كل اللى يعجبك والبس اللى يعجب الناس .. مثل شعبى قديم شائع على الألسنة عندما تردده للوهلة الأولى تجده متصادما مع أبسط مبادئ حقوق الإنسان، إذ كيف للناس أن يقيدوا حقك فى إرتداء مايحلو لك، بأن تختار ما يعجبهم هم أويرضى مزاجهم !!! كنت دائما أشعر بالسخرية من أى شخص يردد هذا المثل، وأصححه وفقا لقناعاتى ليصبح: (كل اللى يعجبك والبس برضه اللى يعجبك) ولكن أخيرا اكتشفت حكمة دفينة الأغلب أن أجدادنا تعمدوا أن يعبروا عنها وهم يضعون كلمات هذا المثل،وكأنهم كانوا يستشعرون عصرا تصطدم فيه أعيننا ليل نهار بمناظر لا تسر عدو ولا حبيب، فهذه أجساد محشورة بأعجوبة داخل بنطلونات، وهذه أذرع يتكدس اللحم فيها بالكيلوات، وتلك أفخاد تتهدل رغم تقييدها بالاستريتشات، بخلاف الألوان الفاقعة التى تطلى بها الوجوه، أو تظهر فى الطرح والإيشاربات فوق رءوس المحجبات، هذا بالنسبة لعالم النساء، أما عالم الرجال فقد تعرض هو أيضا لغزو الذوق المخزى المؤذى للأنظار، فهذا شاب يرتدى تى شيرت يحاكى لبس البنات، وهذا رجل يتجول بالشورت فى الأسواق والمحلات، وهذا صبى يظهر بهالة ضخمة من الشعرالمنفوش، وآخر يصنعه ضفائر كأن رأسه تسكنه الحيات، وثالث يرتدى ملابس فاقعة تجعله يبدو كالبهلونات. من أجل كل هؤلاء طلب الأجداد أن يراعى لباسنا الذوق العام، لاأن نرتدى حقيقة مايعجب الناس وإنما مايليق بالمناسبة وبالسن وطبيعة الجسد ونوع الحدث والمكان والزمان، وفوق ذلك القواعد العامة للأديان، فلا ملابس ضيقة للمرأة ولا تشبه للفتيان، نستطيع أن نظهر ذوقنا للعوام وأن نضع بصمتنا على مانرتديه بحسن الهندام، وعدم صدم أعين الناس بتفاصيل الجسد التى مجالها فقط وراء أربعة جدران، لن يخسر أحد شيئا إذا راعى فى ملبسه وألوانه وهيئته الإحتشام ، بل سيكسب حتما مزيد من الهيبة والإحترام. لمزيد من مقالات علا مصطفى عامر