وسط تهليل وتكبير وهتافات للرئيس عبدالفتاح السيسي، وصلت فجر أمس أولى رحلات إجلاء المصريين الموجودين بليبيا عن طريق مطار «جربا» على الحدود التونسية الليبية. وعاد 199 مصريا، بينهم 7 أطفال منهم ثلاثة رضع و12 سيدة، وذلك على متن الطائرة من طراز «إيرباص 330». وخصصت شرطة ميناء القاهرة الجوى صالة 2 مطار القاهرة الدولى المبنى القديم 1 لاستقبال العائدين، الذين كانت بحوزتهم 72 حقيبة فقط. كان فى مقدمة المستقبلين الطيار سامح الحفنى رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران واللواء مجدى السمان مدير جوازات المطار ورفيق الشامى مساعد رئيس المطار وعدد من مسئولى العلاقات العامة بمصر للطيران والأجهزة الأمنية بالمطار. وفور وصول الطائرة إلى مهبط مطار القاهرة، ودخول ركابها الى الصالة، قام رجال شركة الميناء بتوزيع أطعمة ومشروبات بناء على تعليمات وزير الطيران حسام كمال. فور نزولهم أرض المطار، كبر العائدون وسجدوا بأرض مهبط الطائرات حمدا لله على نجاتهم، وعودتهم سالمين لأرض الوطن، خاصة بعد المعاناة الشديدة التى وجدوها فى الأيام السابقة، ونجاتهم من المذابح التى تجرى هناك. وأشادوا بالضربة الجوية التى أعادت لهم الكرامة، بعد المذبحة الإجرامية لداعش بقتل إخوانهم المصريين ، كما ناشدوا الرئيس عبد الفتاح السيسى التنسيق مع القوات الليبية لإنقاذ الشعب الليبى الشقيق الذى يرفض تلك التصرفات الهمجية التى لا تمت للإسلام بصلة. وأكد عدد من المصريين العائدين على متن الرحلة أنهم كانوا يقطنون بعيدا عن مناطق الاضطراب وعادوا تلبية لنداء الرئيس السيسى وخوفا على أرواحهم. وقال سعيد محمد عامل بناء من بنى سويف، 28 عاما، إنه سافر منذ 40 يوما فقط من مطار برج العرب إلى طبرق لم يشاهد أى شيء ولكنه علم أن هناك فرصة محددة من الوقت لإجلاء المصريين من ليبيا حتى لا يحدث لهم مكروه ففضل العودة. وأكد أحمد سعد شحاته، عامل خرسانة بطرابلس، أن هناك أعدادا كبير ة من المصريين يتجاوز عددهم 3 آلاف فرد ولكنهم عالقون ولن يستطيعوا الانتقال للحدود التونسية. أما محمد السعد، 24عاما، فقال إنها أول رحلة له ويعمل بالبناء ولم يمر على وجوده إلا شهور قليلة كان يبحث فيها عن رزق له ولأسرته بعدما ضاقت به الحال فى بلدته ولكن سمع من زملائه أنه لابد من العودة لمصر خوفا عليهم من التعرض لمشكلات. ومن جهته، أوضح محمد عبد العظيم أنه مر بمأساة كبيرة فى رحلة عودته من ليبيا إلى تونس ومنها إلى القاهرة، وأنه منذ 4 أشهر جمع 8 آلاف جنيه من أقاربه وتمكن من السفر إلى ليبيا للعمل مبيض محارة وفى أثناء عمله ذات يوم فى مدينة «طرهونة» الليبية فوجئ بجماعة أنصار الشريعة تستوقفه مع 27 مصريا آخرين ونقلوه إلى منطقة «وادى الربيعة» تحت تهديد السلاح وطالبوهم بالعمل دون الحصول على أجر. بينما أكد احمد أنة يعمل فى مدينة مصراته الليبية، وفى أثناء عودته من العمل فى احد الأيام قامت مجموعة تابعة لأحد الأشخاص يدعى مبارك بخطفه هو و6 من العاملين معه وطلبوا ألف دينار من كل فرد منهم مقابل إخلاء سبيلهم، وقال اتصلنا بالأقارب والمعارف بالمدينة لتوفير المبالغ المراد تسديدها للإفراج عنا . بينما أشار عاطف أحمد من محافظة الفيوم إلى انه تعرض للتعذيب من قبل أحد البلطجية فى ليبيا واستولى على أمواله التى عمل شهورا لجمعها، وتسبب ذلك فى إصابته بعدة جروح وكدمات فى ظهره وجذع فى إحدى قدميه بعدها تمكن عن طريق المعارف فى ليبيا من التوجه إلى معبر رأس جدير ومنها إلى جربا والعودة للقاهرة. وطالب عاطف