نشرت دورية كولومبيا للصحافة تقريرا مطولا حول المشكلات التى تواجه شبكة قنوات الجزيرة فى تحقيق نسبة مشاهدة عالية لدى الجمهور فى أمريكا الشمالية، وفى مقال للكاتب ديل باس بمجلة فوربس الأمريكية تناول التحليل الذى قدمته دورية كولومبيا، أشار الكاتب إلى أن معظم الأمريكيين لا يفضلون الحصول على الأخبار من شبكة تملكها حكومة إحدى دول الشرق الأوسط المعروفة بدعمها للإرهابيين فى ظل تهديد هؤلاء للولايات المتحدة أكثر من أى وقت مضى منذ أحداث 11 سبتمبر.وأشار المقال أيضا إلى ما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال على لسان الجنرال الأمريكى المتقاعد جاك كين، ودانييل بلتيكا الباحث بمؤسسة أمريكان انتربرايز حول قيام قطر بتمويل وتسليح جماعات إرهابية مثل داعش وحماس. كانت الجزيرة قد حصلت على شبكتها فى أمريكا الشمالية عن طريق شراء حصة السياسى الأمريكى المعروف آل جور، والذى يقوم بمقاضاة الجزيرة الآن لعدم سدادها كافة الأموال المستحقة فى عملية البيع. وتعانى الجزيرة أمريكا من نسبة مشاهدة منخفضة جدا تصل إلى 17 ألف متفرج فقط فى وقت الذروة مقارنة ب 453 ألفا لشبكة سى ان ان ومليون متفرج لشبكة فوكس الإخبارية، ويرجع ذلك إلى اعتماد الجزيرة على أسلوب الصحافة القديم الذى لا يروق لأغلب الأمريكيين، بالإضافة إلى أسباب أخرى ترجع إلى ضعف موارد الجزيرة أمريكا ومحدودية انتشارها وعدم توفر إرسالها بجودة عالية حتى الآن. ويضيف كاتب المقال أسبابا أخرى لإحجام المشاهد الأمريكى عن متابعة الجزيرة، منها أن عددا كبيرا من الأمريكيين يحصلون بالفعل على المعلومات من مصادر أخرى وبالتالى لا يحتاجون لمتابعة الجزيرة، كما أن أسامة بن لادن طالما استخدم الجزيرة كمنبر لنشر فيديوهات تهدّد الولاياتالمتحدة وتخوف الأمريكيين، كما طالب معلقى الجزيرة اليهود بعدم الذهاب لأشغالهم بمركز التجارة العالمى يوم 11 سبتمبر 2011، هذا وتعرض القناة برنامجا شهيرا فى الشرق الأوسط يقدمه رجل دين بارز ومؤيد لجماعة الإخوان المسلمين أصدر عدة فتاوى تبيح قتل الأمريكيين واليهود فى العراق. وبالرغم من أن الجزيرة أمريكا قامت بتعيين كوادر على درجة عالية من الكفاءة فى إنتاج وتقديم برامجها وتقاريرها الإخبارية، إلا أنها فشلت فى تكوين قاعدة مشاهدة كبيرة لها فى أمريكا الشمالية. من جانب آخر يؤكد المحللون السياسيون أن قناة الجزيرة القطرية تخطت الحدود فى افتقادها المصداقية والمهنية، ووصلت إلى الدرك الأسفل فى إطار الترويج لسلسلة من الإدعاءات والأكاذيب التي تروجها عن مصر والحكومة المصرية، حيث قامت القناة مؤخراً بعرض ونشر صورة لعدد من الأطفال، حيث أدعت أنهم لقوا حتفهم جراء الضربات الجوية التي شنها الجيش المصري على معاقل تنظيم داعش الإرهابى فى ليبيا، في حين أكد قائد القوات الجوية الليبية أن القوات المسلحة المصرية لم تستهدف المدنيين على الإطلاق. وقد تبين بالبحث على المحرك جووجل وثبت بالدليل القاطع على أن الصورة المنشورة تعود لثلاثة أطفال لقوا مصرعهم نتيجة الاختناقبالغاز منذ عدة أشهر في مدينة بنغازي، وهو ما يؤكد مجدداً علىأن تلك القناة لا تفتقد فقط للمصداقية والمهنية وإنما تعد ذراعاإعلاميا لهذه التنظيمات الإرهابية لتحقيق أهدافها المشبوهة وأعمالهاالإجرامية.