رغم حملات الإدانة التي صدرت من مؤسسة الأزهر الشريف ومنظمة المؤتمر الإسلامي وكل الهيئات الإسلامية تقريبا للهجوم الإرهابي علي مجلة شارلي إبدو لم تتوقف المجلة الفرنسية وغيرها من بعض الإصدارات الهامشية في أوروبا عن نشر الموضوعات والرسوم الاستفزازية للمسلمين والإساءة للرسول الكريم صلي الله عليه وسلم, فمثل هذه التصرفات لا تسهم في إعادة الألفة والوئام في أي مجتمع متعدد الأديان. ومن هنا جاء رد هيئة كبار علماء الأزهر علي مثل هذه الأفعال التي لا تمت بصلة لحرية الإبداع, وهو ما أكده بابا الفاتيكان في تعليقه علي ما تنشره بعض الصحف والمجلات الأوروبية, حيث قال: حرية الإبداع ليست النيل من الأديان والثقافات.. ونشير هنا الي استطلاع رأي نشرته صحيفة لو جورنال دو ديمانش, أعرب فيه50 % عن تأييدهم لبعض القيود علي حرية التعبير بشبكة الإنترنت, ومواقع التواصل الاجتماعي, وضمنا في بقية وسائل الإعلام. وهو ما يؤكد رفض المجتمع الأوروبي بصورة عامة لنشر مثل هذه الإساءات أيا كان مصدرها. وحسنا فعلت هيئة كبار العلماء بإشارتها الي ما أقدمت عليه شارل إبدو عندما فصلت أحد محرريها البارزين لتعرضه من بعيد للمجتمع اليهودي الفرنسي, في الوقت الذي دأبت فيه علي إزدراء الإسلام ومقدساته والإساءة إلي النبي صلي الله عليه وسلم.. وهو يضع الإعلام الغربي موضع الاتهام حقا, خاصة عندما يكيل بمكيالين في حرية التعبير التي لا يدخل فيها السب والقذف وإهانة الأنبياء والرسل.. وهو ما يعتبر إهانة للغرب نفسه, حيث أشار بيان الهيئة الي ان هذا الغرب سمح بمشاركة بعض من وصفتهم بكبار الإرهابيين في صفوف المتظاهرين في باريس كبنيامين نيتانياهو, وآخر في زي جندي من المحاربين الصليبيين, وهو ما يزيد النار اشتعالا واستفزازا لمشاعر المسلمين, بما ينطوي عليه ذلك من دلالة لا تخلو من الإساءة ويخالف ما يعتنقه الغرب من احترام قيم الإخاء والمساواة والسلام. وعلي الغرب الذي يدعي التحضر والمدنية في تصرفاته, أن يلتزم بما يعلنه من مبادئ الحرية والإخاء الإنساني, ومنع التفرقة والتمييز والتهميش لمواطنيه المسلمين الذين يعانون البطالة والتمييز في التعليم والأجور والتمثيل السياسي. لمزيد من مقالات رأى الاهرام