مصر والإمارات النموذج الأبرز للعلاقات الأخوية بين الدول العربية، وخاصة في ظل الرؤية الثاقبة للشيخ زايد حكيم العرب الذي رحل وبقيت محبته وآثاره في قلوب المصريين والشعوب العربية. واليوم تدشن مصر والامارات نقلة جديدة في علاقات الأخوة والتعاون ما بين الدولتين وذلك خلال زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، واللقاءات المهمة مع رئيس دولة الامارات الشيخ خليفة بن زايد، والمباحثات المكثفة مع الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي. وتعكس الزيارة الأهمية الكبيرة التي توليها القاهرة لدولة الإمارات، والتنسيق الشامل ما بين البلدين فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية ومكافحة الارهاب وشئون الطاقة، وسيلقي الرئيس السيسي الكلمة الرئيسية في قمة «طاقة المستقبل»، التي تعقد في أبوظبي وذلك بدعوة من الشيخ محمد بن زايد. ولايخفي علي أحد أهمية الطاقة كعنصر رئيسي لجميع أنشطة التنمية، وسيحرص الرئيس السيسي في كلمته علي تأكيد أن المرحلة الراهنة تحتاج إلي تعزيز وضمان أمن الطاقة، وذلك من خلال اتخاذ مبادرات عملية تشمل تنويع مزيج الطاقة ليضم مختلف مصادر الطاقة المتجددة ولاسيما الطاقة الشمسية والرياح، ومما لاشك فيه أن التحالف المصري الاماراتي الاستراتيجي في الشئون الاقليمية والعربية والدولية، والآن في مجال الطاقة بات بحاجة لنقلة مؤسسية، ومما لاشك فيه أن الجميع أدرك عمق الروابط ما بين مصر والامارات، مع التجاوب الهائل من الامارات مع ثورة 30 يونيو، واسراعها بوضع جميع امكاناتها وعلاقاتها الدولية في خدمة الشعب المصري. وبالتأكيد فإن سرعة الحركة من جانب قادة الامارات كانت رسالة مهمة بشأن «العلاقات الأخوية العربية»، والآن جاء الوقت لنقلة جديدة رسمية تبعث «الرسائل الواضحة» في الجوار والاقليم والساحة الدولية، والأهم للشعبين المصري والاماراتي بأن أمن الخليج خط أحمر لأنه جزء لايتجزأ من الأمن القومي المصري. ويبقي أن الرسالة المهمة من زيارة الرئيس السيسي الإمارات هي تأكيد أن مصر حريصة علي أداء دورها في حماية الأمن القومي العربي، والدفاع عن المصالح العربية العليا، وأنها تزداد قوة بمتانة علاقاتها مع أشقائها الأوفياء كدولة الإمارات. لمزيد من مقالات رأى الاهرام