بعد موجة عارمة من الغضب تعالت كثيرا بعد الترميم الخاطيء لقناع توت عنخ آمون والذى جلب لنا سخط العالم أجمع والمهتمين بالآثار فى شتى بقاع الأرض والتى لم تكن الطامة الوحيدة بقناع توت عنخ آمون فقد كشفت الايام الاخيرة عن مفاجأة اخرى هى ان القناع الذى اثير حوله كل هذا اللغط لم يكن قناع توت عنخ آمون حقا ولكنه قناع مزور بينما القناع الاصلى قد تم تهريبه الى خارج مصر ، ولم يكن هذا القناع المزور هو آخر تلك الاثار المزورة ، فسيد المطعنى النحات الأقصرى يكشف لنا كيف تتم تزوير القطع الاثرية وتنطلى على أكبر المتاحف بالعالم حتى ان اللوفر نفسه يضم قطعا أثرية مزيفة تعرض على انها اصلية.ويقول المطعنى وهو آخر شيوخ المقلدين فى النحت الفرعونى، وتعتبر أعماله من أثمن الهدايا التى تمنح لملوك ورؤساء العالم حيث منحت منحوتاته للملكة صوفيا ملكة اسبانيا والرئيس الفرنسى السابق، وكان اكثر ما أشتهر به سيد المطعنى هو الجعران لدرجة ان هناك جعران اسمه "جعران سيد المطعنى" والذى لا تستطيع ان تفرقه عن الجعران الفرعونى الاصلى، وليس الجعران فقط فمعظم اعماله هى تقليد طبق الاصل فيقول على الحفنى صاحب احد البازرات التى يعرض بها سيد اعماله "كثيرا ما تعرضت لمواقف محرجة بسبب اعمال المطعنى ففى احدى المرات كدت ان اتعرض للحبس بسبب عدد من التماثيل كنت اقوم بنقلها وتم الاشتباه بانها اصلية وربما كان مصيرى السجن ٫ الذى لم أنج منه إلا بعد عدة لجان اثرية قامت بالكشف على التماثيل وتأكدت انها مقلدة " ويقول المطعنى إن مثل هذه المواقف هى التى جعلتنى أحرص على عمل خطأ بسيط دائما فى كل تمثال فاذكر انه لولا اننى قمت بوضع عشرة قروش فى عين احد التماثيل التى كنت اقوم بتقليدها لكان مصير من اشترى منى التمثال الحبس ودائما ما يكون الخطا عند المطعنى فى الكتابة التى يحرص على تغير احد الحروف بها ومضيفا أن هناك تماثيل له واعمال افنية معروضة فى متحف اللوفر بفرنسا على انها اعمال اصلية وعندما سألناه كيف يمكن ان تقوم تلك المتاحف بعرض قطع غير اصلية اجاب لانها لا تعلم انها غير اصلية وهناك الكثير من الطرق التى يمكن بها ان يتم بيع الاعمال المقلدة على انها اعمال اصلية وهناك قصة شهيرة هنا يتم تداولها فى الاقصر عن مزج البودرة التى يصنع منها التماثيل المقلدة بقماش من المقابر الاثرية بحيث عندما تمر بالاشعة السينية التى تكشف عن عمر القطعة تكون النتيجة بانها بالفعل قطعة اثرية كما ان هناك حيلة اخرى يلجأ اليها البعض عن طريق نحت التماثيل باحجار قديمة من الاحجار الموجودة بالقرب من المناطق الاثرية وهذه من الصعب تفريقها عن التماثيل الاصلية فى حالة جودة العمل الفنى ولم يكن يعلم الرجل الذى ساقه عشقه للاثار والنحت الفرعونى لان يترك دراسته وهو فى الحادية عشرة من عمره ان حبه للفن سيكون طريقه للحصول على اعلى الدرجات العلمية بعد ان منحته جامعة كارلتون الاسترالية الدكتوراه الفخرية تقديرا لاعماله فى النحت الفرعونى وهو لم يحصل فى حياته على اى شهادات علمية سوى الابتدائية .
وعلى الرغم من الشهرة الواسعة له إلا انه حتى الآن لا يملك معرضا خاصا به ويكتفى بعرض اعماله عند عدد من اصدقائه الذين يعلمون قيمة عمله ويقول جعران الأقصر كانت المعابد مفتوحة واكثر ما جذب انتباهى هى الكتابة الهيروغليفية وكان جدى عمر المطعنى نحات وطلبت منه ان يعلمنى النحت وكنت بعد ان انتهى من القطعة اذهب الى المعبد واقارن بين عملى وبين الاصل ورفضت ان اكمل تعليمى وقررت ان اتفرغ للنحت وعلى مدار حياتى كنت اقوم بشراء كتب كثيرة عن فن النحت عند القدماء المصريين، واضطرنى سفرى المستمر لحضور معارض دولية فى فرنسا وانجلترا وسويسرا والمانيا وامريكا الى السعى لتعلم اللغة الانجليزية خاصة بعد ان طلب منى القاء محاضرات فى امريكا عن فن النحت المصرى، وطلبت منى جامعة كالتون الاسترالية التى منحتنى الدكتوراه الفخرية ان اقوم بالتدريس بصفة دائمة هناك الا اننى رفضت ان اترك مصر .
واختتم المطعنى حديثه قائلا: ما زلت احلم بمدرسة للنحت يتم انشاؤها بالقرنة لتعليم اجيال جديدة فاذا لم تكن القرنة والاقصر هى المكان الذى يتم فيه بناء مدرسة لفنون النحت فأين يمكن إنشاؤها؟