قليلون هم من يفهمون فى الإدارة المحلية وأوضاعها ومشاكلها وقوانينها ومن هؤلاء محمد عبدالظاهر محافظ القليوبية الذى شغل مواقع كثيرة فى الإدارة المحلية قبل أن يصبح محافظا للقليوبية. هو يشكو من القوانين الحالية، ومن القيود التى تكبل سلطات المحافظين وتعرقل اداء أعمالهم ويتمنى تفعيل «اللامركزية» فى الإدارة المحلية، وأن تكون صلاحيات المحافظ أكثر رحابة واتساعا لتشمل جميع القطاعات داخل »محافظته« بدءا من مياه الشرب والصرف الصحى ومرورا بالزراعة والرى وانتهاء بالعشوائيات والتعديات. جلسنا إليه وتحدث إلينا مطالبا بضرورة إصلاح أوضاع الإدارة المحلية لأن «إصلاحها» يعنى انطلاق مصر وتطويرها فى ظل الجمهورية الثالثة التى يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيرا إلى ضرورة تفعيل اللامركزية.. بشكل حقيقى فكل محافظة لها ظروفها ومشاكلها وما يصلح للقاهرة قد لا يصلح لمحافظة أخرى وهكذا، وحتى داخل المحافظة الواحدة فإن ما يصلح للمدينة قد لا يصلح للقرية مما يعنى ضرورة أن تكون هناك مرونة فى صلاحيات وسلطات المحافظين لاستثمار الإمكانات المتاحة داخل محافظته ووضع الحلول الملائمة لكل مشكلة حسب ظروف وطبيعة كل حالة على حدة، وضرب مثلا بقانون البناء الموحد مشيرا إلى أن ما يصلح للمدينة لا يصلح للقرية، فالقوانين لابد أن تكون خطوطا عامة حاكمة «للكل».. أما التفاصيل فلابد أن تكون متروكة لكل محافظة حسب ظروفها والمخطط العام لها.
قلنا له: ماذا يحمل عام 2015 فى طياته لتنمية محافظة القليوبية وهل هناك مخطط علمى لتنمية الاقليم على المدى البعيد؟! قال المهندس محمد عبدالظاهر محافظ القليوبية انه سيتم اطلاق أول مخطط علمى لتنمية الاقليم حتى عام 2034 مع بداية العام الجديد يتضمن جميع محاور التنمية المطلوب تنفيذها خلال المرحلة المقبلة والمشروعات المستقبلية وتوفير فرص عمل للشباب مع بداية العام حيث يتضمن رؤية استراتيجية جديدة لجميع المشروعات المستقبلية للمدن تستوعب الكثافة السكنية المتزايدة لمدة 20 سنة قادمة بالتنسيق مع مجموعة من الخبراء والمكاتب الاستشارية المتخصصة وجزء من ذلك المخطط المشروعات التى تتم حاليا فى مدينة بنها من انشاء كبارى تربط بين شطرى كورنيش النيل لفك مشكلة الاختناقات المرورية بمداخل المدينة مما يسهم فى تغيير وجه العاصمة خلال 6 شهور لتصبح عروس الدلتا.. مشيرا إلى أن المخطط يتمثل فى تقديم استراتيجية متكاملة وشاملة محددة لأولويات التنمية وتحديد المشروعات ذات الأولوية المقترحة كمدخلات لتنمية المحافظة وكذا التوافق مع الأهداف الاقليمية والقومية من جهة، والطموحات والتطلعات المحلية من جهة أخرى بالإضافة إلى صياغة الإطار العام الذى يتم من خلاله إعداد وتحديث جميع المخططات الاستراتيجية الحضرية للمدن داخل المحافظة ثم إعداد الدليل الارشادى للمحافظة عند إعداد موازنتها وخططها السنوية المالية والتوزيع المكانى للمشروعات. وأوضح المحافظ أن أزمتنا الحقيقية فى مصر هى غياب الرؤية والتخطيط