المسئولين فى الحكومة بإعادة أمواله . بينما أكد عبد الرحمن متولى أنه عانى المعاملة السيئة من بعض الليبيين هناك إلا أن الضربة الجوية الناجحة التى نفذتها القوات الجوية المصرية كانت سببا فى تغيير المعاملة هناك وعرف الليبيون أن هناك قوات مسلحة ترد بقوة على كل من تسول له نفسه أنه يمكنه قتل المصريين . يشار إلى أن 7 صيادين من بين العائدين كانوا قد دخلوا المياه الإقليمية بليبيا، وتم احتجازهم منذ ما يقرب من 4أشهر، وجميعهم من كفر الشيخ، وتم احتجازهم فى السجون الليبية. وفى غضون ذلك، أكد الطيار سامح الحفنى رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، بأن مصر للطيران جاهزة لإعادة المصريين بالتنسيق مع وزارة الخارجية عند تجمع أى أعداد على الحدود التونسية. من جهة أخري، صرح السفير عمرو معوض مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين بالخارج بأنه فى إطار الجهود المبذولة لتسهيل عمليات سفر المواطنين المصريين المقيمين فى ليبيا والراغبين فى العودة إلى أرض الوطن تم بالتنسيق بين وزارة الخارجية وشركة مصر للطيران لسفر مجموعة من المصريين جوا من مطار جربا بتونس. وأكد معوض التنسيق فيما بين البعثة المصرية الموجودة عند منفذ رأس جدير والسلطات المعنية سواء فى الجانب الليبى أو التونسي. وشدد على ضرورة التزام المصريين المقيمين فى ليبيا بعدم التحرك إلا للضرورة القصوى وبشكل فردى وأهاب بهم توخى أقصى درجات الحيطة والحذر، مؤكدا أن غرفة العمليات بالقطاع القنصلى مستمرة فى تلقى أى استفسارات على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع. ومنفذ السلوم يستقبل 8975 مطروح عاطف المجعاوى: وصلت إلى منفذ السلوم البرى أمس جثامين 6 مصريين قتلوا فى الهجمات التى شنها تنظيم داعش الإرهابى على مدينة القبة شرق ليبيا، والتى راح ضحيتها 40 شخصا و41 جريحا. ونقلت سيارات الإسعاف الليبية الجثامين حتى المنفذ حيث تم نقلهم بسيارات الإسعاف المصرية إلى محافظاتهم، وهم أيمن كامل عبد الرازق (18 عاما) من البحيرة وعبد الرازق جودة عبد الرازق( 24 عاما) من البحيرة وسامى عبدالمقصود بكر (35 عاما) من البحيرة وفتحى عاطف أحمد اسماعيل (37 عاما) من الغربية وعادل فرج عبد العظيم (20 عاما) من أسيوط ومحمد عبد النبى عبد الحميد من أسيوط( 20 عاما). ومن ناحية أخرى، أكد اللواء محمد متولى مدير منفذ السلوم البرى في تصريحات ل "الأهرام" بأن عدد المصريين العائدين من ليبيا بلغ 2435 مصريا ليرتفع العدد من يوم الاثنين الماضى وحتى أمس الى 8975 مصريا، ومعظمهم من المناطق التى يوجد بها التوتر مثل درنة حيث ينخفض غالبا عدد المصريين القادمين من المناطق الشرقية البعيدة عن نفوذ تنظيم داعش مثل طبرق. وأشار إلى أن جميع التيسيرات تقدمها إدارات المنفذ المختلفة للعائدين من ليبيا، وأن بطء إنهاءالاجراءات لبعض العائدين تعود إلى دخولهم المنفذ بدون جوازات سفر وببطاقة الرقم القومى فقط حيث أن معظمهم دخل إلى ليبيا بطريقة غير شرعية مما يستدعى التأكد من بياناتهم ومن عدم وجود أحكام صادرة ضدهم. ومن جانبه، أكد اللواء علاء أبو زيد محافظ مطروح أن مستشفى السلوم المركزى ومستشفى السلوم العسكرى على استعداد لاستقبال أى حالة من المصريين العائدين من ليبيا. ووصلت قافلة طبية مزودة بجميع التخصصات الطبية والاجهزة الحديثة لاستقبال المرضى والمصابين المصريين العائدين من ليبيا. وأضاف أنه تمت إقامة معسكر إيواء بجوار منفذ السلوم لاستقبال العائدين من ليبيا لحين عودتهم إلى محافظاتهم.