تانى . تانى . راجعين للقمة العربية تانى .. لكنها تعقد فى مصر لأول مرة بعد ثورتي25 يناير و 30 يونيو العظيمتين ، وتريدها مصر أن تكون قمة المسئولية ، التى يتمثل فيها القادة العرب موقف الحكيم العربى الذى جمع أبناءه وأعطى كلا منهم عوداً وحزمة ، وطلب من كل منهم أن يكسر العود أولاً ثم الحزمة ثانيا ، ففعل الأولى ولم يقدر على كسر الثانية ، فقال لهم :» إنكم كذلك .. فى تجمعكم قوة يصعب التغلب عليها ، وفى تفرقكم ضعف قابل للهزيمة « .. وتريدها مصر كذلك قمة المسئولية فيما تتخذه من قرارات مهمة قابلة للتنفيذ بشأن القضية الفلسطينية والأوضاع فى العراق وسوريا واليمن وليبيا والصومال ولبنان ومواجهة الإرهاب والتطرف بكل اشكاله ،كى يثبتوا أن حل مشكلات العرب فى أيديهم وبإرادتهم وقدراتهم وامكانياتهم، وأن تنازلهم عن القيام بدورهم وحل مشكلاتهم بالاتفاق فيما بينهم ، هو الذى يسمح بالتدخل الأجنبى فى شئونهم ولإسرائيل بالتشدد وللإرهاب والتطرف بالتمدد.فالقمة العربية ال 26- التى بدأت الجامعة العربية بالتعاون مع مصرفى الإعداد لها والمقرر انعقادها وفقا لدورية القمة فى أواخر الشهر المقبل ، مالم تحدث مفاجآت أو سيناريوهات غير متوقعة قد تؤجلها سوف تنعقد والعرب يواجهون تحديات صعبة وظروفا أكثر سوء أو خطورة لم يشهدوها من قبل فى مقدمتها الإرهاب والتطرف ومحاولات ومخططات التقسيم واشعال الحروب الطائفية والعرقية والمذهبية التى تكاد تهدد كيانهم ووجودهم ولا يستفيد منها إلا أعداؤهم ، حيث تحتم تلك التحديات والظروف على القادة العرب فى القمة المقبلة أن يخلصوا النوايا وتسود بينهم روح الأخوة العربية والمصارحة والمناقشات الموضوعية والرغبة الصادقة فى تحقيق مصالحات حقيقية فيما بينهم ، وتحمل المسئولية كاملة فى اتخاذ قرارات تعكس - هذه المرة - نبض شعوبهم وتضع مصلحة العرب فوق كل اعتبار. وإذا كان السؤال، قبل أن تصبح القمة العربية دورية : هل ستعقد القمة أم لا؟ فإن الشعب المصرى بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو يطرح الآن سؤالا : ما هى جدوى انعقاد تلك القمة إذا كانت ستعقد كسابقها وتتخذ مواقف تقليدية تقتصر على الشجب والإدانة ، لم تعد تتقبلها الشعوب العربية وليس مكانها مصر الثورة والدولة المدنية الحديثة ؟ فمن يتابع نتائج وقرارات القمم العربية السابقة سوف يتأكد لديه أن مطالب وطموحات وأمال 370 مليون عربى ( تعداد 2014 ) لاتزال تسبق قدرات وقرارات القمم العربية ، فلم يمر عامان على قمة زهراء أنشاص بمصر عام 1946 وجاء فى بيانها الختامى أن فلسطين هى قضية العرب الأولى حتى وقعت النكبة ، ولم تمر ساعات على قمة بيروت 2002 حتى سارع سئ الذكر اربيل شارون باجتياح مدينة رام الله ومحاصرة الرئيس ياسر عفات حتى خرج منها الى باريس حيث مات هناك ، بينما حدث الشيء نفسه لقمة شرم الشيخ 2003 التى رفضت الحشود العسكرية الأمريكية البريطانية للحرب على العراق حتى وقعت الحرب بعد 18 يوما من انعقادها ولايزال العراق وشعبه يعانيان منها. ناهيك عن بعض القمم العربية التى كان الموطن العربى يشعر بالأسف عند متابعتها ومنها على سبيل المثال لا الحصر: قمة شرح الشيخ 2003 التى انهارت بعد انعقادها ببضع دقائق لأسباب يعلمها الجميع وقمة تونس 2004 التى تم تأجيلها بقرار تونسى منفرد ومفاجئ للجميع (قادة وشعوبا) بعد إن إصابتهم الدهشة والصدمة وإننى اقترح أن تنشئ مصر موقعا لها على الإنترنت يشتمل على سؤال واحد يوجه الى المواطن العرب هو : ماذا تزيد من القمة العربية ؟ وأن يجرب العرب عقد قمة شعبية تسبق انعقاد القمة ، يشارك فيها رؤساء وممثلو البرلمان والمنظمات غير الحكومية والأحزاب والاتحادات والنقابات ومجالس المرأة العربية لمناقشة القضايا المطروحة على القمة الرسمية . على أن تطرح توصيات القمة الشعبية وإجابات ومطالب المواطنين العرب على القادة العرب فى قمتهم المقبلة فيحدث التزاوج بين الإرادتين الشعبية والسياسية الرسمية وتأتى قرارات القادة معبرة عن طموحات ومطالب شعوبهم . لمزيد من مقالات فرحات حسام الدين