بعد أن أعلنت القوي الكبري رغبتها في استئناف المحادثات النووية مع إيران التي بدورها قررت فتح مجمع بارشين العسكري أمام التفتيش, أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن استئناف المحادثات بين الغرب وطهران يمثل فرصة دبلوماسية لنزع فتيل الأزمة حول البرنامج النووي الإيراني ويؤخر دق طبول الحرب, مشيرا الي ان البرنامج النووي الايراني لا يشكل تهديدا عاجلا. وهاجم أوباما خصومه الجمهوريين قائلا إنه علي الساسة الأمريكيين الذين يدقون طبول الحرب مسئولية لتوضيح تكاليف وفوائد الحرب. وأضاف أن مسألة تحديد الولاياتالمتحدة اختياراتها حول مهاجمة إيران خلال الأسابيع أو الشهور المقبلة لاتحددها الحقائق فقط, موضحا أن واشنطن لن تسمح لطهران بامتلاك سلاح نووي. واتهم المرشحين الجمهوريين بالاستهتار, قائلا إن الحرب ليست لعبة. ومن جانبها, رحبت إسرائيل بحذر باستئناف المفاوضات النووية مع إيران, وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي ياكوف اميدرور إن تل أبيب سعيدة بهذه الخطوة, وأن رئيس الوزراء بنيامين نيتانياهو أكد أنه لا يوجد من هو أسعد ببلاده بهذا القرار خاصة إذا أسفرت هذه المحادثات عن تخلي طهران عن قدراتها النووية العسكرية. لكنه أكد أنه لابد من الاستعداد لفشل المفاوضات, ووجود بديل عسكري حقيقي في هذه الحالة. بينما أكد المتحدث باسم نيتانياهو أن الولاياتالمتحدة لم تدعم أو ترفض قيام إسرائيل بضرب إيران. وأضاف أن واشنطن لم تمنح تل أبيب الضوء الأحمر للقيام بعمل عسكري ضد طهران. وفي فيينا, أعلن مندوب إيران بالوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية عن أن مسئولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون بعثت رسالة إلي إيران تتضمن عرضا للاجتماع ومناقشة برنامجها النووي.وأشار سلطانية إلي أن الرسالة جاء فيها اقتراح بإجراء جولة أولية من المحادثات تركز علي بناء الثقة عن طريق وضع خطوات ملموسة للمستقبل بهدف التوصل لحل شامل طويل الأجل يحترم حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية. ورفض سلطانية جميع الشكوك والمزاعم حول سعي ايران لإنتاج اسلحة نووية. وفي طهران, شكك رئيس مجلس الشوري الإيراني علي لاريجاني في الخروج بأي نتائج من المحادثات النووية التي ستجريها بلاده مع القوي العالمية الست. وقال لاريجاني إن القوي الغربية تعرف جيدا أن إيران لا تسعي لامتلاك أسلحة نووية, إلا أنهم يواصلون ممارسة الضغوط. واتهم لاريجاني هذه القوي بالكيل بمكيالين, ووصفها بأنها لا تحرك ساكنا تجاه دول تمتلك بالفعل قنابل ذرية ولا تتعاون مع المنظمات الدولية ذات الصلة مثل إسرائيل, وذلك علي عكس إيران.ومن جانبه, أعرب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه عن تشككه في نجاح المحادثات المقترحة بين القوي الكبري وإيران, قائلا إن طهران مازالت غير جادة في استعدادها للتفاوض بشأن مستقبل برنامجها النووي. وفي سياق متصل, نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي في واشنطن قوله إن نيتانياهو أقنع أوباما باختصار الجدول الزمني لاستنفاد الاجراءات الدبلوماسية لوقف المشروع النووي الإيراني. وأشار المصدر إلي أنه كانت هناك اختلافات في التقديرات الإسرائيلية والأمريكية في باديء الأمر, لكن هذه الفوارق باتت تتقلص. في حين, ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل منقسمتان بشأن موضوعي استئناف المفاوضات مع إيران ومواصلة تسريع العقوبات وعرقلة برنامجها النووي, متسائلة: إنه إذا ماقررت إيران خوض السباق لامتلاك سلاح نووي, هل سيرصد الغرب ذلك في الوقت المناسب لوقفه؟ وحتي في حال رصده هل ستكون الضربة الجوية هي الخيار الأفضل؟وقالت الصحيفة إن المسئولين بصفوف الإدارة الأمريكية من أعلاها إلي أسفلها يقولون إنه يكاد يكون من المؤكد أنهم سيرصدون انتاج سلاح نووي في إيران ويقولون أنه ستكون من بين البوادر خطوة لطرد المفتشين الدوليين ودليل بالقمر الصناعي لأي اختبار من نوع التفجيرات التقليدية المستخدمة لتطوير قنبلة وعلي الأرجح تقارير من إتصالات الغرب داخل المجتمع العلمي الإيراني لتغيير في الأعمال التي تقوم بها المعامل الإيرانية. وفي لندن, حذر ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني من أن إيران تسعي إلي إنتاج صواريخ عابرة للقارات يمكن أن تحمل رؤساء حربية نووية, مما يهدد الغرب, لكنه دعا في الوقت ذاته إسرائيل إلي منح العقوبات مزيدا من الوقت حتي تجبر الإيرانيين علي تغيير نهجهم الإستراتيجي. وشدد كاميرون لأول مرة علي أن إيران لا تشكل تهديدا للشرق الأوسط فقط, بل تهدد أيضا بريطانيا. وفي هذه الأثناء, قال نائب ومساعدون بالكونجرس إن النواب الأمريكيين يعدون مشروع قانون يجبر بنوكا أوروبية وآسيوية لديها حسابات في الولاياتالمتحدة علي إبلاغ وزارة الخزانة الأمريكية بصفقاتها مع مؤسسات مالية إيرانية بشكل مباشر, بما في ذلك الخدمات التي تقدمها وحجم أي أموال تحتفظ بها لشركة إيرانية أو لحسابها.