معروفة للكافة حكاية النسوة اللائي هربن من الحمام العمومي( لا مؤاخذة, عاريات كما ولدتهن أمهاتهن!) بعد أن شبت النار في الحمام في زمن المماليك.. وأما المحتشمات الخجولات اللاتي انكسفن, ورفضن الخروج, فقد احترقن بخجلهن, ومن هنا جاء المثل الشهير: اللي اختشوا ماتوا. غير أن أحدا لم يخبرنا عن بقية القصة! بقية الحكاية, يا سادة يا كرام, هي أن هؤلاء النسوة, اللاتي لم يختشين, كبرن, وتزوجن, وأنجبن صبيانا وبنات, فجاء الأبناء أيضا لا يختشون! وإلا فقل لي ثبت الله جنانك وحفظ صواميل عقلك ما الذي تفهمه من أشخاص كانوا, حتي أمس الأول, سحرة النظام السابق, ومنظريه ومريديه, ثم هاهم اليوم يتسابقون في غسل أياديهم, والتبرؤ منه, زاعمين أنهم( قال إيه) ثوريون؟ أو قل لي وقاك الله شر الضرب علي القفا والأصداغ والأجناب ما رأيك في مرشحين محتملين كانوا حتي ليلة البارحة حملة مباخر محراب الزمن الذي فات, ثم نفاجأ اليوم بأنهم يقدمون أنفسهم, بحسبانهم أفضل رئيس سوف تشهده مصر في تاريخها الحديث والمعاصر؟ أو قل لي مد الله في عمرك ماحكاية هؤلاء الذين طال بهم العمر, حتي ناهزوا الثمانين, أو كادوا, يزاحمون الشباب بالمناكب والأنياب, وكأن هذا البلد أجدب, وخلا إلا منهم وحدهم؟ ألم يسمعوا قول زهير بن أبي سلمي: ومن عاش ثمانين حولا لا أبا لك يسأم؟ أو قل لي رفع الله سقف عطاياك كيف تنظر إلي إعلامي( أو إعلامية) أمضي نصف عمره يحاول التقرب من الرئيس السابق وزوجته ونجليه, والنصف الآخرمن العمر, في التسبيح بحمدهم, والانتفاع ببقايا موائدهم, ثم.. هوب.. أدار الدفة, وهات يا شتيمة ولعنات فيهم جميعا؟ أو قل لي بيض الله وجهك بالصدق يوم اللقاء المشهود ما تقديرك لذلك الذي لم نر له لحية من قبل قط, ثم فجأة, تركها تتمدد وتستطيل بعد الثورة, حتي بلغت صدره, وخرج علي الناس, يقسم بأغلظ الأيمان, أنه سلفي أبا عن جد, وما هو بالسلفي؟ إسمعوا.. إن أحفاد هؤلاء النسوة, الخارجات من باب الحمام( وكل خد عليه خوخة) مازالوا بيننا, يتكاثرون, وينتشرون, ويتوغلون, ويسيطرون, وقريبا قد يحكمون.. فاحذروهم! المزيد من أعمدة سمير الشحات