملوا علم اسرائيل وكتبوا عليه اسم الأهلي, ولم يكن ذلك سلوك فرد واحد, وإنما هي مشاعر مشتركة لمئات المتظاهرين الغوغائيين, أساءت كثيرا للمدينة الباسلة! والغريب أن الادارة الهزيلة لاتحاد الكرة حاليا والمشاركة في جريمة التأخير المشبوه للقرار الرياضي الحاسم, الذي كان يمكن له وأد هذه الفتنة في مهدها, لو صدر عقب المذبحة مباشرة.. هذه الإدارة تعلن اليوم عن مسابقة تنشطية قبل أن تجد الجرأة والشجاعة لاتخاذ القرار بعقوبة النادي المصري, وبطبيعة الحال رفضت الملايين من جماهير الاهلي والزمالك استئناف أي نشاط قبل أن يتم القصاص, الذي نرفض تماما أن يأخذه (الالتراس) بأيديهم, ونطالبهم بالصبر ونحن معهم, نرفض أي نشاط كروي حتي يدفع المجرمون الثمن وينزل بالمقصرين العقاب الرادع جنائيا ورياضيا. [email protected] المزيد من أعمدة عصام عبدالمنعم