المستقبلي، الأمر الذى يكلفنا كثيرا وظهر ذلك بجلاء فى الحكومات ال6 التى جاءت عقب الثورة لأنها تعاملت بمنطق تسيير الأعمال، مشيرا إلى أنه لابد من وضع خطط وضوابط مبنية على أسس علمية فى إطار خريطة واضحة المعالم بعيدا عن القرارات العشوائية وقال ان ما نفعله فى القليوبية اليوم بداية لتصحيح المسار لتقديم نموذج يحتذى به فى التنمية ينفذه أى وزير أو محافظ قادم. مدخل القاهرة مشكلة الاختناقات المرورية مازالت تمثل صداعا فى رأس المسئولين وخاصة الطريق الزراعى السريع حتى بعد تطوير ميدان المؤسسة.. فما هى الجهود التى يمكن تقديمها لحل تلك المشكلة؟ أوضح المحافظ أن العمل يجرى على قدم وساق بمشروع الطريق الاقليمى الدولى بعد أن وافق الرئيس عبدالفتاح السيسى على إحياء هذا المشروع العملاق المقترح اقامته من شبرا الخيمة حتى بنها لتخفيف الضغط المرورى المتزايد على الطريق الزراعى القديم.. والذى أصبح لا يستوعب الكثافة المرورية اليومية عليه برغم أعمال التوسعة التى تتم على جانبى الطريق حاليا مشيرا إلى أن المشروع الجديد سيتم اسناده إلى القوات المسلحة بنظام (B.O.T) لخدمة آلاف المسافرين من مختلف المحافظات يوميا وتبلغ الاستثمارات فى هذا المشروع الحيوى نحو مليار جنيه شاملة التعويضات التى سيتم صرفها للمضارين من نزع ملكية الطرق لأصحاب الأراضى من قرى ورورة وكفر سعد خلال أيام.. مشيرا إلى أن الطريق الحر الجديد يتضمن 4 حارات فى الاتجاهين ويبدأ من كوبرى عرابى بشبرا الخيمة حتى بنها بطول نحو 40 كيلو مترا سوف يقطعها المسافر فى حوالى 30 دقيقة على الأكثر بينما نفس المسافة على الطريق الزراعى القديم تأخذ من المسافر ساعات وساعات وهو أمر يمثل اهدارا لقيمة الجهد والوقت والطاقة. وأضاف المحافظ انه سيتم التنازل عن جميع المحاضر والقضايا المتبادلة بين الشركات المنفذة والأهالى المضارين فى اتفاق التراضى الذى تم وضع عليه كل الأطراف المعنية وتعهد المحافظ أمام المواطنين المضارين بحل أى اشكاليات قد تظهر مستقبلا فيما يتعلق بمساحات الأراضى ونزع ملكيتها. وأشار المحافظ إلى أن الطريق الاقليمى الدولى يعد أحد المشروعات القومية الكبرى التى يتم تنفيذها للربط بين 12 محافظة على مستوى الجمهورية لدفع حركة التنمية بهذه المحافظات. أزمة النظافة مشكلة النظافة من المشاكل المزمنة بمدن وقرى المحافظة هل هناك رؤية مستقبلية للانتهاء من هذه المشكلة؟ أكد عبدالظاهر أنه يجرى إعداد منظومة جديدة للنظافة على أرض الاقليم تطبق لأول مرة خلال العام المقبل بسواعد وعقول مصرية باستخدام التكنولوجيا الحديثة فى إدارة المخلفات بالمشاركة مع القطاع الخاص وباسلوب غير نمطى عن طريق مايسمى بتكنولوجيا «الكبسولات» الامريكية التى تساعد على هضم تلال القمامة يوميا وتحويلها لسماد فى مدة أقل بكثير من المعدلات الحالية التى تستخدم فى بعض الأماكن فضلا عن توليد الكهرباء. وقال المحافظ انه سيتم عرض هذا المشروع على رئيس مجلس الوزراء لإقراره بحيث يكون جاهزا على التنفيذ مشيرا إلى أن منظومة النظافة صعبة ولابد أن نرتقى بالسلوك ونعمل جاهدين بالتعاون مع الجمعيات الأهلية، كما ان هناك أزمة ميزانية فى ظل ثبات النسبة منذ عدة سنوات ولذلك نلجأ إلى الجهات المانحة لتوفير التمويل اللازم لتغطية العجز الحالي. وأضاف المحافظ: القليوبية نفذت أول تجربة على مستوى جميع محافظات الجمهورية للمنظومة المتكاملة لإدارة المخلفات الصلبة وإعادة تدويرها للاستفادة منها بعدما كانت تشكل عبئا كبيرا على الأجهزة التنفيذية القائمة على عملية النظافة. هل هناك أساليب تكنولوجية جديدة لتوفير الطاقة الكهربائية عن طريق الطاقة البديلة؟ قال المحافظ انه تم بدء الاجراءات التنفيذية لإنشاء مجمع وحدات ومنظومات تسخين مياه باستخدام الطاقة الشمسية باستخدام تقنية الأنابيب المفرغة Evacuated tubes، لتسخين المياه وذلك لأول مرة فى محافظة القليوبية وجمهورية مصر العربية على أن تكون المرحلة الأولى بإنتاج منظومات تسخين مياه بالطاقة الشمسية عن طريق استيراد المواسير المفرغة من الخارج والمرحلة الثانية سيتم خلالها إنتاج المواسير المفرغة لاحتياجات السوق المحلية وتصدير الفائض منها للخارج وفى المرحلة الثالثة من المشروع سيتم انتاج منظومات توليد طاقة كهربائية من الشمس وأشار المحافظ إلى ان المشروع يتكلف 150 مليون جنيه عند اكتمال مراحله الثلاث وتتكلف المرحلة الأولى منه 43 مليون جنيه تقريبا وسيتيح المشروع عدد 300 فرصة عمل مباشرة وأضعاف ذلك فى أعمال لاحقة غير مباشرة مثل التوزيع والتركيب والصيانة حيث يعد هذا المشروع من المشروعات التى يمكن أن تكون نواة للصناعات فى محافظة القليوبية وفتح آفاق واسعة للاستثمار فى جميع المجالات. مشيرا إلى أن هذا المشروع يعد الأول من نوعه فى الشرق الأوسط وسوف يسهم بفاعلية فى نشر ثقافة الطاقة البديلة عن طريق توفير وحدات الطاقة الشمسية للمنازل وكذا طرق صيانتها وهو امر لايزال يؤرق كثيرا من المواطنين. الخريجون وفرص العمل هل هناك خطة لاستيعاب شباب الخريجين الجدد عن طريق دعمهم بالمشروعات الصغيرة بأسلوب غير تقليدى؟ أكد المحافظ أنه تم البدء فى تنفيذ أكبر مشروع فى الشرق الآوسط لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة بأسلوب غير تقليدى ينفذ لأول مرة فى مصر تحت رعاية رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب وبالتعاون بين المحافظة ووزارة الصناعة واتحاد الصناعات المصرية على مساحة 50 فدانا بمنطقة الخانكة ويجرى حاليا إعداد بروتوكول للتعاون بين المحافظة واتحاد الصناعات برئاسة المهندس محمد السويدى لتوقيعه بحضور رئيس الوزراء ووزراء الصناعة والاستثمار والتنمية المحلية ليكون نواة للمدن الصناعية الشبابية فى مصر ضمن تنفيذ البرنامج الانتخابى للرئيس حيث سيتم الاستعانة ببيت خبرة عالمى لادارة المشروع بأسلوب علمى والمساهمة فى تسويق منتجات شباب الخريجين فضلا عن دخول أحد المطورين للإشراف على عمليات إنشاء الورش والتجمعات الصناعية ومدها بالمرافق اللازمة