تاني.. تاني راجعين للقمة العربية تاني, بعد أن ظن العرب أن قمة سرت بليبيا 2010 ستكون آخر القمم بسبب ما كان عليه العرب من فرقة وانقسام, ثم جاءت ثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا, فغيبت قمة 2011 عن الانعقاد. وأخيرا انتهي الجدل, وتقرر عقد القمة العربية المقبلة في بغداد يوم 29 مارس المقبل, وبدأ الوزراء العراقيون هذا الأسبوع جولاتهم في الدول العربية ماعدا سوريا لتسليم قادتها الدعوات الرسمية لحضور القمة في الموعد المحدد لها, مالم تحدث مفاجآت قد تؤجل القمة أو تلغيها. وبالرغم من أن الأوضاع الداخلية العراقية لا تزال معقدة سياسيا ومتوترة أمنيا ومعبأة بالخلافات, فإن قادة العراق يعولون علي تلك القمة في تحقيق طموحاتهم الكبيرة وفي مقدمتها حل مشكلة الديون العراقية للدول العربية وإعادة العراق إلي الصف العربي بقوة وبسرعة وقيادته للعمل العربي لمدة عام مقبل بعد انعقاد هذه القمة, وسوف يغيب عن القمة أربعة حكام طغاة سابقون هم مبارك وابن علي والقذافي وصالح بعد أن أسقطتهم شعوبهم عبر ثورات الربيع العربي وكذلك بشار الأسد الذي في طريقه أيضا إلي السقوط. ولن يشاهد العرب خلال جلسات القمة فزلكة بشار الأسد, وكرنفالات أزياء القذافي, وعبد الله صالح صاحب الخطب العنترية, وكرم الضيافة حيث قال رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق: يكفي انعقاد القمة في بيروت, تناول القادة التبولة اللبنانية. والسؤال الآن ما جدوي انعقاد القمة وهل تجدي نفعا للمواطن العربي؟ والجواب هو إن من يتابع القمم العربية وقراراتها فسوف يجد انها فشلت في تنفيذ 90% من قراراتها التي تخدم المواطن العربي خاصة ما يتعلق منها بالتعاون الاقتصادي, أما علي الجانب السياسي, فلم تكد تمر سنتان علي قمة انشاص عام 1946 حتي وقعت نكبة فلسطين, وبعد ساعات من قمة بيروت عام 2002 رد شارون علي مبادرة السلام الصادرة عنها باجتياح رام الله, وبعد أيام من قمة شرم الشيخ 2003 التي رفضت الحشود الأمريكية علي العراق, وقعت الحرب ولايزال العراق وشعبه والمنطقة يعانون من آثارها حتي الآن. المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين