الخبراء: الفقر والأمية والعشوائيات أسباب داعمة لبؤر التطرف فجأة، اشتعلت أعمال العنف والتخريب الممنهج فى المطرية، فقد أبت جماعة الإخوان الإرهابية، وأنصارها ، ألا تمر احتفالات المصريين بالذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، دون أن تشعل الحرائق، وترتكب أعمال العنف والشغب، وتصطدم بالشرطة والشعب معا، لنشر مخططاتها الساعية لإشاعة الفوضى ، والتخريب، وضرب الاستقرار، والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة، وإزهاق أرواح الأبرياء. فى المطرية ، يتكرر مشهد المسيرات، بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع، حيث يتجمع أعضاء الجماعة الإرهابية، للخروج فى مسيرات محدودة، بعد أن فقدوا قدرتهم على الحشد، فلم يجدوا أمامهم سبيلا لجذب الانظار إليهم ، سوى الحرق، والتدمير، والعنف، والتخريب، وإطلاق الرصاص الحى أو الخرطوش، والاشتباك مع الشرطة والأهالي، فخسروا كل شيء، حتى المتعاطفين معهم! الأهالى والشرطة.. يد واحدة ومنذ أيام، وبالتحديد، يوم الجمعة الماضي، أى قبل الاحتفال بالذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، روى محمد محمود (من سكان المطرية) ل " تحقيقات الأهرام" أن المسيرات المتفرقة لجماعة الإخوان الإرهابية وأنصارها لا تتوقف أسبوعيا، وتستمر عمليات الكر والفر. لكن الأهالى المطرية يتصدون لها، وهو ما حدث فى الذكرى الرابعة للثورة ، حيث وقف أهالى المطرية جنبا إلى جنب مع قوات الأمن ، فألقوا القبض على عدد من أعضاء الجماعة، وقاموا بتسليمهم للشرطة، ، ومنعوا حرق السيارات، وواجهوا الرصاص الحى بصدور مفتوحة، كما أشعل عناصر الجماعة النيران فى سيارة تاكسى ، وحطموا سيارة ملاكى فى أثناء الاشتباكات، وكشكا للمرور، وأشعلوا النيران فى أتوبيس نقل عام، وهاجموا قوات الأمن، وتتم ملاحقتهم كل جمعه، ثم يستغلون الأحداث، ويعودون من جديد، مما يستلزم البحث عن حل جذري، لتلك المظاهرات، التى أحالت حياة سكان المنطقة، وأصحاب المحال التجارية، إلى جحيم، وكابوس أسبوعي. وهنا يروى عبد الله محمود من سكان المسلة بالمطرية تفاصيل مشاهد العنف والتخريب بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع، حيث يتجمع أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية بعد أداء الصلاة ، ثم تنطلق مكبرات الصوت، وتتعالى الهتافات ضد الجيش والشرطة، فيتصدى لهم الأهالى ، وتنشأ الاشتباكات مع رجال الشرطة، بالهتافات والحجارة، ويبدأ الأهالى ورجال الشرطة فى التصدى لهم، حيث يطلق الأمن القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم، فيردون بالرصاص الحى والخرطوش، وتبدأ عمليات الكر والفر، ما يضطر الأهالى إلى إغلاق أبواب البيوت والنوافذ، خوفاً من زجاجات المولوتوف التى تتطاير فى الهواء ، ودوى طلقات الخرطوش، والرصاص الحى التى يطلقها أعضاء الجماعة الإرهابية. بؤرة ملتهبة فى المطرية، بؤر لجماعة الإخوان الإرهابية، وأنصارهم من التنظيمات السلفية، والجهاديه الأخري، حيث يفضلون التمركز فى شوارعها وازقها، ومناطقها العشوائية، التى تتسم بأنها شديدة الزحام، ويغلب على معظم سكانها فئة الشباب، المتسربين من التعليم، وبعض احترفوا البلطجة، وإدمان المخدرات، والاتجار فيها، فأصبحوا هدفا لتلك الجماعات المتطرفة، التى تجذبهم بالمال، فضلاعن الدعم المستمر الذى تقدمه تلك الجماعات للأسر البسيطة، من خلال بعض المستوصفات الطبية، أو الدعم المالى المباشر، أو شنطة رمضان، إضافة إلى التحريض المستمر بشكل مباشر عبر الزوايا الصغيرة، والمساجد، والتجمعات