من يتابع ما تنشره المجلات والدوريات العلمية العالمية يزداد يقينا بأن الأحلام لازالت ممكنة في أن يكون القرن الحادي والعشرون هو القرن الذي يقول فيه الإنسان' وداعا للعقم' استنادا إلي إمكانية تطوير ما تحقق من بحوث متقدمة خلال القرن العشرين لعل أبرزها التوصل إلي عمليات' التلقيح بالأنابيب' بعد نجاح أول تجربة في بريطانيا عام.1978 ولهذا ليس غريبا أن يتوقع العلماء في القرن الحالي إمكانية زراعة الرحم عندما يكون رحم المرأة غير طبيعي أو إمكانية زراعة المبيض بعد استئصاله جراحيا وتجميده ولا سيما قبل التعرض للعلاجات السرطانية إذا كانت المرأة مصابة بالأورام... وليس غريبا أيضا أن يمتد سقف الطموح إلي إمكانية تطوير العلاج الكيماوي لمرضي السرطان بحيث لا يضر الخلايا السليمة المجاورة للخلايا المصابة... بل هناك أمل في إمكانية علاج السرطان بالجينات أي بحقن العوامل الوراثية التي تساعد علي إنتاج مركبات عضوية تقوم بقتل الخلايا السرطانية... فضلا عن أن هناك بحوثا تجري منذ سنوات لبحث إمكانية إنتاج أجسام مضادة تساعد في تدمير الخلايا السرطانية! وربما يكون القرن الحالي هو قرن القضاء الكامل علي مرض' الإيدز'حيث تتواصل البحوث في اتجاهات متعددة من أجل التوصل إلي دواء يقضي علي هذا المرض الذي ارتفع بمعدل الوفيات في العالم متفوقا علي أي مسبب مرضي آخر... هناك مسار بحثي عن لقاح وقائي... وهناك مسار بحثي آخر عن إمكانية العلاج باستخدام عناصر من جهاز المناعة... وهناك بحوث حول إمكانية حقن الجينات أو إنتاج أدوية تؤثر علي الفيروس المسبب للمرض. ولعل الجديد الذي يمكن أن يكون قنبلة الإنجازات الطبية المتوقعة في هذا القرن هو التخلي عن استخدام المضادات الحيوية نهائيا والاستعاضة عنها بالعوامل المناعية باستخدام عناصر معينة من جسم الإنسان لمقاومة الأمراض المعدية. أما الذين يتحدثون عن إطالة عمر الإنسان ليتجاوز المتوسط العمري حدود المائة عام فإنه أمر لا يهم غالبية قراء اليوم لأنه وإن كان مجرد خيال علمي مشروع فإنه يمكن أن ينصرف فقط علي مواليد القرن الحالي! خير الكلام: لا شيء يتفوق علي قوة المال سوي دهاء العقل! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله