«نوعية حياة أفضل للبشر من خلال التركيز على العلاقة بين نشاط السكان والبيئة، والتعامل مع النظم الطبيعية بشكل عقلانى، وتعزيز وعى السكان بالمشكلات البيئية القائمة، وتنمية إحساسهم بالمسئولية تجاههم، وحثهم على المشاركة الفعالة فى إيجاد الحلول المناسبة لهم، من خلال مشاركتهم فى إعداد وتنفيذ ومتابعة وتقديم برامج ومشاريع التنمية المستدامة.. هذه أهداف تجسد أهم ما سعى، ويسعى إلى تحقيقه دوما، صندوق الأوبك للتنمية الدولية (أوفيد)، وهو ما أبرزه الاحتفال بمرور 39 عاماً على تأسيس الصندوق، وخلالها حافظ على تكثيف مساعداته، والتكيف مع أولويات التنمية المستدامة، فى البلدان الشريكة.فقد دشن المدير العام للصندوق، سليمان الحربش، بمرافقة جيتاتشو إنجيدا، نائب مديرعام منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، معرضا مشتركا تحت عنوان «الاحتفال بشراكة طويلة الأمد من أجل التعليم والتنمية». واستهل الحربش كلمته الافتتاحية للمعرض بإعلانه أن هذا الحدث تم تخصيصه لذكرى خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذى كان سنداً وداعماً قوياً للتنمية المستدامة بجميع أبعادها، ليس فى بلده وحسب، بل فى جميع أنحاء العالم، مؤكدا أهمية التعليم، ودوره المحوري، فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصة فى البلدان الفقيرة.وقال الحربش إن «التعليم يؤدى دوراً رئيساً فى أنشطة «أوفيد»، لذا نوجه ما يزيد على عُشر تمويلات المنح إلى هذا القطاع، «لأنه من المهم بمكان أن يحتفظ التعليم بمكانته البارزة على جدول أعمال التنمية الدولية كهدف رابع، خاصة بعد كل الإنجازات التى تحققت من خلال الأهداف الإنمائية للألفية فى موعدها المستهدف بنهاية هذا العام». وأوضح الحربش أن المعرض يستخدم وسيلة التصوير الفوتوغرافى والفيديو لتسليط الضوء على مجموعة مختارة من المشروعات المشتركة بين «أوفيد» ويونسكو»، وتم تنفيذها فى البلدان النامية لتعزيز قطاع التعليم للنهوض بالبيئة، وتحقيق تنمية مستدامة. وتبرز هذه المشروعات أهمية التعليم فى دعم مسار التنمية المستدامة بأبعادها الثلاثة: البيئية والاجتماعية والاقتصادية، لا سيما فى المجتمعات المحرومة. وفى كلمته بالنيابة عن مدير عام اليونسكو، إيرينا بوكوفا، عبر جيتاتشو إنجيدا عن امتنانه لاستضافة «أوفيد» هذا المعرض، الذى يسلط الضوء على مشروعاتهما المشتركة، مؤكداً التزام اليونسكو بتعزيز المزيد من التعاون مع «أوفيد»، للمضى قدما فى دفع مسار التنمية العادلة، وتحقيق السلام العالمي، ودعم مشروعات توليد الطاقة الكهربائية بالطاقة الشمسية لخدمة مدارس المناطق الريفية بالبلدان النامية. من جانبها، منحت ولاية «فيينا» عاصمة النمسا سليمان الحربش، وسام الشرف الذهبي، الذى يُعد من أرفع الأوسمة الوطنية فى النمسا، تقديراً لدعمه العمل الإنسانى فى الدول النامية، وتنويهاً بجهوده الساعية إلى إرساء أسس التعاون الوثيق مع الولاية، ليس فقط على الصعيد الإنمائي، بل أيضاً على صعيد الحوار الحضاري، والثقافي. وتُوج حفل الافتتاح بتوقيع كل من الحربش وإنجيدا ثلاث اتفاقيات منح جديدة تبلغ قيمتها الإجمالية 2.3 مليون دولار للمشاركة فى تمويل عدد من البرامج والمشروعات المهمة فى مجال التعليم فى إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. وتهدف هذه الاتفاقيات إلى دعم برامج التعليم التقنى والتدريب المهنى فى إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، فضلاً عن توصيل خدمات الكهرباء بالطاقة الشمسية إلى 60 مدرسة فى المناطق الريفية فى إفريقيا، وجنوب شرق آسيا، علاوة على تمويل برنامج خاص بتأهيل المعلمين لتحسين مستويات التعليم بمختلف البلدان الإفريقية.