السكانية، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، و" تويتر" ، ومنها صفحة مطرية ضد الانقلاب، التى تبث سمومها باستمرار ضد الجيش والشرطة، وتبث مشاعر الغضب فى نفوس المواطنين، ويعتبرها أدمن الصفحه همزة وصل بين ثوار المطرية على حد قوله، إضافة إلى العديد من الفيديوهات على موقع "يوتيوب" وغيرها من المواقع والصفحات الالكترونية. المطرية.. لماذا؟! فى الحى ذاته، لا تتوقف المظاهرات رافعة شارات رابعة، وشعارات مناهضة للجيش والشرطة، ودعم مرسى وجماعته، يطوفون بها الشوارع، ويسيطرأعضاء جماعة الإخوان على العديد من مساجدها، وزواياها، كما أن عدد من أعضائها لقوا حتفهم خلال فض اعتصامات رابعة والنهضة ، وتخرج المسيرات من عدة مساجد، أبرزها التوحيد، والرحمة، والرحمن، والمعسكر بعزبة الريس، وتنضم إليها أعداد كبيرة من مسجدى الفتوح بمنطقة الفتوح، والعلم والإيمان ، فضلًا عن المسيرات التى تخرج كل جمعة بأعداد كبيرة من مسجد النور المحمدى بمنطقة المسلة. وتتسم المطرية، بكثرة مخارجها ومداخلها وصعوبة السيطرة الأمنية عليها، ما جعلها معقلا رئيسيا للجماعة الارهابية، وأنصارها، حيث تخرج أسبوعيًا نحو عدة مسيرات، من مساجد الرحمة المهداه، والعزيز بالله، والنور المحمدي، وميدان المطرية، وينتمى عدد كبير منهم إلى جماعة الإخوان فضلا عن عدد من الجماعات الجهادية الأخري، ويفد إليها كل أسبوع، العشرات من المناطق القريبة، والمحافظات المجاورة بالقليوبية والشرقية، ويعد ميدان المطرية الأكثر سخونة، ، حيث تنظم إليه المظاهرات القادمة من عين شمس ، جسر السويس، والألف مسكن، وشبرا الخيمة ،والتى يتصدى لها المواطنون، ويشتبكون معها، فى حرب شوارع، وكر وفر، بين الأهالى الذين يطاردون المسيرات، أو بين اجهزة الأمن وأعضاء جماعة الإخوان وأنصارهم من الإرهابيين. للإرهاب وجوه كثيرة والسؤال الآن: لماذا تشتعل بؤر العنف والتطرف فى المطرية؟ الإجابة تأتى على لسان الدكتور سمير غطاس الخبير فى الأمن القومي، حيث يؤكد أن بؤر الإجرام تتمركز فى المطرية ، وبعض المناطق المجاورة لها مثل عين شمس، والألف مسكن، حيث ترتفع معدلات الفقر، والأمية، والنمو السرطانى للعشوائيات، ويغيب الترابط الأسري، بين أعضاء تلك الجماعات المتطرفة، والمنضمين إليها إما عبر التغرير بهم بستار الدين، أو لإغرائهم بالمال. وتلك البؤر الإرهابية، ليست وليدة اليوم، بل نمت وترعرعت، ويخرج أفرادها فى مظاهرات غير سلمية بشكل أسبوعى ، تحت سمع وبصر الجميع ، حيث يجرى فض المظاهرات، ثم يعاودون التظاهر فى الجمعة التالية، وهكذا تظل المطرية تعيش حالة من الكر والفر الدائمين، دون التفكير فى حلول جذرية للقضاء على تلك البؤر، التى لم تعد تشكل خطرا على المطرية وحدها، لكن مخاطرها تمتد إلى العديد من المناطق المجاورة. أما لماذا سقطت المطرية فى براثن التطرف، والعنف، فذلك يرجع - فى تقدير الدكتورسمير غطاس - إلى أن ظهيرها عبارة عن مناطق عشوائية، بما تحمله هذه المناطق من سمات الفقر، ونقص الخدمات، والبطالة، والعوز، وغياب السيطرة الأمنية، لضيق شوارعها، وتفرع أزقتها وحاراتها، يتكاثر الفكر المتطرف، وينمو التشدد، ويسود التحريض، جاذبا أفرادا جددا، وفئات شعبية غابت عنها الدولة، كما يجتذبون العديد من الأفراد من المناطق المجاورة، والمحافظات القريبة كالقليوبية والشرقية،، حيث يصعب فى مكان كهذا، مكتظ بالناس، السيطرة الأمنية عليه، وقد تراكمت المعالجات الخاطئة، حتى تكونت بؤر التطرف والإرهاب، وصاروا مصدر تهديد للسكان، والمنشآت، والممتلكات العامة والخاصة. وكعادتهم، يستثمرأعضاء جماعة