لا الوهم يصبح حقيقة، ولا الحقيقة تصبح وهما، أحيانا ترتبك المشاعر، وهذا لا يدوم طويلا، فالزمن يكشف كل شيء. لا يكفى أن نعرف، بل أن نفهم، وما لا نفهمه اليوم ندركه غدا، وتبقى أشياء محل جدل، وأيضا مثار نزاع. الحقيقة شيء، والعاطفة شيء آخر، الوقائع غير التأويلات، والمشكلة ليست فى عدم الرؤية، وإنما فى عدم الفهم. لا أحد يخدعك، لكنك تخدع نفسك، بالقلب تحب، وبالعقل تفهم، وبالغريزة تعيش، وحين لا تعرف ما تريد، تصل إلى ما لا تريد. نصمم حياتنا وفقا لرغباتنا، وحسب ما نظنه الصواب، والسؤال أين الصواب، لا أحد يملك الإجابة، فكل شيء نسبي. لكل قصة ثلاثة جوانب: جانبى وجانبك والحقيقة، وحين نستوعب «لماذا» نفهم «كيف»، فلنمزج الذكاء ببعض الحب، ونخلط الحب ببعض الذكاء. لا تفسد حياتك بالقلق، ولا عقلك بالتشاؤم، ولا مشاعرك بالخداع، ولا تفاؤلك بالإحباط، ولا ترفض الحقيقة من أجل الأوهام. سعادتك فى أن تفهم، وتعاستك أيضا، لكننا لا نبحث عن الفهم بل المادة، نرى الصورة ونغفل عن المعنى، وتستغرقنا الحياة. الاختيارات تتغير، والمشاعر أيضا، وفى مرحلة ما ، تبدو أهم قرارات الحياة، ليس ما فعلناه، وإنما ما قررنا ألا نفعله. عموما كل شيء عابر، كل شيء سيمضي، حتى ما تظنه حقيقة، سوف تدرك يوما أنه خيال، الخطأ وارد، المهم أن نستوعب الدرس. الاختيار صعب، وحسن الاختيار أصعب، لكن لا أحد يتوقف ليتأمل، فالقلب يهزم العقل، والعاطفة تحكم وتتحكم، وكل شيء مكتوب. لا تصدر أحكاما أبدا ..بناء على مشاعر مؤقتة! لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود