يعد مستشفى الأطفال بأسيوط من أقدم المستشفيات الجامعية فى الصعيد والذى يخدم 8 محافظات وهى «المنيا، اسيوط، سوهاج، قنا، الأقصر، اسوان، البحر الأحمر، الوادى الجديد»، وتم افتتاحه عام 2004 بطاقة استيعابية وصلت إلى 540 سريرا ويخدم المرضى بالمجان والخاص، إلا أن الوضع داخل المستشفى ينذر بكوارث متلاحقة بالرغم من مجهود خارق يبذل من إدارته، حيث تتصدر محافظة أسيوطالمحافظات الاكثر وفاة للأطفال، حيث يصل عدد المواليد سنويا إلى ما يقرب من 120 الف مولود، وتبلغ نسبة الاطفال ناقصى الوزن منهم 10% أى ما يقرب من 10 الاف مولود سنويا، بما يعادل 950 مولودا شهريا، جميعهم فى حاجة ماسة الى رعاية خاصة. «الأهرام « زارت المستشفى وتفقدته والتقت الدكتورة زينب محيى الدين، مدير مستشفى الاطفال الجامعى بأسيوط، والتى تولت المنصب فى سبتمبر 2014، فقالت إن المستشفى يوجد به 13 عيادة تخصصية طبية ، 4 عيادات جراحة تخصصية، ويصل عدد المترددين على العيادات الخارجية 65 ألف طفل سنويا، والمترددون على الاستقبال 22 الف مريضا سنويا (باجمالى 87 الفا)، يخدمهم فقط 10 غرف للعناية المركزة لكل الوحدات، منها عناية مركزة عامة، وعناية جراحة صدر وقلب، وعناية الأمراض العصبية والقلب والجهاز الهضمى والكبد والأمراض الصدرية، وعناية الاستقبال، وعناية وحدة أمراض الدم، يوجد بالمستشفى وحدة تغذية تابعة لها وحدة الصيدلة الإكلينيكية لتجهيز المحاليل الوريدية وخلطات التغذية الخاصة بحديثى الولادة والمرضى ذوى الحالات الخرجة، وما بعد العمليات الجراحية، كما تقوم وحدة الصيدلة الإكلينيكية بتجهيز جميع الأدوية والمحاليل الوريدية بطريقة معقمة طوال ال 24 ساعة لكل وحدات المستشفى . وتضم وحدة العناية المركزة العامة حاليا 10 اسرة فقط وهى وحدة العناية المركزة الوحيدة فى الصعيد ، وتستقبل حالات على مدار العام بمعدل 450 حالة جميعها تحتاح الى التوصيل على اجهزة التنفس الصناعى والمتابعة المستمرة لحالة المريض، وتعانى العناية المركزة من عجز شديد فى أطقم التمريض والخدمات التمريضية المساعدة ، ومن خلال خطة توسعية بالتنسيق مع إدارة الجامعة يتم اعادة هيكلة وبناء العناية المركز لتتسع لعدد 34 مريضا، تكفلت ادارة الجامعة بتكلفة البنية التحتية والتكييف المركزى للوحدة وتحتاج الوحدة إلى متبرعين حيث إن تكلفة إنشاء سرير بكل مشتملاته للعناية المركزة 200 ألف جنيه، فالمستشفى فى حاجة ماسة إلى دعم مادى لتشغيل العناية المركزة بكامل قوتها لخدمة اطفال صعيد مصر. كما انه لضيق المكان بالمستشفى تم نقل قسطرة القلب الخاصة بالأطفال الى المبنى الرئيسى للمستشفيات الجامعية، بالرغم من استغلال جزء كبير من مستشفى الأطفال كمغسلة لجميع المستشفيات، ومقر دائم للتعقيم المركزى، مما أدى الى تأثر الأطفال المرضى والعاملين بالمستشفى بالابخرة المنبعثة من عمليات الغسيل المستمرة، كما تسبب التعقيم فى تعرض اسقف احد الادوار للتآكل بصورة واضحة للعيان منذ عام 2006 وحتى الآن. وطالبت إدارات المستشفى المتعاقبة بنقل المغسلة والتعقيم، او انشاء مبنى خدمى لكل مستشفيات أسيوط الجامعية حماية للأطفال وصحتهم، وعدم تعرض العاملين لأمراض تنفسية دون ذنب اقترفوه. كما يضم المستشفى وحدة الاطفال حديثى الولادة التى تخدم كل اطفال الصعيد ليس فقط فى المشكلات الطبية ولكن ايضا فى المشكلات الجراحية المتعلقة بالعيوب الخلقية، ويتراوح عدد الحالات يوميا بين 50 الى 60 طفلا حديثى الولادة ودائما هناك قائمة انتظار طويلة حيث أن النقص الشديد فى هيئة التمريض أدى إلى عدم استيفاء القوة الفعلية للوحدة والتى من الممكن أن تخدم 90 مريضا فى اليوم لو توفر عدد التمريض الكافى وذلك لوجود قرار سابق يقضى بعدم تعيين عمالة موسمية مؤقتة فى المستشفيات بالرغم من وجود حالة بطالة كبيرة فى المجتمع الصعيدى بصفة عامة والاسيوطى بصفة خاصة.وهو ما يؤدى الى كثير من حالات الوفاة. وسبق للمستشفى والجامعة أن طلبت أن يتم إعارة كل خريجى مدارس التمريض الخاصة بوزارة الصحة إلى المستشفيات الجامعية يتم فيها تدريب الخريجات على كافة النواحى التمريضية لكل الحالات لمدة سنتين، بصورة دورية مستمرة ولكن لم يتم الاستجابة لهذا المقترح، ويحتاج المستشفى لمزيد من التوسعات الإنشائية للوفاء بما سيتم من تطوير للوحدات المختلفة يتماشى مع زيادة عدد المرضى والتقدم العلمى فعلى سبيل المثال يحتاج المستشفى إلى إنشاء وحدة طب المراهقين، والتى ستتعامل مع كل الاضطرابات السلوكية والجسمانية فى هذه المرحلة الدقيقة.. وأشادت الدكتورة زينب بالتعاون المثمر مع هيئة التأمين الصحى بأسيوط ومحاولة توفير كل ما يحتاجه المريض خاصة من بعض الأدوية غالية الثمن وبعض مستلزمات العمليات خاصة عمليات القلب المفتوح . ومن جانبه أوضح الدكتور أحمد رشدي، نائب مدير المستشفى ورئيس وحدة امراض الكلي، وهى الوحدة الوحيدة الموجودة فى صعيد مصر تستقبل العيادة الخاصة حوالى 3 آلاف مريض سنويا، وتستقبل 35 مريض غسيل كلوى منتظم، بالاضافة إلى حالات الفشل الكلوى الحادة، وتضم وحدة عناية مركزة وبها 8 أسرة وقسم داخلى بقوة 24 مريضا، وهناك عجز حاد فى هيئة التمريض ، وتحتاح الوحدة لتوسعات لإجراء عمليات زراعة الكلى حيث أن تشخيص العيوب الخلقية يتم فيه هذه الوحدة.