أنا سيدة اقترب من سن الأربعين، حاصلة على مؤهل عال، وأعمل موظفة بإحدى الجهات وعلى قدر من الجمال، ومشكلتى أنى مطلقة منذ خمس سنوات، وأعيش وحيدة فى هذه الدنيا، فأمى سيدة عجوز وأخى مسافر إلى بلد عربي، ولا يوجد فى حياتى من أتكلم معه، وكنت فى أول الأمر أشعر أن طلاقى شيء عادي، مثل أى سيدة طلقت من زوجها حتى تعيش فى راحة من المشكلات، ولكن بمرور السنين تغيرت الحال مع أن معى ولدا وبنتا، وصار كل همى هو تربيتهما دون النظر إلى احتياجى النفسي، ومشاعرى الجميلة، فلقد كنت دائما فى حاجة إلى حب يغير حياتى وأريد أن أكون ضعيفة أمام رجل يحتوينى بالرغم من أننى أمام الجميع السيدة القوية جدا. وأحيانا أشعر بالضيق من نفسى لأنى لا استطيع أن آخذ قرارا فى حياتى الخاصة، وأجدنى مترددة، وخائفة من شىء ما، فأنا أعيش فى وحدة مميتة، وليست لى صديقات، فدموعى هى المصاحبة لى على الدوام، ولقد وصلت إلى مرحلة السكوت والبكاء، وأفكر فيما بعد حين تكون لابنى وابنتى حياتهما الخاصة، إذ كيف سيكون حالي، وماذا سيكون مصيري، هل سيكون دورى قد انتهى عند هذا الحد. وانتظر الموت. ارجو أن تشير عليّ برأيك؟ ولكاتبة هذه الرسالة أقول: إياك وهذه النظرة الخاطئة إلى الحياة، فهى لا تتوقف على أحد، لا زوج ولا ولد، وإنما علينا دائما أن نجدد اختياراتنا فى الحياة طبقا لما نعايشه من أحداث، فإذا كنت قد انفصلت عن زوجك لسبب أو لآخر، فإن بإمكانك أن تبدئى حياتك مع إنسان آخر يقدرك ويحتويك، وهناك رجال أفاضل يفضلون الزواج ممن هى فى مثل ظروفك، بل ويعتبرون أولاد الزوجة أبناء لهم، وربما لم تصادفى أحدهم بعد نظرا لحالة الانغلاق التى فرضتها على نفسك، فأعيدى النظر فى موقفك، وإياك والشعور بالوحدة، فهو إحساس قاتل، فوسعى دائرة معارفك، وشاركى فى الأنشطة الاجتماعية، وزيارات الأهل والأصدقاء، وسوف تجدين من ترتاحين إليه، ويكون أبا لابنك وابنتك، وتسعدين معه بإذن الله.