محو الامية، و ترشيد المياه، و تحديد النسل، وبرامج آداب وسلوكيات الأطفال،وغيرها من قضايا المجتمع التى تهم المرأة –والطفل-، كانت ولاتزال من القضايا التى يطرحها ويتبناها الاعلام، سواء كان ذلك من خلال البرامج أو الدراما وحتى فى الإعلانات التليفزيونية، مما كان له أكبر الأثر على زيادة الوعى بين المواطنين وحل معظم مشكلاتهم، الأمر الذى جعلنا نطرح تساؤلا.. هل عبر الاعلام عن قضايا المرأة –والطفل- بالشكل الذى نتمناه، وماذا تريد الأسر المصرية من الاعلام فى المرحلة المقبلة وتحديدا بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو ؟ د.هويدا مصطفى " أستاذ الاعلام بجامعة القاهرة تؤكد أنه اذا تم عمل تقييم للبرامج التى قدمها الاعلام للنساء والأطفال فى الآونة الأخيرة والتى تم مناقشتها للقضايا التى تخصهم، فانها كثيرة بالفعل ولكن معظمها يكون كرد فعل لحديث مجتمعى ما، وبالنسبه للمرأة -وعلى سبيل المثال- فدائما ما تثار مشكلة ضعف مشاركة المرأة السياسية عندما نكون مقبلين على انتخابات، وعندما تكون هناك قضايا مثل قضية التحرش فان الاعلام يهتم بها وقت حدوث المشكلة مثلما يحدث فى الأعياد ثم سرعان ماتناساها، ولايوجد برامج فى الاعلام تتناول قضايا المرأة وتناقش مشكلاتها وتهدف الى توعيتها بشكل دورى ومستمر، ومن هنا فمن واجبات الاعلام الهادف أن يتبنى تشكيل جبهه لدعم الوعى بمشكلاته وقضاياه، وأن يعمل على دفع الأطراف المعنية أن يكون لها دور وموقف فى دعمها، ذلك أن قضايا المرأة كثيرة وتحتاج لقوانين وتشريعات كثيرة من جانب تنفيذى لإنصافها، ونحتاج الى برامج خاصة بالمرأة تخاطب مختلف فئاتها و تجمعاتها فى الحضر والريف، وإعادة تحديث برامج التوعيه فى قضاياها الملحة مثل تنظيم الاسرة، ومحو الامية، ومحاربة الفقر، ومراجعة كيفيه تحسين وضعها الاقتصادى ولابد من استثمار الوعى الذى ظهر بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو، والذى أدى بدوره الى مشاركة عالية فى الاهتمام بمختلف القضايا المجتمعية للمرأة، وتضيف أنه لو تم عمل مسح للبرامج المقدمة لأطفال خلال عام 2014 سنجدها ضعيفة للغاية وتقدم بشكل تقليدى وتبث جميعها فى عقول أطفال يقضون معظم أوقاتهم أمام التلفاز. «رأفت الهجان وأرابيسك».. أما عن المرأة فى الدراما فتقول الناقدة الفنية خيريه البشلاوى : من الواضح أن الدراما التليفزيونية العام السابق –ومع بداية هذا العام- لم تستوعب دور المرأة فى المجتمع المصرى بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو فى الاعمال التى قدمت وهى كثيرة، بمعنى أن صناع هذه الدراما أرادوا أن يلعبوا فى المضمون وما هو مضمون واستراحوا الى الصورة القديمة، التى اعتادت على تقديم المرأة كموضوع للغواية والرذيلة، ولو نظرنا الى النمازج التى قدمها لوجدنا المرأة تاجرة للمخدرات وبائعه للهوى وعبد للرجل متحملة لجرائمه وتدخل السجن بدلا عنه ، أو هى المرأة الطموحة سياسيا التى تتسلق السلم الاجتماعى بأحط الوسائل لتصل لموقع زوجة رئيس الجمهورية –وهو ما لا يحدث على الاطلاق الا فى خيال صناع الدراما . واسأل صناع الدراما.. أين المرأة التى كانت فى الميادين سواء فى العاصمة او فى المدينة أو القرية؟ أو المرأة التى وقفت تنتظر دورها بالساعات لتدلى بصوتها فى الاستفتاء على الدستور او الانتخابات الرئاسية ؟ وأين التى كافحت ووصلت الى أعلى الدرجات العلمية؟.. وأين هؤلاء الأمهات المثاليات؟، ومنهن المهندسة، والمعلمة، والطبيبة، والأم التى عانت كى تربى أبناءها الصالحين وهم عشرات الآلاف اللاتى وقفن فى الميادن واسقطن أنظمة، واللاتى قاموا بتربية أجيال وقادة وعلماء ولايزلن؟ واللاتى دفعن مايستطيعن فى صندوق تحيا مصروشهادات قناة السويس، وأوضحت خيرية البشلاوى أن أصحاب الأموال الذين أنفقوا ما يقرب من المليار جنيه الى الاعمال الدرامية التى تشوه صورة المرأة المصرية هم من يريدون الا تخرج المرأة عن هذا الدور الذى تم حصارها فيه فهى مؤامرة على العمود الفقرى للمجتمع ألا وهى المرأة المصرية القوية راعية الأسرة والحضن الكبير لها ، اتمنى أن ينتبه أصحاب رءوس الاموال أننا نكشف نواياهم ، بل ونشك فى مصادر أموالهم، وإن كان العكس صحيح أتمنى فى الاعمال القادمة أن يبثوا رسائل أكثر إيجابية. ففى هذا العام لم نجد فى المجلس القومى للمرأة، امراة يمكن منحهها جائزه المجلس غير نيلى كريم باعتبارها نموذجا سلبيا لشخصيه غالية، التى أرادت أن يكشف من خلالها ان الظلم المجتمعى يمكن ان يدفع النساء الى "سجن النساء". أما بالنسبه للأعمال الدرامية التى قدمت للطفل، فان يمكن القول أن العمل الوحيد و الايجابى كان للطفل أحمد داش فى فيلم "لامؤخذة" للمخرج عمرو سلامة، ولكن للأسف تم استغلال طفل صغير فى عمل سلبى كما حدث فى فيلم «حلاوة روح » الذى كان صدمة للجمهور.. بشكل عام نتمنى فى االعام الجديد2015 أن تلعب الدراما التلفزيونية والمسرح والسينما ما يضاهى ويساند مايتم انجازه فى مصر الجديدة، وعودة التليفزيون المصرى إلى مجده أيام قدم أرابيسك، ورأفت الهجان، وبوابة الحلوانى، وليالى الحلمية، وزيزنيا وكانت الدراما وقتها مرأة عاكسة للمجتمع المصرى بآماله وطموحاته ومواقفه الوطنية.