الإخوان كل تقصير حكومي، كما يقول خبير الأمن القومي- فيبتزون العاطلين، والبلطجية، وسكان المناطق المحرومة من الخدمات والمرافق، فيضمونهم إليهم، بالمال تارة، أو بالتحريض، والتفسيرات المغلوطة للدين تارة أخري، مستغلين الأزمات، ويجدون فيها فرصة سانحة لحشدهم، ودفعهم لمواجهات مع قوات الجيش والشرطة، يوم الجمعه من كل أسبوع، وأحدثها تلك المواجهات التى وقعت، بين الأهالى وأعضاء الجماعة ، أو بين أعضاء الجماعة وأجهزة الأمن، فى الاحتفال بالذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، والتى أسفرت عن الكثير من أعمال الحرق، والتخريب، والتدمير، ولا شك أن تكرار تلك المشاهد، يجب أن يدفع الأجهزة المعنية للبحث عن حلول غير أمنية، لمواجهة ذلك الخطر المحدق، والمتكرر، دون رادع، بدليل أن تلك المشاهد تتكرر يوم الجمعه من كل أسبوع. وكلما وجد الفقر والعشوائيات وجد دعاة الدين، ومروجى الفكر المتطرف، وهكذا الحال فى منطقة عين شمس- كما يقول الدكتور سمير غطاس - ، فالمطرية ومناطق أخري، مثل عين شمس، وإمبابه كانت مرتعاً للإرهاب والتطرف ، حيث تنتشر العشوائيات، وترتفع معدلات الفقر، ومن ثم يسهل استغلال البسطاء من الناس، من خلال قيام بعض المساجد والجمعيات الخيرية بتقديم العون والمساعدات المالية للفقراء، ومنذ وصول محمد مرسى إلى سدة الحكم ، وعزله، أصبحت المطرية منطقة ملتهبة ، بسبب الخطب التحريضية المستمرة، وسيطرة أنصار الجماعة الإرهابية على بعض المساجد، ومن ثم استغلوها فى الترويج لأفكارهم وحشد انصارهم، وتجميع الناس حولهم باسم الدين والشريعة، والمال، ثم استغلوهم فيما بعد للخروج معهم فى المظاهرات التى تنطلق عقب صلاة الجمعة من كل أسبوع ، فيقومون بالاشتباك مع الأهالى والشرطة، مسلحين بالمولوتوف، والأسلحة النارية، فتارة يشتبكون مع الأهالى الذى يتصدون لهم باستمرار، أو يستفزون قوات الأمن، ويعتدون عليها، ويدخلون فى عمليات كر وفر، خشية القبض عليهم، ومع ذلك لا يرتدعون، فهم ينظمون المسيرات باستمرار، ويرتكبون أعمال العنف، والتحريض، والتدمير. الفقر متهما الفقر فى منطقة المطرية- وفقاً ل الدكتور رفعت سيد أحمد الخبير فى شئون جماعات الإسلام السياسي- يعد واحدا من العوامل الأساسية التى أدت إلى انتشار الفكر المتطرف ، حيث تمثل شوارع المطرية، وأزقتها، وبعض مساجدها، بيئة حاضنة يتكاثر فيها الفكر المتطرف، فضلاً عن ارتفاع معدلات الفقر، وانتشار الأمية، مما يمثل فراغاً استراتيجياً ملائماً لكى تمتلئ عشوائيات تلك المنطقة بالفكر المتطرف، تحت التستر بالدين من ناحية، وإغراءات المال من ناحية أخري، فالتمويل الضخم الذى تضخه جمعيات الإخوان، والسلفيين، وبعض الجماعات الأخرى ذات العلاقة بالفكر القاعدى المتطرف، وغياب الإسلام الوسطي، وقصور الخطاب الديني، والبطالة، كلها عوامل ساعدت بقوة فى انجذاب الشباب، وتجنيدهم فى تنظيمات وجماعات متطرفة. مواجهة شاملة والسؤال: كيف يمكن تطهير المطرية من الإرهابيين والمتطرفين؟ يجيب الدكتور رفعت سيد أحمد، بأن المواجهة مع الإرهاب والتطرف، يجب أن تكون شاملة، فالحل الأمنى وحده لا يكفي، وإنما يجب أن يسير معه جنبا إلى جنب، خطط تنموية، وبرامج تطويرية، وفرص عمل للشباب، كما يجب دعم جهود علماء الأزهر، للرد على التفسيرات الضالة للدين، ونشر الإسلام الوسطي، والفقه الصحيح ، ومراجعة مناهج التعليم، أما المعالجة الإعلامية فهى تحتاج إلى رؤية جديدة، يجب أن تعتمد على فضح مؤامرات تلك الجماعات، ودورها فى إشعال نيران الخلافات، وبث بذور الفرقة وحرق نسيحج الوطن، وتنفيذ أجندات خارجية