شارك وفد ثقافي روسي كبير في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب بأنشطة عدة عقدت على هامش المعرض، في مقدمتها ندوة حول «مصر وروسيا ألف عام من الصداقة»، إضافة إلى احتفالية«مرور 55 عاماً على بناء السد العالي»، وفعاليات مائدة مستديرة لمناقشة «آفاق العلاقات المصرية الروسية» بمشاركة روسية مصرية واسعة. وبمناسبة مرور ألف عام من الصداقة بين مصر وروسيا أقامت الجمعية المصرية لخريجي الجامعات الروسية والسوفيتية بالتعاون مع المركز الثقافي الروسي في قاعة «ضيف الشرف» كانت ندوة تحدث فيها الدكتور فلاديمير بيلياكوف, المستشرق الروسي والدكتور في العلوم التاريخية, وسرد خلالها بعض المواقف والأحداث التى تدل على عمق الصداقة المصرية الروسية . الولع الروسى بالحضارة المصرية وفى ندوة «الإنجازات الروسية في مجال علم المصريات», التى قدمها الدكتور ألكسي فينوجرادوف وترجمها للعربية محمد صالح ،تحدث فينوجرادوف عن الولع الروسي بالحضارة المصرية, وكيف حلقت روسيا إلى عالم مصر القديمة، وتضمنت سردا لتاريخ علم المصريات. وعن العلاقة المصرية الروسية القديمة وتطورها في بداية القرن العشرين روى المتحدث كيف جذبت مصر انتباه الروس المهتمين بالحضارة المصرية القديمة من أدباء ورجال دين ورحالة. وقد أسس أحد العلماء الروس قسم «علم المصريات» في جامعة القاهرة. ومن أبرز الأدباء الروس الذين كان لهم اهتمام بعلم المصريات نيقولاي جومليوف (1886-1921) الذى كانت تربطه علاقة بكبار العلماء والمستشرقين الروس وتعرف من خلالهم على الإنجازات التي توصل إليها هذا العلم، وكانت مصر تمثل له عبر رحلته الإبداعية مصدر الإلهام والوحي. الإصرار سبب النجاح في احتفالية ثقافية بمرور 55 عاما علي وضع حجر الأساس للسد العالي شارك فيها جمهور المعرض ونظمها المركز الثقافي الروسي ،فى حضور كوكبة من الخبراء والمهندسين المساهمين في بناء السد العالي وهم: اللواء المهندس رشدي عطية معاون قائد القوات الجوية، والمهندس يسرى حسين والمهندس محمد صادق مقلد، والمهندس باقل زكى صاحب فكرة تحطيم خط بارليف بضخ المياه.. وأدار اللقاء شريف جاد مدير المركز الثقافي الروسي. وقد قام الدكتور أحمد مجاهد بمنح درع هيئة الكتاب لنائب رئيس جمعية السد العالي المهندس صبري العشماوي،وأعقب الندوة حفلا موسيقيا غنائيا وفقرات عزف علي العود للفنانين محمد عزت وأحمد إسماعيل والفنانة أسرار الجمال أنشدوا خلالها الأغاني الوطنية والألحان الموسيقية العذبة. في البداية قال المهندس محمد مقلد إن السد العالي حقق مكاسب كهربائية للشبكة المصرية, خاصة أن المعدات التي تعمل به معدات روسية وكهربائية ب113 ونصف مليون جنيه بسعر ميسر. وفي كلمته أشار المهندس باقل زكي إلى أنه استلهم فكرة تحطيم خط بارليف بالمياه من طريقة بناء السد العالي . ثم تحدث المهندس رشدي عطية عن تأثير السد العالي على مصر وكيف نقلها نقلة كبيرة على جميع المستويات، وكيف قدم 34 ألف مهندس وفني وعامل من 55 سنة القدوة والنموذج، وأكدوا أن المصريين لديهم العزيمة والإصرار وقادرين على النجاح. وقال المهندس عطية إن الإصراركان سبب نجاح هذا العمل الضخم. وأوضح المهندس صبري العشماوي دور الاتحاد السوفيتي وتعاونه مع مصر في بناء السد ،وأشار إلى أن السد العالي خرج أجيالا قادت فرق التنمية في مصر ونقلوا خبراتهم إلى مختلف المجالات، وما عملية تحطيم خط بارليف ونصر أكتوبر العظيم إلا مثال على ما قدمه السد العالي سواء على مستوى الأفكار أو على مستوى منح الثقة للمصريين بأنهم قادرون على النجاح والإنجاز.واختتم العشماوى كلمته قائلا: سنحتفل بعد أربعة أشهر بمشروع قناة السويس الجديدة ونستطيع وقتها أن نقول ما قام به عبدالناصر يكمله الرئيس عبد الفتاح السيسي.