ذئب أصابته رائحة الدماء بالسعار فراح يتشممها فى الجبال والأودية، وكلما صادفته جثة ملقاة على الطريق أنشب فيها أنيابه وهو يطلق عواء هستيريا. لا نتحدث عن فيلم رعب على الطريقة الأمريكية ، بل عن رد الفعل الشامت من قنوات ومواقع تتبع الجماعة الإرهابية تجاه الشأن المصرى عموما وهجمات الإرهاب الأسود فى سيناء على وجه الخصوص . لقد تعالت أصوات القتلة مختلطة بأصوات مراسلى قناة اختلف الرواة فى تسميتها، المهم أن الأصوات تعالت وهى تهتف ملوثة نداء التكبير " الله اكبر " حين سالت دماء خير أجناد الأرض فى هجوم غادر . والسؤال: كيف انفردت القناة بأول تسجيل فيديو مصور لاستهداف عدد من النقاط الأمنية بقذائف الهاون، فى وقت كانت الأمور تسير فيه بشكل طبيعى داخل العريش ومحيطها ولم تكن الانفجارات قد بدأت بعد ؟ كيف تابعت وقائع الاستهداف الخسيس لحظة بلحظة ؟ لقد كان صوت محرر القناة ملونا بالنشوة وهو يقرأ التعليق على مشهد النيران المشتعلة فى المقار الأمنية فراح يتبارى فى وصفها بعبارات اقرب إلى الغزل المريض، ولم يعد يتبق سوى أن يرقص محررو القناة " عشرة بلدى " فى الاستديو بينما تطلق المذيعات الزغاريد ابتهاجا بالحدث السعيد . لقد افقد الحقد على ثورة 30 يونيو التى أطاحت بحكم الجماعة الإرهابية ، صواب الوسيلة الإعلامية التى صارت عنوانا للتآمر على الشعوب العربية فراحت تهذى بمقولات ممجوجة حول الانقلاب والمظاهرات الليلية والجيش المصرى الحر . ويبدو أن خيبة أملها بسبب الفشل الاخوانى فى نشر سيناريو التخريب فى ذكرى 25 يناير جعلها شريكا مباشرا فى فتح النار على أفراد الجيش والشرطة بسيناء. المؤكد أن الملك عبد الله حين رحل، عاد الوجه القبيح وخرجت الفئران من الجحور، وخيرا فعلت لأن مصيدة الشعب المصرى هى التى تنتظرهم هذه المرة . [email protected] لمزيد من مقالات محمد بركة