يكرر الأهل المطالبة بتغيير سلوك المراهق بشكل دائم لكن نادراً ما يفكرون في عكس القاعدة.. فلماذا لا نغيّر نحن من تصرفاتنا مع أبنائنا لنحصل على نتيجة جديدة أو مختلفة؟ تعتبر مرحلة المراهقة البداية لمرحلة النضج والنهاية الاجتماعية النفسية لمرحلة الطفولة ، لذلك فإنّ كل ما يقوم به المراهق من سلوكيات وتغييرات هي للتاكيد على أنّه لم يعد طفلاً وأصبح كياناً مستقلاً مما يؤدى أحيانا الى التصادم.يفسر لنا الدكتور سليمان عبد الواحد أستاذ علم النفس التربوي وصعوبات التعلم بكلية التربية - جامعة قناة السويس وعضو رابطة التربويين العرب ان سبب رفض المراهق أى طلب يُطلَب منه من قبل والديه والاستجابة لأي طرف خارجي خاصة اصدقائه ترجع الى الأساليب التي يتعامل بها الأهل مع المراهق وهي التي قد تحدّد طبيعة هذه العلاقة وأزماتها وهنا تبدأ المشكلة حيث يرفض الأهل استقلالية المراهق و القبول بالمرحلة الجديدة لإبنهم وبذلك يحدث تصادم ومواجهة أكبر لرغباته ومحاولته لتأكيد ذاته في مرحلة المراهقة، ينتج عن ذلك الصدام تحويل المراهقة إلى أزمة حقيقية قد تترك آثارها على كل مراحل الحياة المستقبلية له .تحسين العلاقة هناك عدة قواعد يوضحها دكتور عبد الواحد تساعد الأهل على تحسين تواصلهم مع المراهق وهى: - الصداقة و الأذن المصغية في تلك السن هي الحل والخروج من زي النصح والتوجيه بالأمر، إلى زي الصداقة و نقل الخبرات بلغة الصديق والأخ لا بلغة ولي الأمر.
- أشعرة دوما بالمسئولية واعطية الحرية مع وجود سقف للحرية ليتعلمّ تحمّل المسئولية من خلال علاقاته باصدقائه.
- غرس المعايير الأخلاقية الجيدة لمساعدته فى اختيار إصدقائه لانة لا يمتلك معايير واضحة في اختيار أصدقائه وهو ما قد يشكل خطرا عليه فهو يحاول إثباث قوته بخياراته حتى ولو كانت خاطئة .
- إيجاد قدوة، وتفادي فرض أسماء معينة للأصدقاء، في حالة ملاحظة وجود صداقات سيئة تقود إلى انحراف الابن يتم التدخل بطريق غير مباشر، بعرض مواقف معينة أمامه والحديث عنها بشكل مفصل مع ترك مساحة لأفكار المراهق للتأمل .
الأسباب الحقيقية وعلاجها
عصبية المراهق واندفاعه، وحدة طباعه، وعناده، ورغبته في تحقيق مطالبه بالقوة والعنف الزائد،ترجع الى الحديث معه بعصبية وعدوانية، والتصرف بعنف، فيؤدي به إلى أن يتصرف بالطريقة نفسها، لانة يتعلمها من الوالدين أو المحيطين به ، كما أن تشدد الأهل معه بشكل مفرط، ومطالبته بما يفوق طاقاته وقدراته من التصرفات والسلوكيات قد تدفعة الى ذلك .
أما علاج عصبية المراهق فيكون من خلال الأمان، الحب، العدل، الاستقلالية، والحزم، ، فكلما زاد الحب للأبناء زادت فرصة التفاهم معهم، فيجب ألا نركز في حديثنا معهم على التهديد والعقاب، والعدل في التعامل مع الأبناء ضروري ، فالعصبية ردة فعل لأمر آخر وليست المشكلة نفسها.
الاستقلالية مهمة أيضا ، فلا بد من تخفيف السلطة الأبوية عن الأبناء وإعطائهم الثقة بأنفسهم بدرجة أكبر مع المراقبة والمتابعة عن بعد، فالاستقلالية شعور محبب لدى الأبناء خصوصاً في هذه السن، مع وجود حزم بحيث لا يترك لفعل ما يريد بالطريقة والوقت الذي يريده ومع من يريد، وإنما يجب أن يعي أن مثل ما له من حقوق، فإن عليه واجبات ، وأن مثل ما له من حرية فللآخرين حريات يجب أن يحترمها.
كن قدوة و مثالا جيدا. لا تقل للمراهق لا تدخن بينما أنت تحمل علبة سجائر, تجنب التهديدات والإنذارات.
اخيرا ينصح دكتور عبد الواحد قائلا : لابد من السعى وراء الصداقة مع الابن واغفال فارق السن فالمراهق يشكو من أن والديه لا يفهمانه كذلك التدليل الزائد والقسوة الزائدة يؤديان إلى شعور المراهق بالاعتماد على الآخرين في حل مشكلاته، بينما طبيعة المرحلة تتطلب منه أن يستقل عن الأسرة ويعتمد على نفسه.