هناك فى اقصى الجنوب.. حيث نسافر عبر الزمن، .. لنرى الشمس تغزل خيوطها الذهبية عبر آلاف السنين فتبدع لوحة ربانية، يتعانق فيها عظمة التاريخ مع الطبيعة الساحرة، إنها ارض الذهب..النوبة، حيث الوجوه السمراء والقلوب البيضاء، ومن هناك كانت بداية الفنانة زينب محمود والتى يقام احدث معارضها حاليا بمركز كرمة بن هانئ الثقافى بمتحف احمد شوقى بالجيزة بعنوان «النوبة حضارتى»، والذى افتتحه الدكتور احمد عبد الغنى رئيس قطاع الفنون التشكيلية ويستمر حتى الأربعاء المقبل. يضم المعرض مجموعة من اللوحات تمثل جميعها، الموروثات والعادات والتقاليد والملامح المميزة لبلاد النوبة، فسجلت الفنانة فى أعمالها المظاهر المختلفة فى الأفراح النوبية من الدق على الدفوف والطبول والرقص النوبي، تميزت الأعمال بقوة التعبير رغم بساطة الخطوط وجاءت الألوان مشرقة زاهية معبرة عن الموروث الشعبى هناك. تقول الفنانة زينب محمود: نظرا لنشأتى فى الجنوب وسط شريط اخضر فى الحقول والمنازل والزخارف النوبية المرسومة بتلقائية فى تداخل وصفاء مما انعكس على لوحاتى الفنية فجاءت الألوان مبهجة وساخنة مستمدة من ضوء الشمس منبع الحياة والدفء فى الجنوب, وقد حاولت التعبير عن الشخصية النوبية بزيها المميز فالنوبيون يعشقون الزى الأبيض شديد النظافة والبهاء ويعلوها عمامتهم البيضاء وهى التاج على رأس الإنسان النوبى، إما المرأة النوبية فزيها يسمى الجرار، ترتدى أسفلة أجمل وأغلى الفساتين ذات الألوان الزاهية، كما جاءت الزخارف فى اعمالى لترمز إلى القيم الجمالية المختلفة هناك. فالتراث النوبى يمثل جزء من الحضارات المصرية العريقة ومن الضرورى الحفاظ على الكيان الثقافى له فى ظل انفتاح العالم على بعضة واختلاطه, فيجب التمسك بتراثنا والحفاظ على هويتنا وسماتنا وتوصيل التراث الى الاجيال الجديدة وتداوله بين أفراد المجتمع.