لإسقاط الدولة، كما ينبغى مواجهة الأمية الثقافية، ونشر ثقافة الحوار، والتسامح، وإشراف وزارة الأوقاف على المساجد والزوايا، وتوفير الدعاة المستنيرين، وإعدادهم تربوياً وعلمياً لمواجهة الخلط فى معانى التفسير والسنة، ومنع توظيف الدين لتحقيق أهداف سياسية. وعلى الصعيد الأمني، لابد من تبنى فكر أمنى جديد ، وصياغة سياسة امنية غير تقليدية، وفق منظور جديد، والاعتماد على الأجهزة المتخصصة فى مجال جمع المعلومات حول النشاط الإرهابي، وتوجيه الضربات الاستباقية للتنظيمات الإرهابية، لمنع الأعمال الإرهابية قبل وقوعها ، و يجب اتباع سياسة تشريعية مزدوجة تقوم على الردع من جانب، والتشجيع والمكافأة من جانب آخر، لفتح آفاق جديدة أمام الإرهابيين لمراجعة مواقفهم وأفكارهم، والتخلى عن العنف، والفكر المتطرف، وإجراء محاكمات عاجلة لمرتكبى حوادث العنف والإرهاب، وتشديد العقوبة إلى حد الإعدام فى جرائم القتل والتخريب، حتى يكونوا عبرة لغيرهم، وتكثيف التواجد الأمنى حول أماكن تجمعات المواطنين، والمنشأت المهمة والحيوية، وتوجيه الضربات الاستباقية، وتكثيف عمليات جمع المعلومات حول هذه التنظيمات، وإعادة تخطيط المنطقة عمرانيا، حتى يسهل على رجال الأمن دخول الشوارع التى توجد بها تلك التنظيمات لتتمكن من ضبطهم، وتقديمه للمحاكمة، وإراحة الناس من شرورهم. التطهير يبدأ من هنا الصورة لا تختلف كثيرا لدى اللواء مجدى البسيونى الخبير الأمني، لكنه يفضل أن يبدأ الحديث عن المطرية منذ البداية، حينما كانت تلك المنطقة زراعية، ثم نزح إليها أشخاص من كل شكل ولون، وهؤلاء بطبيعة الحال ليسوا حلهم سكان المطرية الأصليين، وإنما نزحوا إليها من مناطق مختلفة داخل القاهرة الكبري، أو من محافظات أخري، طلبا للرزق، أو فرارا من أجهزة الأمن، مستغلين الزحام السكانى وضيق الشوارع، مما يصعب على الشرطة فرص مواجهتهم، ومن ثم تفتقر المطرية للترابط، وتتسم بغياب السيطرة الأسرية، فى ظل غياب كبير العائلة. ولأن معظم سكان تلك المنطقة، يضربهم الفقر والعوز، تجد البعض منهم، خاصة العاطلين، والبلطجية، وأرباب السوابق، والمتعطشين للمال، ومدمنى المخدرات ، أو المنتمين للفكر المتشدد من الفقراء، أو أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية المتشبعين بأفكارها، يخضعون لتعليمات الجماعة، فيقومون – على حد قول اللواء مجدى البسيوني- بأعمال عنف وتخريب، مصطدمين بأهالى المطرية من جهة، وأجهزة الأمن من جهة أخري، وتحت تأثيرسلاح المال، أو المخدرات، أو الانتماء التنظيمى للجماعة الإرهابية، يحشدون كل جمعة العشرات من مناطق التبة، والكيلو 4,5، للتظاهر فى المطرية، وممارسة هواياتهم فى العنف والتخريب، كما يحشدون أنصارهم من المحافظات المجاورة مقابل مبالغ مالية، مستقطبين العاطلين، والصبية، ومدمنى المخدرات، والبلطجية. وبالرغم مما تشهده المطرية من أعمال عنف وتخريب، ومظاهرات غير سلمية، تستهدف مواجهة أجهزة الأمن، التى تضحى بالكثير من رجالها فى مواجهات مختلفة بمناطق عدة، ولاشك أن الأمر – كما يقول اللواء مجدى البسيوني- لايستعصى على الحل، وإنما يحتاج إلى نظرة ورؤية مستقبلية، فمن ناحية يجب مواجهة تلك المجموعات بكل حسم، وتطبيق القانون بلا هواده، ومحاصرتها حتى يتم القضاء على تلك البؤر الإرهابية، وتطهيرها نهائيا، كذلك يجب تنفيذ برامج تنموية، وخطط تطوير وتنمية للمناطق العشوائية بها، وإعادة تخطيط المنطقة عمرانيا، وتوفير فرص عمل للشباب، الذى يعانى البطاله، وقد يسعى لمصادر كسب غير مشروعة، عبرالانضمام لتلك المجموعات الإرهابية، تحت تأثير الفقر والعوز.