مابين مقتل ثلاثة مسلمين رميا بالرصاص فى منطقة «تشابل هيل» فى أمريكا، ومقتل 21 مصرياَ مسيحيا فى ليبيا على أيدى داعش خيط رفيع، وصلة وثيقة بين الحادثين، وأوجه تشابه كثيرة، ومؤامرة تقودها جهات عالمية لضرب الاسلام، والمسلمين فى مقتل بهدف تغذية الصراع فى الشرق الأوسط، وتفتيت الدول العربية فى إطار المخطط الذى بدأ منذ سنوات طويلة بإشعال الحرب الإيرانية العراقية التى امتدت لسنوات طويلة ثم جاءت الحرب العراقية الكويتية، وغزو صدام حسين لدولة الكويت لتدخل المنطقة كلها فى دوامة من الصراعات، والتوترات والانقسامات، وما إن هدأت المنطقة قليلاً حتى جاء التخطيط للفوضى الخلاقة فى المنطقة تمهيدا لهدها و«فكها» وتركيبها من جديد على هوى الغرب والمخطط الصهيونى لخدمة المصالح الإسرائيلية. لا يحتاج الغرب وإسرائيل أكثر من وجود تنظيم دموى على الأرض يسمى «داعش» ويطلق على نفسه تنظيم الدولة الإسلامية لكى يلصق بالإسلام والمسلمين كل «الموبقات» وكل الأفعال السيئة من أجل ان يعطى المبرر لزيادة حدة الكراهية للإسلام والمسلمين فى الغرب، وحتى يكون هناك مبرر للجرائم البشعة ضد المسلمين هناك مثلما حدث فى منطقة «تشابل هيل» بولاية نورث كارولينا الامريكية أخيرا حينما قام أمريكى مهووس يدعى ستيفن هيكس 46 عاماً بارتكاب مذبحة بشرية أودت بحياة ثلاثة من المسلمين هم: ضياء شادى بركات 23 عاماً وزوجته يسر محمد 21 عاماً وشقيقتها رزان 19 عاماً حيث قام بإطلاق الرصاص عليهم، ورغم ردود الفعل الغاضبة من المسلمين هناك نتيجة تخاذل الشرطة الأمريكية، وعدم اعتبار الجريمة حتى الآن جريمة كراهية عنصرية، فإن الأمر لايزال غامضاً وغير واضح بسبب موقف الإعلام هناك الذى يؤجج مشاعر الكراهية ضد الاسلام والمسلمين بتركيزه الشديد على أفعال المجموعات الإرهابية فى المنطقة، ومنها داعش وتقديمها على أنها تمثل الوجه الإسلامى فى التعامل. داعش على الجانب الآخر تنفذ المخطط بدقة فهى تقدم «الوجه الأقبح» للأفعال الإنسانية، فهم مغول العصر الحديث، وليس لهم علاقة بالإسلام والمسلمين، بدليل أنهم لا يفرقون فى التعامل بين المسلمين، وغيرهم فهم الذين أحرقوا «معاذ الكساسبة» الطيار الأردنى الأسير حيا وهو مسلم، وهى أبشع جريمة يرتكبها ذلك التنظيم الهمجى فى إطار سلسلة الجرائم التى يرتكبها ضد البشر عموما، سواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين أم غير ذلك. آخر جرائم ذلك التنظيم الهمجى هو ما تم الإعلان عنه من إعدام 21 مسيحيا فى ليبيا حيث نشرت مجلة «دابق» الناطقة باللغة الانجليزية، والتابعة لتنظيم «داعش» الإرهابى تفاصيل المجزرة الرهيبة التى ارتكبها التنظيم فى ليبيا، وزعم التنظيم الإرهابى أن الإعدام جاء ثأرا لكاميليا شحاتة، ووفاء قسطنطين وأخريات. منتهى الانحطاط العقلى والفكري، والسلوكى لعصابة دموية غاشمة لا هم لها سوى تلطيخ سمعة المسلمين، وفتح الباب على مصراعيه للتدخلات الأجنبية فى المنطقة. المخابرات الأجنبية الغربية ومعها إسرائيل زرعت داعش، ومولتها بالأموال والسلاح لكى ترهب زعماء وشعوب المنطقة بها، ثم هى الآن تتخذ من داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية وسيلة للتدخل الأجنبى بدأ فى شكل غارات جوية، تمهيدا للغزو البرى لتعود صيغة الاحتلال الأمريكى للعراق من جديد تحت مسمى التحالف الدولى حتى يستمر هذا الوضع سنوات طويلة يضيع فيها ما تبقى من الأراضى الفلسطينية، ويتم إجهاض كل الحلول السلمية، وفى الوقت نفسه تستنزف أموال دول الخليج، والعالم العربى فى العمليات العسكرية، وتمويل صفقات السلاح. هى مؤامرة بكل معنى الكلمة تمهد للغزو البرى كما أكد جون آلن منسق الحالف ضد داعش، الذى أشار إلى أن قوات التحالف تجهز للغزو البرى لتستمر المأساة لسنوات طويلة قادمة، فهل تفيق الدول العربية من غفوتها لتكون على قلب رجل واحد أم تستمر فى نومها العميق حتى تأكلهم النيران جميعاً. لمزيد من مقالات عبدالمحسن سلامة