أحمد رجل بسيط، نشأ فى قرية بالصعيد، وتزوج احدى فتياتها، وكان يعمل «شيالا» باليومية فى سوق الخضار ببلدته، وأنجب تسعة أبناء أكبرهم عمره الآن خمسة عشر عاما، وأصغرهم عام واحد، وبمرور الأيام شعر بتعب شديد، فأخذ مسكنات عديدة، ثم تبين بالفحص الطبى أنه يعانى الفشل الكلوى، ومع صعوبة حالته، وتنقلاته للعلاج فى القاهرة، جاء إليها واستقر بها فى شقة بسيطة جدا وبإيجار ثلاثمائة جنيه فى الشهر، وخرجت زوجته للعمل فى خدمة البيوت باليومية، وعاشوا فى حدود ما هو متاح لهم، وساءت حالة أحمد كثيرا، ثم رحل عن الحياة، فاحتارت زوجته ماذا تفعل لتربى الأولاد التسعة ومن أين يأكلون، ومن يراعيهم عندما تخرج سعيا وراء لقمة العيش ولا تدرى كيف توفر لهم متطلبات المعيشة والدراسة، وهى بلا مورد رزق. ولم تعد قادرة على الخروج إلى العمل وترك أطفالها الصغار دون أن يكون معهم أحد يرعاهم.