محافظة الغربية،تضم 8 مراكز إدارية، بها 58 وحدة محلية، و317 قرية "أمّ"، تتوافر فى بعضها مقومات القرية المثالية أو النموذجية، إلا أن البعض الآخر يعانى العديد من المشكلات . ومن هذه القرى: "ميت حبيب" التابعة لمركز سمنود، و"الرملية" التابعة للوحدة المحلية لقرية "الرجدية"بمركز طنطا، بالإضافة إلى"كفر الجنيدي" التابعة للوحدة المحلية لقرية "سندبسط" بمركز زفتى. وتشترك مشكلات القرى الثلاث فى النوع، لكنها تختلف فى الحجم، مما جعلها تُصَنَّف ضمن القرى الأكثر فقرًا أو الأكثر احتياجًا للخدمات. "الأهرام" رصدت أهم مشكلات واحتياجات هذه القرى من المرافق والخدمات، للوصول بها إلى "النموذجية". ففى قرية "ميت حبيب" التابعة لمركز سمنود، التى يبلغ عدد سكانها 22 ألفًا و484 نسمة، يؤكد خالد محمد العنتري، رئيس الوحدة المحلية ب"ميت حبيب"، أن القرية فى حاجة ماسة إلى استكمال مشروع الصرف الصحي، المتوقف منذ سنة 2010، بنسبة تنفيذ لا تتجاوز 20%، الأمر الذى يضاعف من معاناة أهل القرية، بسبب حفر الشوارع، وارتفاع منسوب المياه الجوفية، مما أثر بالسلب على المباني. ويضيف أنه على الرغم من ارتفاع نسبة التعليم ، فالقرية تحتاج إلى إنشاء مجمَّع مدارس، حيث يوجد عجز كبير فى مدارس التعليم الأساسي، خاصة بعد أن تمت إزالة المدرسة الإعدادية منذ 4 أشهر، وتم توزيع طلابها على معهد أزهري، ومدرسة ابتدائية، كفترة مسائية. وأشار إلى قرار رئيس مجلس الوزراء بنزع ملكية فدانين ملاصقين للكتلة السكنية بالقرية، ونطالب الحكومة بإقامة هذا المجمَّع التعليمى عليهما، لحل مشكلة التكدس الطلابى والكثافة العالية داخل الفصول. وقال "العنتري": إن القرية ليس بها وحدة إسعاف، أو وحدة صحية، رغم كثافتها السكانية العالية، وبُعد المسافة عن مدينة سمنود، مؤكدًا وجود قطعة أرض بمساحة 550 مترًا، مجاورة لوحدة طب الأسرة التى لا تقدم أى خدمات للأهالي؛ لعدم وجود إمكانات بها، وتمت عملية الرفع المساحى لهذه القطعة لإنشاء وحدة صحية عليها.. بالإضافة إلى أن مركز الشباب يحتاج إلى تطوير عاجل لاستيعاب طاقات شباب القرية فيما يفيد. ويؤكد أن المشكلة المؤرقة ل "ميت حبيب" هى اختراق مصرف "عمر بك" (أحد أكبر مصارف التلوث بالدلتا) للكتلة السكنية، خاصة أنه لم تتم تغطية سوى 300 متر منه فقط، ويطالب بضرورة قيام الدولة بتغطية هذه "القنبلة البيولوجية" التى تهدد حياة المواطنين، موضحًا أن تغطية هذا المصرف ستمنح القرية مساحة تقدر بنحو 5 أفدنة، يمكن استثمارها فى إحداث طفرة تنموية بالقرية، وإنشاء حدائق وملاعب وورش حرفية، ومحال تجارية عليها. ويضيف أنه فى قطاع الكهرباء، تعانى القرية من اختراق أسلاك الضغط المتوسط سماء القرية، مما يترتب عليه وقوع العديد من الحوادث، مطالبًا بضرورة استبدال هذه الأسلاك