واستخراج جميع التراخيص المطلوبة من المحافظة والجهات المعنية بحيث يتسلم الشباب الوحدات الصناعية جاهزة للتشغيل دون أى تعقيدات وبعيدا عن الروتين والبيروقراطية. وأوضح المحافظ أننا نأمل فى إقامة نموذج عالمى للصناعات الشبابية بطريقة غير تقليدية تهدف لتشجيع الشباب وخلق فرص عمل لهم ومن المنتظر أن تستوعب المدينة الجديدة نحو 10 الاف خريج بحيث يستوعب المشروع الواحد من 5 إلى 7 شباب وسيتم اختيار قطاعات التصنيع والمشروعات المقترحة من خلال المطور الخاص بالمشروع مع اتحاد الصناعات.. مشيرا إلى أن المحافظة تقوم من خلال صندوق الاسكان بالمحافظة ببناء الورش كتمويل ذاتى وتسليمها لشباب الحرفيين من خلال التنسيق بين المحافظة واتحاد الصناعات مقسمة إلى 4 مناطق كل منطقة منها تبلغ حوالى 10 أفدنة ويتم تدريب الشباب على هذه الحرف من خلال تدريب تحويلى يشرف عليه متخصصون على أن تعرض منتجات الشباب داخل معارض تقيمها المحافظة داخليا وخارجيا على ان يتم الانتهاء من خلال هذا المشروع خلال 60 يوما. وماذا عن دور رجال الاعمال من خلال جمعيتهم لمجتمع القليوبية؟ قال المحافظ انهم يقومون حاليا ببناء 6 عمارات سكنية على نفقتهم الخاصة لاسكان مواطنى الايواء أو الاستضافات للحالات الملحة التى تتطلب مساعدات لمدة قصيرة وذلك فى حالات الهدم المفاجئ أو الحالات الحرجة لحين توفيق أوضاعهم مشيرا إلى أن المحافظة تقوم ببناء 8 آلاف وحدة سكنية بالاضافة إلى 1000 وحدة سكنية بتمويل من صندوق الاسكان بأسعار رخيصة. صلاحيات المحافظ وماذا عن صلاحيات المحافظ الحالية وهل تواجهك مشاكل فى هذا الإطار؟ أجاب: هل تعلمون ان المحافظ لايملك سلطات حقيقية على مرافق المياه والكهرباء والصرف الصحى بعد أن تحولت إلى شركات ؟! مشيرا إلى أنه يجب تفعيل صلاحيات المحافظين على المرافق داخل محافظاتهم حتى يمكن محاسبة اى مسئول عن التقصير بما فيها سلطة توقيع الجزاء والنقل وتعيين القيادات بغض النظر عن كونهم شركات فليست تلك هى المشكلة، دائما المشكلة أن يكونوا بعيدا عن سلطات المحافظين. العشوائيات والمرافق وماذا عن العشوائيات فى القليوبية وتطويرها؟ اجاب: القليوبية بها العديد من المناطق العشوائية فهناك 15 منطقة خطرة، و67 منطقة غير مخططة، وللأسف فقد أصبح تطوير العشوائيات »مركزيا« بعد أن تحول الامر كله إلى صندوق تنمية العشوائيات مشيرا الى أن ذلك الامر غير مقبول اطلاقا، وضرورة أن يعود تطوير العشوائيات إلى المحافظات. الصرف الصحي وماذا عن الصرف الصحى والقرى المحرومة التى يرتفع فيها منسوب المياه الجوفية مثل قرية كوم أشفين بقليوب وغيرها؟ أجاب: للأسف هناك عدد كبير من القرى لاتزال محرومة من الصرف الصحى فى القليوبية رغم ان القليوبية الآن هى «رئة» القاهرة، ومتنفسها«، وقد طالبت بسرعة إدراج القرى المحرومة وخاصة تلك القرى التى يرتفع بها منسوب المياه الجوفية قبل ان تقع كوارث لايحمد عقباها، مشيرا إلى ضرورة ان يكون الصرف الصحى هو المشروع الأولى بالرعاية فى هذه المرحلة.