جاءت زيارة سامح شكرى وزير الخارجية إلى المملكة المغربية منذ أيام وعلى الأخص إلى مدينة فاس ولقاؤه مع الملك محمد السادس، ووزير الخارجية صلاح الدين مزوار لتعيد العلاقات بين البلدين إلى مسارها الطبيعى بعد أسابيع من سحابة صيف وسوء فهم تم تجاوزهما بما يعيد الدور المحورى للدولتين فى المنطقة وكان الحرص على تأكيد ذلك خلال الاتصال الهاتفى الذى جرى بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والملك محمد السادس ولاعتزازه بالعلاقات الوثيقة التى تجمع بين الشعبين الشقيقين وأهمية عدم السماح لأى طرف، بأن يوقع بين البلدين، للنيل من العلاقات المتميزة التى تجمع بينهما. ويكشف السفير الدكتور بدر عبد العاطى المتحدث باسم وزارة الخارجية ل " الأهرام " أنه لا يمكن تسمية الفترة الماضية "أزمة" وإنما "سوء فهم" تم تجاوزه لان هناك إرادة سياسية من القائدين وميراث حضارى وتاريخى ولا يمكن لأى تصريح من هنا أو هناك أن يفت فى عضض هذه العلاقة على الإطلاق ونقول رب ضارة نافعة نتيجة لسوء الفهم والأزمة المفتعلة التى ليس لها علاقة بالواقع معتبرا انه كان هناك تحرك مشترك وإرادة سياسية لتجاوزها واستخدام ذلك لإحداث نقلة نوعية فى العلاقات بين البلدين . وعن الزيارة فيؤكد أنها أحدثت نقلة نوعية فى العلاقات من خلال الاتفاق على تبنى شراكة إستراتيجية متجددة تقوم وتستند إلى التاريخ والواقع الصلب بما يجعل العلاقة تنطلق للإمام من خلال التعاون الاقتصادى وإقامة مراكز مغربية لوجيستية على طول قناة السويس للوصول إلى الأسواق فى مصر ومنطقة الخليج وكذلك مراكز لوجيستية مصرية فى طنجة للوصول إلى أوروبا كما نتحدث عن علاقات ثقافية وتنشيطها والمؤسسات الإعلامية وتبادل الزيارات .
ويوضح ان هناك تثمينا من جانب المغرب لرئاسة مصر والرئيس عبد الفتاح السيسى للقمة العربية المقبلة والتى سيكون لها أثر على العمل العربى المشترك .
وحول التعاون المشترك نقل وزير الخارجية المصرى دعوة إلى صاحب الجلالة من فخامة الرئيس للمشاركة فى مؤتمر «دعم وتنمية الاقتصاد المصرى مصر المستقبل»، المقرر عقده فى مدينة شرم الشيخ فى الفترة من 13 إلى 15 مارس 2015، كما قدم عرضا بشأن الفرص الاستثمارية الهامة التى سيتيحها هذا المؤتمر مشددا على أهمية مشاركة الجانب المغربى فيه حيث أعرب وزير الشئون الخارجية والتعاون المغربى عن تطلع المملكة المغربية إلى المشاركة على المستوى الرسمى وتشجيع القطاع الخاص المغربى على ذلك.
وبالتأكيد كانت القضايا العربية على طاولة المناقشات فى مقدمتها القضية الفلسطينية وليبيا وسوريا حيث ثمن الجانب المصرى عاليا العمل الذى يقوم به صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، فى الحفاظ على الوضع القانونى للقدس الشريف وطابعها العربى الإسلامى، وحماية المقدسات وحرمة المسجد الأقصى من أى إنتهاكات إسرائيلية، والمساهمة فى تمكين المقدسيين من الصمود فى مدينتهم، كما أشادا بالمشاريع التى تنجزها وكالة بيت مال القدس الشريف
وعلى الصعيد التاريخى تجمع البلدين علاقات متينة تاريخية فضلا عن مصاهرة وعلاقات نسب بين الشعبين تمتد الى أكثر من ألف عام وعلاقات مبنية على الأخوة والصداقة وفى حديث مع الكاتب والروائى جمال الغيطانى كشف أن كل أولياء الله الصالحين جاءوا إلى مصر من المغرب ومنهم مولانا عبد الرحيم القنائى والسيد البدوى وعبد الرحيم الدسوقى والمرسى أبو العباس والكل جاء فى رحلات الحج القديم ثم يعودون إلى مصر ويستقرون بها وذلك يعطى أرضية صلبة ومتينة لا يمكن لأى محاولات أيا كانت أن تنجح للوقيعة بين البلدين لان هناك أساسا متينا بين قيادتى البلدين للانطلاق بالعلاقة الى أفاق أرحب.