الهوائية المكشوفة، بشبكة أرضية مغطاة،وضرورة إحلال وتجديد محولات الكهرباء المتهالكة، وإنشاء غرف لهذه المحولات لحماية المواطنين من خطرها. ويقترح إدخال خدمة الغاز الطبيعى لمنازل القرية، للقضاء على مشكلة نقص أسطوانات البوتاجاز، خاصة فى فصل الشتاء، لاسيما مع وجود الغاز الطبيعى بمدينتي: سمنود والمحلة الكبرى. أما بالنسبة لقرية "الرملية" التابعة للوحدة المحلية لقرية "الرجدية" بمركز طنطا، والتى يبلغ عدد سكانها 6 آلاف و817 نسمة، فإن مشكلاتها لا تختلف كثيرًا عن سابقتها، حيث يؤكد اللواء عبد الرءوف محمود، رئيس مركز ومدينة طنطا، أن القرية تحتاج إلى مشروع الصرف الصحي، وسيتم البدء فعليا فى هذا المشروع ضمن خطة النهوض بها تنمويا، وإقامة محطة رفع، تصب بالمحطة الرئيسية بقرية محلة روح، مع إقامة مجمَّع تنموى يضم مكتبى صحة وبريد، ومركز شباب، على مساحة 6 قراريط، تبرع بها الأهالى منذ 2005، بالإضافة إلى زيادة عدد فصول مدرسة التعليم الأساسى الموجودة بالقرية للقضاء على الكثافة العالية داخل الفصول، حيث إن الأهالى تبرعوا بمساحة 398.5 متر لهذا الغرض، وقامت هيئة الأبنية التعليمية بوضع الرسومات الخاصة بها، وسيتم التنفيذ بمعرفة القوات المسلحة. وثالثة القرى الأكثر احتياجًا بمحافظة الغربية هى قرية "كفر الجنيدي" التابعة للوحدة المحلية بقرية "سندبسط" بمركز زفتى، والتى يبلغ عدد سكانها 6500 نسمة، حيث يؤكد بسام عزام، رئيس مركز ومدينة زفتى، أن القرية بحاجة إلى مدرسة للتعليم الأساسي، وكذلك لخدمة الصرف الصحي، وسيتم تنفيذ هذين المشروعين على قطعتى أرض، تم التبرع بهما، إلا أن مكتب البريد الذى يطالب به أهالى القرية، فإن المساحة المتبرع بها له خارج الحيز العمرانى وفى حالة تكاتف جهود أهل القرية وتوفير أراض فضاء داخل الحيز العمراني، فستتم إقامة مكتب البريد، ومركز للشباب، ووحدة صحية، وغيرها من الخدمات التى تنهض بالقرية. من جانبها، تؤكد سامية محرز، سكرتير عام محافظة الغربية، اهتمام مختلف الأجهزة التنفيذية بالمحافظة بضرورة العمل بجدية لإحداث تنمية حقيقية، يلمسها المواطن على أرض الواقع، سواء فى القرية أو المدينة، مشيرة إلى الحرص الشديد على تحسين خدمات مياه الشرب والصرف الصحى خاصة بالقرى، ورفع كفاءة التعليم، مع تفعيل دور المجتمع المدني، والارتقاء بمنظومة العمل خاصة فى القطاعات والمرافق الخدمية، لتوفير "الكرامة الإنسانية" للمواطنين على أرض "الغربية". وتضيف أن القوات المسلحة هى التى ستتولى تنفيذ هذه المشروعات بالقرى الأكثر احتياجًا، وأن رئيس الشعبة الهندسية بالمنطقة العسكرية الشمالية بالإسكندرية، التقى مع المواطنين والقيادات الشعبية بهذه القرى، وتم رصد أهم مشكلاتهم على الطبيعة، للعمل على حلها، ضمن برنامج الحكومة للنهوض بالقرية المصرية.