تشهد العلاقات المصرية الروسية انتعاشة قوية خلال الفترة المقبلة يؤسس لها عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وتزيد ثراءها، زيارة الرئيس فلاديمير بوتين للقاهرة. وقال رجال الأعمال المتعاملون مع السوق الروسية، إن هناك حاجة ماسة لتعزيز التعاون الاقتصادى بين البلدين وخاصة وأن المنتجات المصرية تلقى قبولا واسع النطاق داخل أسواق روسيا، فضلا عن أن السياحة الروسية تسيطر على نسبة حاكمة من حجم السياحة المصرية.وتترقب الأوساط الاقتصادية خلال الفترة الراهنة عملية إعادة تشكيل الجانب المصرى فى مجلس الأعمال المشترك بين البلدين للوصول إلى آلية لتعزيز التبادل التجارى بين القاهرة وموسكو.ويرى أحمد بلبع رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال المصريين أن زيارة الرئيس الروسى لمصر تأتى فى وقت بالغ الدقة فى تاريخ العلاقات الاقتصادية بين البلدين، خاصة وأن هيكل السياحة المصرية تسيطر عليه 30% من السياحة الروسية، وتراجعت تلك النسبة خلال الفترة الحالية بعد تصاعد أزمة الروبل أمام الدولار الأمريكى، مما يستدعى اتخاذ قرارات على مستوى القيادات السياسية لمواجهة تلك الأزمة.ويقترح أن تكون هناك اتفاقات بين الجانبين على عودة نظام المقايضة بين البلدين كما كان فى أوقات سابقة لتنشيط حركة التبادل التجارى والسياحى بين البلدين من خلال تصدير منتجات مقابل خدمات وغيرها وعلى أن تكون هناك مقاصة من خلال الحكومات لقيمة تلك المنتجات والخدمات بهدف تجاوز أزمة العملة التى تشهدها السوق الروسية بعد تراجع الروبل الروسى أمام الدولار الأمريكى بشكل كبير. ويوضح مصطفى النجارى عضو المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية ورئيس لجنة التصدير بجمعية رجال الأعمال المصريين، أن أهم نقطة لعودة العلاقات المصرية الروسية بشكل كبير هى إيجاد حل عملى لمشكلة العملة التى على أساسها سيتم تعزيز التبادل التجارى بين القاهرة وموسكو. ويؤكد ضرورة التعامل بعملة البلدين بعيدا عن وجود عملة وسيطة، وهى التجربة التى تمت مع الصين وأثبتت نجاحا وبالتالى يمكن تجربتها فى التعامل مع السوق الروسية.ويوضح أن هذه الخطوات تحتاج إلى موافقة البنك المركزى فى البلدين على هذا الإجراء ومن ثم يتم إزالة كافة العقبات أمام تعزيز الاستثمارات المشتركة. ويرى أحمد شيحة رئيس شعبة المستوردين بغرفة القاهرة أن زيارة الرئيس بوتين للقاهرة تعد رسالة واضحة للعالم على أن مصر لديها علاقات متوازنة مع مختلف القوى العالمية، وبالتالى ستعزز هذه الزيارة من تدفق الاستثمارات الروسية خاصة فى المشروعات التى تستعد مصر لطرحها أمام مؤتمر شرم الشيخ. ويشير إلى أن روسيا لها خبرات فى مجالات مكافحة الارهاب، وكذلك الطاقة النووية وهما من الملفات الهامة التى تركز عليها مصر للقضاء على الإرهاب من جهة ومواجهة أزمة الطاقة من جهة أخري، مما يتيح مجالا خصبا للتعاون بين البلدين على مختلف المجالات.
ويضيف أن الجانب الروسى لديه خبرات كبرى فى المجالات الصناعية والزراعية أيضا، إلى جانب السياحة التى تستحوذ على نسبة كبيرة مقارنة بالسياحة الوافدة لمصر، مشيراً إلى أن هناك العديد من الملفات المهمة التى سيتم تفعيلها بين البلدين خلال المباحثات الهامة التى سيتناولها الرئيسان عبدالفتاح السيسى وفلاديمير بوتين، وستكون نقطة الانطلاق بين البلدين إلى جانب ضرورة تفعيل مجلس الأعمال المشترك للوصول إلى حالة حوار دائمة بين منظمات الأعمال لتعزيز النشاط الاقتصادي.