أبلغ جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، مجلس الأمن بأنه على اتصال وثيق ومستمر مع كل الأطراف السياسية فى اليمن من خلال تنظيم اجتماعات يومية للأطراف الموقعة على وثيقة السلم والشراكة. وقال بن عمر - فى إحاطته لمجلس الأمن الذى اجتمع الليلة قبل الماضية لبحث الأوضاع فى اليمن - إن إمكانية تجاوز الأزمة السياسية فى اليمن لا تزال قائمة من خلال المشاورات الحثيثة مع كل الأطراف السياسية لإبرام اتفاق يتيح المضى قدما فى العملية السياسية وفقا للمرجعية التى أسست لها مقترحات مؤتمرالحوار الوطنى واتفاقية السلم والشراكة الوطنية وما تبقى من مهام آلية تنفيذ المبادرة الخليجية. وأهاب بن عمر - فى بيان أصدره مكتبه فى صنعاء - بكل الأطراف اليمنية التعاون لخدمة المصلحة الوطنية العليا لليمن. وكانت عدة أحزاب يمنية تنتمى إلى تكتل اللقاء المشترك قد انسحبت يوم الأحد الماضى من اجتماع مع الحوثيين برعاية جمال بن عمر لبحث حل يتيح الخروج من الأزمة التى أحدثتها استقالة الرئيس اليمنى، وذلك بعد اعتداء ميليشياتهم على المتظاهرين السلميين مؤكدين أنه لاجدوى من المفاوضات مع الحوثيين. وفى القاهرة، بحث الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية فى اتصال هاتفى مع عبدالله محمد الصايدى وزير خارجية اليمن، ما تشهده الساحة اليمنية من مستجدات خطيرة ،والجهود المبذولة من قبل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر وما يمكن لجامعة الدول العربية أن تقدمه لمساعدة الشعب اليمني، فى الخروج من نفق الأزمة الراهنة. وأكد الأمين العام دعم جامعة الدول العربية للجهود التى يبذلها الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى من أجل استعادة الأمن والاستقرار ،وتنفيذ مقررات مؤتمر الحوار الوطنى واتفاق الشراكة والسلم وما نصت عليه مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية باعتبارها تشكل الأساس اللازم لإنجاز الحل السياسى السلمى للأزمة اليمنية. وفى صنعاء أصيب ثلاثة أشخاص فى اشتباكات بين أفراد حراسة وزير الإدارة المحلية اليمنى وعناصر مجهولة ، وذلك بعد أن ألقت هذه العناصر قنبلة على منزل الوزير، مما أدى إلى حدوث خسائر مادية بالمنزل والمنازل المجاورة له ،وبعدد من السيارات فى محيط منطقة الحادث . وكان وزير الإدارة المحلية عبد الرقيب فتح قد طالب أمس الأول عبر صفحته على الفيسبوك الجهات المختصة ومنظمات حقوق الإنسان بالتدخل لرفع الحصار المفروض على منزله بالعاصمة صنعاء من قبل مسلحى جماعة أنصار الله الحوثيين، وحمل الجماعة مسئولية ما قد يتعرض له أو أفراد أسرته من أذى، رافضا أى حماية من أى جهة كانت. ووصف الوزير المستقيل ما يتعرض له بأنه إجراء مخالف للقانون ولا يستند لأى شرع، مؤكدا أنه تحت الإقامة الجبرية. وفى هذه الأثناء، قال مصدر أمنى يمنى إن مسلحا مجهولا قتل وأصيب آخران أمس خلال هجومهم على مقر للشرطة فى محافظة عدن جنوبى البلاد. وقال المصدر نفسه، إن مسلحين هاجموا بالأسلحة الرشاشة مقرا للشرطة فى مدينة الشيخ عثمان فى محافظة عدن، مما أدى إلى تبادل إطلاق النار مع قوات الشرطة أسفر عن مقتل أحد المهاجمين وإصابة اثنين آخرين. وفى واشنطن، رأى السيناتور الأمريكى تيد كروز، أن الأحداث الجارية فى اليمن من انهيار وسيطرة الحوثيين على بعض المناطق وتنحى الرئيس اليمنى كشفت فشل السياسة الخارجية التى يتبعها الرئيس الأمريكى باراك أوباما مستندا إلى مقال للرأى نشر فى النسخة الالكترونية بصحيفة “واشنطن تايمز”، الأمريكية إلى خطاب ألقاه أوباما الثلاثاء الماضى أرجع فيه “سبب الأمن للشعب الأمريكى لقيادته، وأن سياسته الثابتة أدت إلى عالم أكثر أمنا وازدهارا". ورأى كروز أن كلمات أوباما تقف فى موقف تناقض صارخ مع نتائج سياسته الخارجية فى جميع أنحاء العالم خاصة فى اليمن، مشيرا إلى أنه على الرغم من توسط الأمريكيين لوقف إطلاق النار فى شهر سبتمبر الماضى، فإن المتمردين الحوثيين الشيعة فرضوا السيطرة على الجزء الشمالى من البلاد بدعم من الإيرانيين، الذين يريدون السيطرة على مدخل مهم استراتيجيا إلى البحر الأحمر. وأوضح أن تنظيم القاعدة فى شبه الجزيرة العربية، المعترف به على نطاق واسع باعتباره أحد المنظمات الإرهابية الأكثر عنفا فى العالم، يسيطر على أجزاء كبيرة من البلاد، حيث يجذبهم انعدام القانون العام، فضلا عن إرسال تنظيم داعش عملاء للانضمام لهم فى إحداث الفوضى. ولفت السيناتور الأمريكى، إلى أنه بعد استقالة الحكومة اليمنية الحالية بشكل جماعى، أصبحت البلاد نقطة جذب للمتشددين من كل الأوصاف. ونوه إلى أن الولاياتالمتحدة ليس لديها أى حيلة فى السيطرة على الأحداث لأنهم يتقاتلون فيما بينهم. ورصد، زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون لصنعاء فى يناير 2011 حيث أعلنت أن سياسة الولاياتالمتحدة تهدف إلى يمن موحد مستقر ديمقراطى ومزدهر للمجتمع المدنى، كما تضاعفت المعونة الأمريكية لاحقا فيما وصفته كلينتون بإعادة التوازن" للأولويات.