شهدت برامج التوك شو خلال الأسبوع الماضي أسوأ حالاتها، فوقع الجمهور فريسة لأحمد عز بإستفزازاته وسما المصري ببجاحتها وليليان داوود بتطاولها، وتسابق المصريون علي مواقع التواصل الإجتماعي بتعليقاتهم التي عبرت عن الإستياء الشديد مما يفعله الإعلام المصري ببرامجه التي تناست ما تعيشه مصر من حرب ضارية ضد الإرهاب بكل معانيه داخليا وخارجيا. فلم أصدق نفسي وأنا أشاهد حلقة برنامج «العاشرة مساء» الذي أحرص علي متابعته يوميا لأراه يساند البسطاء والمهمشين ويسعي لتوصيل أصواتهم للمسئولين لحل مشاكلهم أو يلقي الضوء علي إيجابيات لتصبح نموذجا وقدوة أو يكشف خطأ مسئول ليتجنب غيره الأخطاء.. كل هذه الأهداف تذكرتها وأنا مصابة بحالة من الذهول بسبب إفراد تلك المساحة لسما المصري ورجب هلال حميدة، وكان يمكن إستعراض القضية من خلال تقرير سريع أو تليفونيا ويعلق الإعلامي وائل الإبراشي عليه، بدلا من أن نتابع شجارات وألفاظ من عينة «إنت قليلة الأدب» و«لا يشرفني أن يقرن إسمي بجانب اسمك» وغير ذلك من الكلمات التي لم يكن لها مجالا في مناقشة الانتخابات البرلمانية ومن يخوضونها. وأعود لإستفزاز مشاعر المصريين علي مدي ساعتين علي قناة «النهار» بحوار مع أحمد عز والذي يعد بثه تحد سافر «للجميع» ويحيطه الغموض بينما فسره البعض بالسعي وراء المال فقط.، وأتساءل كيف توقف قناة «القاهرة والناس» عرض حوار عز منذ أيام بعد التنويه بإذاعته ثم تفاجأنا قناة أخري ببثه علي الهواء وما جدوي إجراء حوار مع أحمد عز لدي المشاهد إلا تلميعه فهو المستفيد الوحيد من هذا الحوار وهو ما يشير إلي أن القنوات الخاصة تعمل وفق أهوائها الخاصة ومصالحها ولابد من وقفة لصالح هذا الوطن. ومن وقائع الأسبوع الماضي في الإعلام أيضا ردود الأفعال الغاضبة علي ليليان داوود التي ردت علي حملة الهجوم عليها، والمطالبة بترحيلها عبر هاشتاج «اطردوا ليليان داود» بردود مستفزة كأدائها في برنامجها من بينها «من إمتي الذي يتحدث عن قضايا مصر، يجب أن يحمل جنسيتها». وهنا أقول لها ولمن يدافعوا عنها إنه من الآن لابد لمن يتحدث عن قضايا مصر أن يعي الأخطار التي تلاحقها داخليا وخارجيا وألا يحرض علي الفتنة والفرقة والإنقسام بين أبنائها. أثناء متابعتي لخطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي علي شاشة التليفزيون تبادر لذهني نقل قطاع الأخبار لوقائع أداء اليمين الدستورية للرئيس ومراسم التنصيب في كل من قصر الاتحادية وقصر القبة، والذي أشاد به الجميع وحقق نجاحا بالصورة المبهرة التي تابعها العالم كله، وكنت أتمني أن يكون للتليفزيون المصري بكفاءاته وخبراته في الإخراج والمونتاج وكل النواحي الفنية دور في نقل خطاب الرئيس خلال الأسبوع الماضي والذي كان له دور مهم في رفع الروح المعنوية للشعب المصري بمضمونه، بينما الصورة التليفزيونية وقعت في أخطاء الإضاءة والتصوير والمونتاج وحركات الكاميرا وزواياها وأعتقد أنه اختيار فريق عمل من ماسبيرو سيجعل الصورة التليفزيونية أفضل ما تكون. [email protected] لمزيد من مقالات فاطمة شعراوى